الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كعب بن زهير >> باتتُ سعادُ فقلبي اليومَ متبولُ ( البردة ) >>
قصائدكعب بن زهير
باتتُ سعادُ فقلبي اليومَ متبولُ ( البردة )
كعب بن زهير
- بانتُ سعادُ فقلبي اليومَ متبولُ
- متيَّمٌ إثْرَها لم يُجْزَ مَكْبُولُ
- وما سعادُ غداة َ البينِ إذ رحلوا
- إلاّ أَغَنُّ غَضَيضُ الطَّرْفِ مكحولُ
- أرجو وآملُ أنَ يعجلنَ في أبدٍ
- وما لهنّ طوالَ الدهرِ تعجيلُ
- فلا يعرنكَ ما منَّت وما وعدت
- إن الأَمَانِيَّ والأحلامَ تضليلُ
- أمستْ سعادُ بارضٍ لا يبلغها
- إلا العتاقُ النجيبات المراسيلُ
- ولن يبلغها إلا عذافرة
- فيها على الأينِ إرقالٌ وتبغيلُ
- من كلِّ نَضَّاخَة ٍ الذِّفْرَى إذا عَرِقتْ
- عرضتها طامسُ الأعلامِ مجهولُ
- ترمي الغيوبَ بعينيَ مفردٍ لهقٍ
- إذا توقدتِ الحزَّانُ والميلُ
- ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْمٌ مُقَيَّدُها
- في خلقها عن بنات الفحل تفضيلُ
- حرفٌ أخوها أبوها من مهجنة ٍ
- وعمُّها خالها قوداءُ شمليلُ
- يَمْشي القُرَادُ عليها ثم يُزْلِقُه
- منها لبان وأقرابٌ زهاليلُ
- عَيْرانة ٌ قُذفتْ في اللَّحْم عن عُرُضٍ
- مِرْفَقُها عن بناتِ الزَّوْرِ مَفْتولُ
- كأن ما فات عينيها ومذبحها
- من خَطْمِها ومن اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ
- تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ
- في عارِزٍ لم تَخَوَّنْه الأَحَاليلُ
- قنواءُ في حرَّيتها للبصيرِ بها
- عِتْقٌ مُبِينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
- تخدي على يسراتٍ وهي لاحقة ٌ
- ذوابلٌ وقعهن الأرضَ تحليلُ
- سمرُ العجاياتِ يتركن الحصى زيماً
- لم يقهنّ رؤوسَ الأكم تنعيلُ
- يوماً يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِماً
- كأنّ ضاحيَه بالنارِ مملولُ
- كأن أوْبَ ذواعيْها وقد عَرِقتْ
- وقد تلفعَ بالقورِ العساقيلُ
- وقال للقومِ حاديهم وقد جعلتْ
- ورقُ الجنادبِ يركضنِ الحصى قيلوا
- شدِّ النهارِ ذراعا عيطلٍ نصفٍ
- قامت فجاوبَها نُكْدٌ مَثَاكِيلُ
- نواحة ٌ رخوة ُ الضبعين ليس لها
- لمّا نعى بكرها الناعونَ معقولُ
- تفري اللَّبانَ بكفّيها ومدرعها
- مشققٌ عن تراقيها رعابيلُ
- يَسْعَى الوُشاة ُ بجَنْبيْها وقولُهُم
- إنك يا بنَ أبي سلمى لمقتولُ
- وقال كلُّ خليلٍ كنتُ آمُلُه
- لا ألفينكَ إني عنك مشغولُ
- فقلتُ خلّوا طريقي لا أبا لكمُ
- فكلُّ ما قدرَ الرحمنُ مفعولُ
- كل ابن أنثى وان طالت سلامتهُ
- يوماٌ على آلة ٍ حدباءَ محمولُ
- نُبئتُ أن رَسُولَ اللهِ أَوْعَدنِي
- والعفو عند رسولِ الله مأمولُ
- مهلاً هداكَ الذي أعطاكَ نافلة َ الـ
- ـقرآنِ فيها مواعِيظٌ وتفصِيلُ
- لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم
- أُذْنبْ ولو كثُرت عنِّي الأقاويلُ
- إن الرسول لنور يستضاء به
- وصارم من سيوف الله مسلول
- لقد أقومُ مقاما لو يقومُ بهِ
- أرى وأسمعُ ما لو يسمعُ الفيلُ
- لظَلَّ يُرْعَدُ إلا أن يكون له
- من الرسولِ بإذنِ الله تنويلُ
- حتّى وضعتُ يَمِيني لا کنَازِعُهُ
- في كفِّ ذي نقماتٍ قيلهُ القيلُ
- من ضيغمٍ من ضراءِ الأسدِ مخدرة ً
- ببَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَه غِيلُ
- إذا يُسَاوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ له
- أن يتركَ القرنَ الا وهو مفلولُ
- و لا يزالُ بواديهِ أخو ثقة ٍ
- مُطَرَّحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مأكولُ
- زالوُا فمازال انكاسٌ ولا كَشَفٌ
- عند اللِّقَاءِ ولا ميلٌ معازيلُ
- بِيضٌ سَوَابِغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ
- كأنّها حَلَقٌ القَفْعاءِ مَجْدُولُ
- لا يفرَحون إذا نالت رِماحُهمُ
- قوماً ولَيْسُوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا
- لا يفرَحون إذا نالت رِماحُهمُ
- قوماً ولَيْسُوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا
- لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاّ في نُحُورِهمُ
- وما لهم عنِ حياضِ الموتِ تَهْليلُ
- لا يفرَحون إذا نالت رِماحُهمُ
- قوماً ولَيْسُوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا
- لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاّ في نُحُورِهمُ
- وما لهم عنِ حياضِ الموتِ تَهْليلُ
المزيد...
العصور الأدبيه