الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كثير عزة >> خليليَّ هذا ربعُ عُزَّة َ فاعقلا >>
قصائدكثير عزة
خليليَّ هذا ربعُ عُزَّة َ فاعقلا
كثير عزة
- خليليَّ هذا ربعُ عُزَّة َ فاعقلا
- قلوصيكُما ثمّ ابكيا حيثُ حلَّتِ
- ومُسّا تراباً كَانَ قَدْ مَسَّ جِلدها
- وبِيتاً وَظِلاَّ حَيْثُ باتتْ وظلّتِ
- ولا تيأسا أنْ يَمْحُوَ الله عنكُما
- ذنوباً إذا صَلَّيْتما حَيْثُ صَلّتِ
- وما كنتُ أدري قبلَ عَزَّة َ ما البُكا
- ولا مُوجِعَاتِ القَلبِ حتَّى تَوَلَّتِ
- وما أنصفتْ أمّا النساءَ فبغضَّتْ
- إلينا وأمّا بالنوالِ فضنَّتِ
- فَقَدْ حَلَفَتْ جَهْداً بما نحرَتْ له
- قريشٌ غداة َ المأزمينِ وصلّتِ
- أُناديكَ ما حجَّ الحجيجُ وكبَّرتْ
- بفيفاءِ آلٍ رُفقة ٌ وأهلَّتِ
- وما كبَّرتْ من فوقِ رُكبة َ رُفقة ٌ
- ومِنْ ذي غَزَالٍ أشعرَتْ واسْتَهَلَّتِ
- وكانت لقطع الحبل بيني وبينها
- كناذرة ٍ نذراً وفتْ فأحلّتِ
- فقلتُ لها : يا عزُّ كلُّ مصيبة ٍ
- إذا وُطِّنت يوماً لها النّفسُ ذلّتِ
- ولم يلقَ إنسانٌ من الحبِّ ميعة ً
- تَعُمُّ ولا عَمياءَ إلاّ تجلّتِ
- فإن سأَلَ الوَاشُونَ فيمَ صرمْتَها
- فقُل نفسُ حرٍّ سُلِّيت فَتَسلَّتِ
- كأَنّي أُنادي صَخْرَة ً حِينَ أَعْرَضَتْ
- من الصُمِّ لو تمشي بها العصمُ زلَّتِ
- وحلَّتْ تلاعاً لم تكنْ قبلُ حُلَّتِ
- فَلَيْتَ قَلُوصي عِنْدَ عَزَّة َ قُيّدَتْ
- بحبلٍ ضَعيفٍ غُرَّ منها فضَلّتِ
- وَغُدِرَ في الحَيِّ المُقِيمينَ رَحْلُها
- وَكَانَ لَها باغٍ سِوَايَ فبلّتِ
- وَكُنْتُ كَذِي رِجْلَيْنِ رِجلٍ صحيحة ٍ
- وَرِجْلٍ رَمى فيها الزَّمانُ فشَلَّتِ
- وَكُنْتُ كَذَاتِ الظَّلعِ لمّا تَحَامَلَتْ
- على ظَلْعها بَعْدَ العثَارِ اسْتقلَّتِ
- أُريدُ الثَّوَاءَ عِنْدَها وأظُنّها
- إذا ما أطلنا عندَها المُكثَ ملَّتِ
- يُكلّفُها الخنزِيرُ شَتْمِي وَمَا بِهَا
- هواني ولكنْ للمليكِ استزَلّتِ
- هنيئاً مريئاً غيرَ داءٍ مخامرٍ
- لعزَّة َ من أعراضنا ما استحلَّتِ
- وَواللهِ ما قاربتُ إلاّ تباعدتْ
- بصَرمٍ ولا أكثرتُ إلاّ أقلَّتِ
- ولي زَفراتٌ لو يدُمْنَ قَتَلْنَنِي
- توالي التي تأتي المُنى قَدْ تَوَلَّتِ
- وكنّا سلكنا في صعودٍ من الهوى
- فلمّا توافينا ثبتُّ وزلَّتِ
- وكنّا عقدنا عقدة الوصلِ بيننا
- فلمّا تواثقنا شددتُ وحلَّتِ
- فإن تكنِ العتبى فأهلاً ومرحباً
- وحُقَّتْ لها العتبى لدينا وقلَّتِ
- وإن تكنِ الأُخْرَى فإنَّ وَرَاءَنا
- بِلاداً إذا كَلَّفْتُها العِيسَ كَلَّتِ
- خليليَّ إنَّ الحاجبيّة ََ طلَّحتْ
- قلوصيكُما وناقتي قد أكلَّتِ
- فَلاَ يَبْعُدَنْ وَصلٌ لِعَزَّة أَصْبَحَتْ
- بعاقبة ٍ أسبابهُ قد تولَّتِ
- أَسِيئي بِنا أَو أحْسِني لا مَلُومَة ً
- لدينا ولا مَقْلِيّة ً إنْ تَقَلَّتِ
- ولكنْ أنيلي واذكري من مودّة ٍ
- لنا خُلَّة ً كانتْ لديكمْ فضلَّتِ
- وإنّي وإنْ صَدَّتْ لمُثنٍ وَصَادِقٌ
- عليها بما كانتْ إلينا أزلَّتِ
- فما أنا بالدّاعي لعزَّة َ بالرَّدى
- ولا شامتٍ إن نَعْلُ عَزَّة َ زلَّتِ
- فلا يَحْسَبِ الواشُونَ أنَّ صَبَابتي
- بعزّة كانتْ غمرة ً فتجلَّتِ
- فأصبحتُ قدْ أبللتُ مِنْ دنفٍ بها
- كما أُدنفتْ هيماءُ ثمَّ اسْتَبَلَّتِ
- فواللهِ ثم اللهِ لا حلَّ بعدَها
- ولا قبلَها من خُلَّة ٍ حيث حلَّتِ
- وما مرَّ مِن يومٍ عليَّ كيومِها
- وإن عَظُمَتْ أيامُ أُخرى وَجَلَّتِ
- وحلَّتْ بأعلى شاهقٍ من فؤادِهِ
- فلا القلبُ يسلاها ولا النّفسُ ملَّتِ
- فَوَا عَجَباً للقلبِ كَيْفَ اعتِرَافُهُ
- وَلِلنّفْسِ لمّا وُطنِّت فاطْمَأنَّتِ
- وإني وَتَهيامي بِعَزَّة بعْدما
- تخلّيتُ مِمّا بيْننا وتخلَّتِ
- لكالمُرتجي ظلَّ الغمامة ِ كُلَّما
- تبوَّأَ منها للمقيلِ اضمحلَّتِ
- كأنّي وإيّاها سحابة ُ ممحلٍ
- رَجَاها فَلَمّا جَاوَزَتْهُ استَهَلَّتِ
المزيد...
العصور الأدبيه