الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كثير عزة >> لَقَدْ هَجَرَتْ سُعْدَى وَطَالَ صُدُودُها >>
قصائدكثير عزة
لَقَدْ هَجَرَتْ سُعْدَى وَطَالَ صُدُودُها
كثير عزة
- لَقَدْ هَجَرَتْ سُعْدَى وَطَالَ صُدُودُها
- وَعَاوَدَ عَيْني دَمْعُها وَسُهُودُها
- وقد أُصفيتْ سعدى طريفَ مودّتي
- ودامَ على العهدِ القديمِ تليدُها
- نَظَرْتُ إليها نَظْرَة ً وَهْيَ عَاتِقٌ
- على حِينِ أنْ شَبّتْ وَبَانَ نُهُودُها
- وَقَدْ دَرَّعُوهَا وَهْيَ ذَاتُ مُؤَصَّدٍ
- مجوبٍ ولمّا يلبَسِ الدَّرعُ ريدُها
- نظَرْتُ إليها نَظْرَة ً ما يَسُرُّني
- بها حمرُ أنعامِ البلادِ وسودُها
- وكنتُ إذا ما زرتُ سُعدى بأرضها
- أرى الأرضَ تطوى لي ويدنو بعيدُها
- منَ الخَفِرَاتِ البِيضِ وَدَّ جَليسُها
- إذا ما انقضتْ أحدوثة ٌ لوْ تُعيدُها
- منعَّمة ٌ لم تلقَ بُؤسَ معيشة ٍ
- هي الخُلدُ في الدُّنيالمن يستفيدها
- هي الخُلْدُ مَا دامْت لأهلكَ جَادَة ً
- وهلْ دَامَ في الدّنيا لنفْسٍ خُلودُها
- فتلكَ التي أصفيتُها بمودَّتي
- وليداً ولمّا يستبنْ لي نهُودُها
- وقد قَتَلَتْ نَفْساً بِغَيْرِ جَريرَة ٍ
- وَلَيْسَ لها عَقْلٌ ولا مَنْ يُقيدُها
- تُحَلِّلُ أحْقَادِي إذا ما لَقِيتُها
- وَتَبْقَى بِلا ذَنْبٍ عَلَيَّ حُقُودُها
- ويعذُبُ لي من غيرها فأعافُها
- مَشَارِبُ فيها مَقْنَعٌ لو أُريدُها
- وأَمْنَحُهَا أقْصَى هَوَايَ وإنَّني
- على ثقة ٍ من أنَّ حظّي صدودُها
- فَكَيْفَ يَوَدُّ القَلْبُ مَنْ لا يَوَدُّهُ
- بلى قد تُريد النَّفْسُ مَنْ لا يُرِيدُها
- ألا ليتَ شعري بعدنا هل تغيّرتْ
- عنِ العهدِ أمْ أمستْ كعهدي عهودُها
- إذا ذَكَرَتْهَا النَّفْسُ جُنّتْ بِذِكْرِها
- وريعتْ وحنَّتْ واستخفَّ جليدُها
- فلو كان ما بي بالجبالِ لهدَّها
- وإنْ كانَ في الدّنيا شديداً هدودُها
- ولستُ وإنْ أوعدتُ فيها بمُنتة ٍ
- وإن أُوْقِدَتْ نارٌ فَشُبَّ وَقُودُهَا
- أبيتُ نجيّاً للهمومِ مُسهَّداً
- إذا أوقدتْ نحوي بليلٍ وقودُها
- فأصبحتُ ذا نفسينِ، نفسٍ مريضة ٍ
- مِنَ اليأسِ ما يَنْفَكُّ هَمٌّ يَعُودُها
- ونفسٍ تُرجّي وصلها بعد صرمِها
- تجمَّلُ كيْ يزدادَ غيظاً حسودُها
- وَنَفْسي إذا ما كُنْتُ وَحْدِي تَقَطَّعتْ
- كما انسَلَّ مِنْ ذَاتِ النِّظَامِ فَرِيدُها
- فلمْ تبدِ لي يأساً ففي اليأسِ راحة ٌ
- ولمْ تبدِ لي جوداً فينفعَ جودُها
- كذاك أذودُ النَّفْسِ يا عزَّ عَنْكُمُ
- وَقَدْ أعْوَرَتْ أسْرَارُ مَنْ لا يَذُودُها
المزيد...
العصور الأدبيه