الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> ودع أمامة >>
قصائدالنابغة الذبياني
- ودّعْ أُمامةَ، والتّوديعُ تَعْذيرُ،
- وما ودَاعُكَ مَنْ قَفّتْ به العِيرُ
- وما رأيتَكَ إلاّ نَظرَةٌ عَرَضتْ،
- يوْمَ النِّمارةِ، والمأمورُ مأمورُ
- إنّ القُفولَ إلى حيَ، وإن بَعُدوا،
- أمسَوْا، ودونَهُمُ ثَهْلانُ فالنِّيرُ
- هل تُبَلّغنيهِم حَرْفٌ مُصَرَّمَةٌ،
- أُجْدُ الفَقارِ، وإدلاجٌ وتَهجيِرُ
- قد عُرّيتْ نصْفَ حولٍ أشهراً جُدُداً
- يَسفي، على رَحْلِها، بالحيرةَ، المورُ
- وقارَفَتْ، وَهْيَ لم تَجرَبْ، وباعَ لـها
- من الفَصافِصِ، بالنُّمِّيّ، سِفْسِيرُ
- ليستْ ترى حَوْلَها إلْفاً، وراكِبُها
- نشوانُ، في جَوّةٍ الباغوثِ، مَخمورُ
- تُلقي الإوَزِّينَ، في أكتافِ دارَتِها،
- بَيْضاً، وبينَ يدَيها التّبنُ مَنشورُ
- لولا الـهُمامُ الذي تُرْجى نَوافِلُهُ،
- لَقالَ راكِبُها في عُصْبَةٍ: سيرُوا
- كأنها خاضِبٌ أظْلافَهُ، لَهِقٌ،
- قَهْدُ الإهابِ، ترَبّتْهُ الزّنانِيرُ
- أصاخَ مِنْ نَبَأةٍ، أصغى لـها أُذُناً،
- صِماخُها، بدَخيسِ الرَّوْقَ ، مَستورُ
- من حِسّ أطْلَسَ، تسعى تَحتَه شِرَعٌ
- كأنّ أحناكَها السّفْلى مآشِيرُ
- يقولُ راكِبُها الجِنّيّ، مُرْتَفِقاً:
- هذا لكُنّ، ولَحمُ الشّاةِ مَحجورُ
المزيد...
العصور الأدبيه