الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كعب بن زهير >> بكرتْ عليّ بسحرة ٍ تلحاني >>
قصائدكعب بن زهير
بكرتْ عليّ بسحرة ٍ تلحاني
كعب بن زهير
- بكرتْ عليّ بسحرة ٍ تلحاني
- وكفى بها جهلا وطيشِ لسانِ
- ولقد حفظتُ وصاة َ من هو ناصحٌ
- لي عالمٌ بمآقِطِ الخُلاَّنِ
- حتى إذا برتِ العظامَ زجرتها
- زجرَ الضنينِ بعرضهِ الغضبانِ
- فرأيتها طلحت مخافة نهكة ٍ
- مِنِّي وبَادِرَة ٍ، وأَيَّ أَوَانِ
- ولَقَدْ عَلِمتِ وأنْتِ غَيْرُ حِلِيمة ٍ
- ألاَّ يُقَرِّبَني هَوى ً لِهوَانِ
- هَبِلَتْكِ أُمُّكِ هَلْ لَدَيْكِ فتُرْشِدِي
- في آخر الأيامِ من تبيانِ
- أَرْعَى الأمانة َ لا أَخُونُ ولا أُرَى
- أبداً أدَمِّن عَرْصة َ الخَوَّان
- وتنكَّرَت لي بعدَ ودٍ ثابتٍ
- أنّى تجامعَ وصلُ ذي الألوانِ
- يوماً طواعكِ في القيادِ وتارة ً
- تَلْقَاكَ تُنْكِرُها مِنَ الشَّنَآنِ
- طوراً تلاقيه أخاكَ وتارة ً
- تلقاهُ تحسبهُ من السُّودانِ
- ومريضة ٍ قفْرٍ يحاذرُ شرُّها
- مِنْ هَوْلِها قَمَنٍ منَ الحَدَثانِ
- غَبْراءَ خَاضِعة ِ الصُّوَى جَاوَزْتُها
- ليلاً بكاتمة ِ السُّرى مذعانِ
- حرفٍ تمدّ زمامها بعذافرٍ
- كَالْجِذْعِ شُذِّبَ لِيفُهُ الرَّيّانِ
- غضبى لمنْسمِها صياحٌ بالحصى
- وقعْ القدومِ بغضْرة ِ الأفنانِ
- تَسْتَشْرِفُ الأشْبَاحَ وهْيَ مُشِيحة ٌ
- ببصيرة وحشيَّة ِ الإنسانِ
- خوصاءَ صافية ٍ تجودُ بمائها
- وَسْطَ النَّهَارِ كَنُطْفَة ِ الحَرَّانِ
- تَنْفِي الظَّهِيرَة َ والغُبَارَ بِحَاجِبٍ
- كَالكَهْفِ صَينَتْ دُونَهُ بَصِيانِ
- زهراءُ مقلتها تردّدَ فوقها
- عِنْدَ المُعَرَّسِ مُدْلِجُ القِرْدَانِ
- أَعْيَتْ مَذَارِعُها علَيْهِ كَأَنَّما
- تَنْمِي أَكَارِعُهُ عَلَى صَفْوانِ
- فتعجرفتْ وتعرّضت لقلائصٍ
- خوصِ العيونِ خواضعِ الأذقانِ
- شَبَّهْتُها لَهِقَ السَّرَاة ِ مُلَمَّعاً
- مِنْهُ الْقَوَائمُ طَاوِيَ المُصْرانِ
- فغدا بمعتدلينْ لم يسلبهما
- لا فيهما عوجٌ ولا نقدانِ
- وكِلاَهُمَا تَحْتَ الضَّبَابِ كَأنَّمَا
- دهن المثقِّفُ ليطه بدهانِ
- وغَدَا بِسَامعَتَيْ وَأى ً أَعْطَاهُمَا
- حَذَراً وسَمْعاً خَالِقُ الآذَانِ
المزيد...
العصور الأدبيه