الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كثير عزة >> لا طَرَقَتْ بعدَ العِشاءِ جَنُوبُ >>
قصائدكثير عزة
لا طَرَقَتْ بعدَ العِشاءِ جَنُوبُ
كثير عزة
- لا طَرَقَتْ بعدَ العِشاءِ جَنُوبُ
- وذلك منها .. إن عجبتَ .. عجيبُ
- تسدَّتْ ومرٌّ دوننا وأراكُهُ
- ودورانُ أمسى دونها ونقيبُ
- ونحنُ ببطحاءِ الحجونِ كأنّنا
- مِرَاضٌ لَهُمْ وَسْطَ الرّحالِ نَحِيبُ
- فحيّتْ نِياماً لم يَرُدُّوا تحيّة ً
- إليها، وفي بعضِ اللِّمام شغوبُ
- لقد طَرَقَتْنَا في التَّنائي وإنّها
- على القُرْبِ عِلْمي للسُّرى لهيُوبُ
- أُحِبّكِ ما حَنّتْ بغَوْرِ تهامَة ٍ
- إلى البوِّ مقلاتُ النِّتاجِ سلوبُ
- وما سجعَتْ في بطنِ وادٍ حمامة ٌ
- يجاوبُها صاتُ العَشِيِّ طَرُوبُ
- وإني ليثنيني الحياءُ فأنثني
- وأَقعُدُ والمَمْشَى إليكِ قريبُ
- وآتي بيوتاً حَوْلَكُمْ لا أُحِبّها
- وأُكثرُ هجرَ البيتِ وهوَ جنيبُ
- وأُغْضِي على أشيَاءَ منكِ تَريبُني
- وأُدْعَى إلى ما نَابَكُمْ فأُجِيبُ
- وما زلتُ مِنْ ذِكْرَاكِ حتَّى كأنَّني
- أميمٌ بأكنافِ الدّيارِ سليبُ
- وحتَّى كأَنّي من جَوَى الحُبِّ منكُمُ
- سليبٌ بصحراءِ البريحِ غريبُ
- أبُثّكِ ما أَلقى وفي النَّفْسِ حَاجَة ٌ
- لها بين جلدي والعظامِ دبيبُ
- أراكمْ إذا ما زرتُكمْ- وزيارتي
- قليلٌ ـ يُرَى فيكم إليَّ قُطوبُ
- أبِيني أتعويلٌ علينا بما أَرَى
- مِنَ الحبِّ أَمْ عندي إليك ذنوبُ
- أبِيني: فإمّا مُسْتَحِيرٌ بِعِلّة ٍ
- عَلَيَّ، وإمَّا مُذْنِبٌ فأتوبُ
- حلفتُ وما بالصّدقِ عيبٌ على امرىء ٍ
- يَرَاهُ، وبعضُ الحالفينَ كذوبُ
- بربِّ المطايا السّابحاتِ وما بنتْ
- قريشٌ وأهدتْ غافقٌ وتُجيبُ
- وملقى الولايا منْ منى ً حيثُ حلَّقَتْ
- إيادٌ وحلَّتْ غامدٌ وعتيبُ
- يمينَ امرئٍ لم يغشَ فيها أثيمة ً
- صَدوقٌ وَفَوْقَ الحالِفينَ رَقيبُ
- لَنِعْمَ أبو الأضيافِ يَغْشَوْنَ نَارَهُ
- وملقى رحال العيسِ وهيَ لغوبُ
- ومختبَطُ الجادي إذا ما تتابعتْ
- على النَّاسِ مثنى قرَّة ٍ وجُدوبُ
- وحامي ذمارِ القوم في ما ينوبُهم
- إذا ما اعترَتْ بعد الخطوبِ خُطُوبُ
- على كلّ حالٍ إنْ ألمّتْ مُلِمّة ٌ
- بنا عُمَرٌ، والنَّائِباتُ تَنُوبُ
- فتى ً صمتُهُ حلمٌ، وفصلٌ مقالهُ
- وفي البأسِ محمودُ الثَّناءِ صليبُ
- خطيبٌ إذا ما قال يوماً بحكمة ٍ
- من القولِ مغشيُّ الرّواقِ مهيبُ
- كثيرُ النَّدى يأتي النَّدى حيثما أتى
- وإنْ غابَ غابَ العُرْفُ حيثُ يَغِيبُ
- كريمُ كرام لا يُرى في ذوي النَّدى
- لهُ في النَّدى والمأثراتِ ضريبُ
- أبيٌّ أبى أن يعرفَ الضيمَ غالبٌ
- لأعدائه، شَهْمُ الفؤادِ أريبُ
- يُقلِّبُ عينيْ أزرقٍ فوقَ مرقبٍ
- يفاعٍ لهُ دونَ السَّماءِ لصوبُ
- غدا في غداة ٍ قرَّة ٍ فانتحتْ لهُ
- على إثر وُرّادِ الحمامِ جنوبُ
- جنى لأبي حفصٍ ذرى المجدِ والدٌ
- بنى دونهُ للبانيينِ صعوبُ
- فهذا على بنيانِ هذينِ يبتني
- بناهُ وكلٌّ منجبٌ ونجيبُ
- وجدٌّ أبيه قَدْ يُنافي على البُنا
- بناهَ، وكلٌّ شبَّ وهو أديبُ
- فأنتَ على منهاجهمْ تقتدي بهم
- أَمامَك ما سَدّوا وأنتَ عقيبُ
- فأصبحتَ تحذو من أبيكَ كم حذا
- أبوكَ أباهُ فعلَهُ فتُصيبُ
- وأمسيتَ قلباً نابتاً في أرُومة ٍ
- كما في الأُرومِ النّابتاتِ قلوبُ
- أبوكَ أبو العاصي فمن أنت جاعلٌ
- إليهِ، وبعضُ الوالدينِ نجيبُ
- وأنتَ المنقّى مِنْ هنا ثمَّ مِنْ هُنا
- ومِنْ هاهُنا والسَّعدُ حينَ تؤوبُ
- أقمتَ بهلكى مالكٍ حينَ عضَّهمْ
- زمانٌ يعُرُّ الواجدينَ عصيبُ
- وأنت المُرَجَّى ، والمُفَدَّى ، لِهَالِكٍ
- وأَنْتَ حَلِيمٌ نافعٌ وَمُصِيبُ
- وَلِيتَ فلم تُغْفِلْ صديقاً، ولم تَدَعْ
- رَفيقاً، ولم يُحْرَمْ لديكَ غريبُ
- وأَحييتَ مَنْ قَدْ كان مَوَّتَ مالَهُ
- فإن مُتَّ مَنْ يُدْعى له فيجيبُ
- نصبتَ لسوراتِ العلا فاحتويتَها
- وأنت لسوراتِ العلاء كسوبُ
- وما الناسُ أعطوكَ الخلافة والنُّقى
- ولا أنت، فاشْكُرْهُ يُثِبْكَ مُثِيبُ
- ولكنّما أَعطاكَ ذلكَ عالمٌ
- بما فيكَ معطٍ للجزيلِ وهوبُ
المزيد...
العصور الأدبيه