الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كثير عزة >> تَقَطَّعَ مِنْ ظَلاَّمَة َ الوَصْلُ أجمَعُ >>
قصائدكثير عزة
تَقَطَّعَ مِنْ ظَلاَّمَة َ الوَصْلُ أجمَعُ
كثير عزة
- تَقَطَّعَ مِنْ ظَلاَّمَة َ الوَصْلُ أجمَعُ
- أخيراً، على أنْ لم يكنْ يتقطَّعُ
- وأَصْبَحْتُ قَدْ وَدَّعْتُ ظَلاَّمَة َ الَّتي
- تضرُّ، وما كانتْ مع الضُّرِّ تنفعُ
- وقد شبَّ من أترابِ ظلاّمة َ الدُّمى
- غَرَائِرُ أَبْكَارٌ لِعَيْنَيْكَ مَقْنَعُ
- كَأَنَّ أُناساً لمْ يَحُلّوا بتَلْعة ٍ
- فيُمسوا ومغناهُمْ مِنَ الدّارِ بلقعُ
- ويمرُرْ عليها فرطُ عامين قد خلتْ
- وَلِلْوَحْشِ فيها مُسْتَرَادٌ وَمَرْتَعُ
- إذا مَا عَلَتْهَا الشَّمْسُ ظَلَّ حَمَامُها
- على مُستقلاَّتِ الغَضَا يَتَفَجَّعُ
- ومنها بأجزاعِ المقاريبِ دمنة ٌ
- وَبِالسَّفْحِ مِنْ فُرْعَانَ آلٌ مُصرَّعٌ
- مَغَانِي دِيَارٍ لا تَزَالُ كَأَنَّها
- بأفنية ِ الشُّطّانِ رَيْطٌ مُضَلَّعُ
- وفي رسمِ دارٍ بينَ شوطانَ قد خلتْ
- ومرَّ بها عامانِ عينُك تدمعُ
- إذا قيلَ: مهلاً بعضَ وجدكَ، لاتُشدْ
- بسرِّكَ، لا يُسمَعْ حديثٌ فيُرفعُ
- أتتْ عبراتٌ من سجومٍ كأنَّهُ
- غَمَامَة ُ دَجْنٍ إسْتَهَلَّ فيُقْلِعُ
- وأُخْرَى حَبَسْتَ الركبَ يوم سُويْقَة ٍ
- بها واقفاً أن هاجَكَ المُتربَّعُ
- لِعَيْنِكَ تِلْكَ العِيرُ حَتَّى تغَيّبَتْ
- وحتى أَتى مِنْ دُونها الخُبُّ أَجْمَعُ
- وحتَّى أَجَازَتْ بَطْنَ ضَاسٍ وَدُونَهَا
- رِعَانٌ فَهَضْبا ذِي النُّجَيْلِ فَيَنْبُعُ
- وأعرضَ من رضوى من الليلِ دونها
- هضابٌ تردُّ العينَ ممّنْ يُشيَّعُ
- إذا أتْبَعَتْهُمْ طَرْفَها حَالَ دُونَهَا
- رَذَاذٌ على إنْسَانِها يتريّعُ
- فإن يكُ جثماني بأرضِ سواكُمُ
- فإنَّ فؤادي عِندَكَ الدَّهْرَ أجْمَعُ
- إذا قُلْتُ هذا حِينَ أَسْلُو ذَكَرْتُها
- فَظَلَّتْ لَهَا نَفْسسي تَتُوقُ وَتَنْزَعُ
- وَقَدْ قَرَعَ الوَاشُونَ فيها لَكَ العَصَا
- وإنّ العصا كانت لذي الحلم تُقرعُ
- وَكُنْتُ أَلُومُ الجَازِعِينَ عَلى البُكَا
- فَكَيْفَ أَلُومُ الجازعينَ وأَجْزَعُ
- وَلِي كَبِدٌ قَدْ بَرَّحَتْ بِي مريضة ٌ
- إذا سمتُها الهجرانَ ظلَّتْ تصدَّعُ
- فأَصْبَحْتُ ممَّا أَحْدَثَ الدَّهْرُ خَاشِعاً
- وَكُنْتُ لِرَيْبِ الدَّهْرِ لا أَتَخَشَّعُ
- وعروة ُ لم يلقَ الذي قد لقيتُهُ
- بعفراءَ، والنَّهديُّ، ما أتفجَّعُ
- وقائلة ٍ دع وصلَ عزّة َ واتّبعْ
- مَوَدَّة َ أُخرى وابْلُهَا كَيْفَ تَصْنعُ
- أَرَاكَ عليها في المَوَدَّة ِ زَارِياً
- وَمَا نِلْتَ مِنْهَا طَائِلاً حَيْثُ تَسْمَعُ
- فَقُلْتُ ذَرِيني بِئْسَ مَا قُلْتِ إنَّني
- على البُخلِ منها لا على الجودِ أتبعُ
- وأَعجَبَني يا عَزَّ مِنكِ خَلائِقٌ
- كرامٌ ، إذا عُدَّ الخلائقُ، أربعُ
- دُنُوُّكِ حَتَّى يَذْكُرَ الجَاهِلُ الصِّبَا
- ودفعُكِ أسباب المنى حينَ يطمعُ
- فواللهِ ما يدري كريمٌ مطَلْتِهِ
- أيشتدُّ أنْ لاقاكِ أمْ يتضرَّعُ؟
- وَمِنْهُنَّ إكْرَام الكَرِيم وَهَفْوَة ُ الـ
- اللئيمِ،وخلاّتُ المكارمِ تنفعُ
- بَخَلْتِ فَكَانَ البُخْلُ مِنْكِ سَجِية ً
- فَلَيْتَكِ ذو لونينِ يُعْطِي وَيَمْنعُ
- وإنّك إنْ واصَلْتِ أَعْلَمْتِ بالَّذِي
- لديكِ فلَمْ يوجَدْ لكِ الدَّهْرَ مُطمعُ
- فيا قلبِ كنْ عنها صبوراً فإنَّها
- يُشيِّعُها بالصَّبرِ قلبٌ مُشَّيعُ
- وإنّي عَلَى ذَاكَ التَجَلُّدِ إنّني
- مُسِرُّ هُيَامٍ يَسْتَبلُّ ويُرْدَعُ
- أَتَى دُونَ مَا تَخْشَوْنَ مِنْ بَثّ سِرّكُمْ
- أَخُو ثِقَة ٍ سهْلُ الخَلائِقِ أروعُ
- ضنينٌ ببذل السِّرِّ سمحٌ بغيرهِ
- أَخو ثِقَة ٍ عَفُّ الوِصَالِ سَمَيْدَعُ
- أبى أنْ يبُثَّ الدهرَ ما عاش سرَّكم
- سَلِيماً وما دَامَتْ لَهُ الشّمْسُ تطلعُ
- وإني لأسْتَهدي السَّحَائِبَ نَحْوَها
- مِنَ المَنْزِلِ الأدْنَى فتَسْرِي وَتُسْرعُ
المزيد...
العصور الأدبيه