الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاسود بن يعفر النهشلي >> نام الخلي وما أحس رقادي >>
قصائدالاسود بن يعفر النهشلي
- نامَ الخَلِيُّ وَما أُحِسُّ رُقادي
- وَالـهَمُّ مُحتَضِرٌ لَدى وَسادي
- مِن غَيرِ ما سَقَمٍ وَلَكِن شَفَّني
- هَمٌّ أَراهُ قَد أَصابَ فُؤادي
- وَمِنَ الحَوادِثِ لا أَبالَكَ أَنَّني
- ضُرِبَت عَلَيَّ الأَرضُ بَالأَسدادِ
- لا أَهتَدي فيها لِمَوضِعِ تَلعَةٍ
- بَينَ العِراقِ وَبَينَ أَرضِ مُرادِ
- وَلَقَد عَلِمتُ سِوى الَّذي نَبَّأتَني
- أَنَّ السَبيلَ سَبيلُ ذي الأَعوادِ
- إِنَّ المَنِيَّةِ وَالحُتوفَ كِلاهُما
- يوفي المَخارِمَ يَرقُبانِ سَوادي
- لَن يَرضَيا مِنّي وَفاءَ رَهينَةٍ
- مِن دونِ نَفسِيَ طارِفي وَتِلادي
- ماذا أُؤَمِّلُ بَعدَ آلِ مُحَرِّقٍ
- تَرَكوا مَنازِلَهُم وَبَعدَ إِيادِ
- أَهلَ الخَوَرنَقِ وَالسَديرِ وَبارِقٍ
- وَالقَصرِ ذي الشُرُفاتِ مِن سِندادِ
- أَرضٌ تَوارَثَها لِطيبِ مَقيلِها
- كَعبُ اِبنُ مامَةَ وَاِبنُ أُمِّ دُؤادِ
- جَرَتِ الرِياحُ عَلى مَقَرِّ دِيارِهِم
- فَكَأَنَّهُم كانوا عَلى ميعادِ
- وَلَقَد غَنوا فيها بِأَنعَمِ عيشَةٍ
- في ظِلِّ مُلكٍ ثابِتِ الأَوتادِ
- نَزَلوا بِأَنقِرَةٍ يَسيلُ عَلَيهِمِ
- ماءُ الفُراتِ يَجيءُ مِن أَطوادِ
- فَإِذا النَعيمُ وَكُلُّ ما يُلـهى بِهِ
- يَوماً يَصيرُ إِلى بِلىً وَنَفادِ
- في آَلِ غَرفٍ لَو بَغَيتَ لِيَ الأُسى
- لَوَجَدتُ فيهِم أُسوَةَ العُدّادِ
- ما بَعدَ زَيدٍ في فَتاةٍ فُرِّقوا
- قَتلاً وَنَفياً بَعدَ حُسنِ نَآدِ
- فَتَخَيَّروا الأَرضَ الفَضاءَ لِعِزِّهِم
- وَيَزيدُ رافِدُهُم عَلى الرُفّادِ
- إِمّا تَراني قَد بَليتُ وَغاضَني
- ما نيلَ مِن بَصري وَمِن أَجلادي
- وَعَصَيتُ أَصحابَ الصَبابَةِ وَالصِبا
- وَأَطَعتُ عاذِلَتي وَذَلَّ قِيادي
- فَلَقَد أَروحُ عَلى التِجارِ مُرَجَّلاً
- مِذِلاً بِمالي لَيِّناً أَجيادي
- وَلَقَد لَهَوتُ وَلِلشَبابِ بَشاشَةٌ
- بِسُلافَةٍ مُزِجَت بِماءِ غَوادِ
- مِن خَمرِ ذي بَذَخٍ أَغَنَّ مُنَطَّقٍ
- وافى بِها كَدَراهِمِ الأَسجادِ
- يَسعى بِها ذو تُومَتَينِ مُقَرطَقٌ
- قَنَأَت أَنامِلُهُ مِن الفِرصادِ
- وَلَقَد غَدَوتُ لِعازِبٍ مُتَناذَرٍ
- أَحوى المَذائِبِ مُؤنِقِ الرُوّادِ
- جادَت سَواريهِ وَآزَرَ نَبتَهُ
- نُفَأٌ مِنَ الصَفراءِ وَالزُبّادِ
- بِالجَوِّ فَالأَمَراتِ حَولَ مُغامِرٍ
- فَبِضارِجٍ فَقَصِمَةِ الطُرّادِ
- بِمُشَمِّرٍ عَتَدٍ جَهيزٍ شَدُّهُ
- قَيدُ الأَوابِدِ وَالرِهانِ جَوادِ
- يُشوي لَنا الوَحَدَ المُدِلَّ بِحُضرِهِ
- بِشَريجِ بَينِ الشَدِّ وَالإِروادِ
- وَلَقَد تَلَوتُ الظاعِنينَ بِجَسرَةٍ
- أُجُدٍ مُهاجِرَةِ السِقابِ جَمادِ
- عَيرانَةٍ سَدَّ الرَبيعُ خَصاصَها
- ما يَستَبينُ بِها مَقيلُ قُرادِ
- فَإِذا وَذَلِكَ لا مَهاةِ لِذِكرِهِ
- وَالدَهرُ يُعقِبُ صالِحاً بِفَسادِ
المزيد...
العصور الأدبيه