الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الشنفرى >> حلوٌ ومرٌّ >>
قصائدالشنفرى
- ألا أمُّ عَمْروٍ أجْمَعَتْ فاسْتَقَلَّتِ
- وَمَا وَدَّعَتْ جِيرَانَها إذْ تَوَلَّتِ
- وَقَدْ سَبَقَتْنَا أمُّ عَمْرٍو بأمْرِهَا
- وَكانَتْ بأعْنَاقِ المَطِيِّ أَظَلَّتِ
- بِعَيْنَيَّ ما أمْسَتْ فَبَاتَتْ فَأصْبَحَتْ
- فَقَضَّتْ أمُورا فاسْتَقَلَّتْ فَوَلَّتِ
- فَوَا كَبِدا على أُمَيْمَةَ بَعْدَما
- طَمِعْتُ، فَهَبْهَا نِعْمَةَ العَيْشِ زَلَّتِ
- فَيَا جَارَتِي وأنْتِ غَيْرُ مُلِيمَةٍ
- إذا ذُكِرَتْ ولا بِذَاتِ تَقَلَّتِ
- لَقَدْ أعْجَبَتْنِي لا سَقُوطا قِنَاعُها
- إذا ما مَشَتْ ولا بِذَاتِ تَلَفُّتِ
- تَبيتُ، بُعَيْدَ النَّوْمِ، تُهْدِي غَبُوقَها
- لِجَارَتِها إذا الـهَدِيَّةُ قَلَّتِ
- تَحُلُّ، بِمَنْجاةٍ مِنَ اللَّوْمِ، بَيْتَها
- إذا ما بُيُوتٌ بالمَذَمَّةِ حُلَّتِ
- كأنّ لـها في الأرْضِ نِسْيا تَقُصُّهُ
- على أُمِّها وإنْ تُكَلِّمْكَ تَبْلَتِ
- أمَيْمَةُ لا يُخزى نَثَاها حَلِيلَها
- إذا ذُكِرَ النّسْوَانُ عَفَّتْ وَجَلَّتِ
- إذَا هُوَ أمْسَى آبَ قُرَّةَ عَيْنِهِ
- مَآبَ السَّعِيدِ لم يَسَلْ: أينَ ظَلَّتِ
- فَدَقَّتْ، وَجَلَّتْ، واسْبَكَرَّتْ، وأُكْمِلَتْ
- فَلَوْ جُنَّ إنْسَانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ
- فَبِتْنَا كأنّ البَيْتَ حُجِّرَ فَوْقَنَا
- بِرَيْحانَةٍ رِيحَتْ عِشَاءً وَطُلَّتِ
- بِرَيْحَانَةٍ مِنْ بَطْنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ
- لـها أَرَجٌ ما حَوْلَهَا غَيْرُ مُسْنِتِ
- وَبَاضِعَةٍ، حُمْرِ القِسِيِّ، بَعَثْتُها
- وَمَنْ يَغْزُ يَغْنَمْ مَرَّةً، وَيُشَمَّتِ
- خَرَجْنَا مِنَ الوَادِي الذي بَيْنَ مِشْعَلٍ
- وَبَيْنَ الجَبَا هَيْهَاتَ أنْشَأتُ سُرْبَتِي
- أُمَشِّي على الأرْضِ التي لَنْ تَضُرَّنِي
- لأَنْكِيَ قَوْما أو أُصَادِفَ حُمَّتِي
- أُمَشِّي على أيْنِ الغُزَاةِ وَبُعْدِها
- يُقَرِّبُني مِنْها رَوَاحِي وَغُدْوَتي
- وَأُمُّ عِيَالٍ، قَدْ شَهِدْتُ، تَقُوتُهُمْ
- إذا أَطْعَمَتْهُمْ أَوْتَحَتْ وَأَقَلَّتِ
- تَخَافُ عَلَيْنَا العَيْلَ إنْ هي أكْثَرَتْ
- وَنَحْنُ جِيَاعٌ أيَّ آلٍ تَأَلَّتِ
- مُصَعْلِكَةٌ لا يَقْصُرُ السِّتْرُ دُونَها
- ولا تُرْتَجَى للبَيْتِ إنْ لَمْ تُبَيِّتِ
- لَهَا وَفْضَةٌ فيها ثلاثونَ سَيْحَفا
- إذا انسَتْ أُولَى العَدِيِّ اقْشَعَرَّتِ
- وَتَأْتِي العَدِيَّ بارِزا نِصْفُ سَاقِها
- تَجُولُ كَعَيْرِ العَانَةِ المُتَفَلِّتِ
- إذا فَزِعُوا طارَتْ بأبْيَضَ صَارِمٍ
- وَرَامَتْ بما في جَفْرِها ثمَّ سَلَّتِ
- حُسَامٌ كَلَوْنِ المِلْحِ صافٍ حَدِيدُهُ
- جُرَازٍ كأقْطَاعِ الغدِيرِ المُنَعَّتِ
- تَرَاهَا كأذْنَابِ الحَسِيلِ صَوَادِرا
- وَقَدْ نَهِلَتْ مِنَ الدّمَاءِ وَعَلَّتِ
- قَتَلْنَا قَتِيلاً مُحْرِماً بِمُلَبِّدٍ
- جِمَارَ مِنًى وَسْطَ الحَجِيج المُصَوِّتِ
- جَزَيْنَا سَلاَمانَ بْنَ مُفْرِج قَرْضَها
- بِمَا قَدَمَتْ أيْدِيهِمُ وأزَلَّتِ
- وَهُنِّىء بي قَوْمٌ وما إنْ هَنَأْتُهُمْ
- وأصْبَحْتُ في قَوْمٍ وَلَيْسُوا بِمَنْبِتِي
- فَإنْ تُقْبِلوا تُقْبِلْ بِمَنْ نِيْلَ مِنْهُمُ
- وإنْ تُدْبِروا فَأُمُّ مَنْ نِيْلَ فُتَّتِ
- شَفَيْنَا بِعَبْدِ اللِه بَعْضَ غَلِيلِنَا
- وَعَوْفٍ لَدَى المَعْدَى أَوَانَ اسْتَهَلَّتِ
- إذا ما أتَتْنِي مِيتَتِي لم أُبَالِهَا
- ولم تُذْرِ خالاتي الدُّمُوعَ وَعَمَّتِي
- ألاَ لا تَعُدْني إنْ تَشَكِّيْتُ خُلَّتي
- شَفَاني بأعلى ذي البُرَيْقَيْنِ عَدْوَتي
- وإنّي لَحُلْوٌ إنْ أرِيدَتْ حَلاَوَتي
- وَمُرُّ إذا نَفْسُ العَزُوفِ اسْتَمَرَّتِ
- أبيُّ لِمَا يَأْبَى سَرِيعٌ مَبَاءَتي
- إلى كُلِّ نَفْسٍ تَنْتَحِي في مَسَرَّتي
- وَلَوْ لَمْ أرِمْ في أهْلِ بَيْتي قاعِدا
- أتَتْنِي إِذَنْ بَيْن العَمُودَيْنِ حُمَّتِي
المزيد...
العصور الأدبيه