الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> لقد نهيت بني ذبيان >>
قصائدالنابغة الذبياني
- لقد نَهَيتُ بني ذُبيانَ عن أُقُرٍ،
- وعنَ ترَبُّعِهِمْ في كلّ أصْفارِ
- وقلتُ: يا قومُ، إن اللّيثَ مُنقَبِضٌ
- على بَراثِنِه، لوَثبَهِ الضاري
- لا أعْرِفَنْ رَبْرَباً حُوراً مَدامِعُها،
- كأنّ أبكارَها نِعاجُ دُوّارِ
- ينْظرْنَ شزْراً إلى من جاء عن عُرُضٍ
- بأوْجُهٍ مُنكِراتِ الرّقّ، أحرارِ
- خَلَفَ العضاريطِ لا يوقَينَ فاحشةً،
- مُسْتَمْسِكاتٍ بأقْتابٍ وأكوارِ
- يُذرينَ دمعاً، على الأشفار مُنحدراً،
- يأمُلْنَ رِحلَةَ حِصْنٍ وابنِ سَيّارِ
- إما عُصِيتُ، فإنّي غيرُ مُنفَلِتٍ
- منّي اللِّصابُ، فجَنبَا حَرّةِ النّارِ
- أو أضَعُ البيتَ في سوداءِ مُظلِمَةٍ،
- تُقَيّدُ العيَرَ، لا يسري بها السّارِي
- تُدافِعُ النّاسَ عنّا، حينَ نَركَبُها،
- من المَظالِمِ تُدْعىَ أمّ صَبّارِ
- ساق الرُّفَيداتِ من جوش ومن عِظَمٍ
- وماشَ منْ رَهْطِ رِبْعّيٍ وحجّارِ
- قَرْمَيْ قُضاعةَ حَلاً حَولَ حُجرته
- مَدّا عليهِ بسُلاّفٍ أنْفارِ
- حتى استَقَلّ بجَمْعٍ، لا كِفاءَ لـه،
- ينَفي الوحوشَ عن الصّحراءِ جرّارِ
- لا يَخفِضُ الرِّزّ عن أرضٍ ألَمّ بها؛
- ولا يَضِلُّ على مصباحِهِ السّاري
- وعَيّرَتْني بَنُو ذُبيانَ خَشْيَتَهُ،
- وهل عليّ بأنْ أخشاكَ مِنْ عَارِ؟
المزيد...
العصور الأدبيه