الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كثير عزة >> لعزَّة من أيّامِ ذي الغصنِ هاجني >>
قصائدكثير عزة
لعزَّة من أيّامِ ذي الغصنِ هاجني
كثير عزة
- لعزَّة من أيّامِ ذي الغصنِ هاجني
- بضاحي قرارِ الرَّوضتينِ رسومُ
- فرَوْضَة ُ أَلجَامٍ تَهيجُ ليَ البُكا
- وروضاتُ شوطى عهدهنَّ قديمُ
- هِيَ الدَّارُ وحْشاً غيرَ أنْ قد يحلّها
- ويغنى بها شَخْصٌ عليَّ كريمُ
- فما بِرباعِ الدَّارِ أنْ كُنْتُ عالماً
- ولا بِمَحَلِّ الغانياتِ أهيمُ
- سألتُ حكيماً أين صارتْ بها النَّوى
- فخبّرني ما لا أُحِبُّ حَكيمُ
- أجَدُّوا فأمّا آلُ عزَّة َ غدوَة ً
- فبانوا وأمّا واسطٌ فمقيمُ
- فما للنّوى لا باركَ اللهُ في النَّوى
- وعهدُ النّوى عندَ المحبِّ ذميمُ
- لعمري لئنْ كان الفؤادُ من النَّوى
- بغى سَقَماً إنّي إذْنْ لَسَقِيمُ
- فإمّا تريني اليومَ أُبدي جلادة ً
- فإنّي لعمري تحت ذاك كليمُ
- وما ظعَنتْ طوعاً ولكنّ أزالها
- زمانٌ نبا بالصَّالحينَ مشومُ
- فَوَاحَزَنا لما تَفَرَّقَ واسِطٌ
- وأهلُ التي أهذي بها وأحومُ
- وقال ليَ البُلاّغَ ويحكَ إنّها
- بغيركَ حقّاً يا كثيْرُ تهيمُ
- أتشخصُ والشَّخصُ الذي أنتَ عادلٌ
- به الخلدَ بينَ العائداتِ سقيمُ
- يُذَكّرُنيهَا كُلُّ ريحٍ مَريضة ٍ
- لها بالتّلاعِ القاوِياتِ نسيمُ
- تمرُّ السُّنونَ الماضياتُ ولا أرى
- بصحنِ الشَّبا أطلالهنَّ تريمُ
- وَلَسْتُ ابنَة الضَّمْريّ منكِ بناقمٍ
- ذُنُوبَ العِدَى إنّي إذْنْ لظلومُ
- وإنّي لذو وجدٍ لئن عادَ وصلُها
- وإنّي على ربّي إذَنْ لَكَرِيمُ
- إذا برَقتْ نحوَ البويبِ سحابة ٌ
- لعينيكَ منها لا تجفُّ سجومُ
- ولستُ براءٍ نحوَ مصرَ سحابة ً
- وإنْ بعُدتْ إلاّ قعدتُ أشيمُ
- فقد يوجدُ النّكسُ الدَّنيُّ عنِ الهوى
- عزوفاً ويصبو المرءُ وهوَ كريمُ
- وَقَالَ خَلِيلي: ما لَهَا إذ لقيتَها
- غَدَاة َ الشَّبا فيها عليكَ وُجُومُ
- فقُلْتُ لهُ: إنَّ المودَّة بَيْننا
- على غَيْرِ فُحْشٍ والصَّفاءُ قديمُ
- وإنّي وإنْ أعرَضْتُ عنها تجلّداً
- على العهدِ فيما بيننا لمُقيمُ
- وإنَّ زماناً فرَّقَ الدَّهرُ بيننا
- وبينكُمُ في صَرْفِهِ لَمَشُومُ
- أفي الدِّينِ هذا إنَّ قلبكِ سالمٌ
- صَحِيحٌ وقلبي مِنْ هَوَاكِ سقيمُ
- وإنَّ بجوفي منكِ داءً مخامراً
- وجوفُكِ ممّا بي عليك سليمُ
- لَعَمْرُكِ ما أَنْصَفْتِنِي في مودَّتي
- ولكنَّني يا عزُّ عنكِ حليمُ
- عليَّ دماءُ البُدنِ أن كانَ حبُّها
- على النَّأي أو طولَ الزَّمانِ يريمُ
- وأُقسمُ ما استبدلتُ بعدكِ خلّة ً
- ولا لكِ عندي في الفؤادِ قسيمُ
المزيد...
العصور الأدبيه