الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كثير عزة >> أَهَاجَتْكَ سَلْمَى أَمْ أجَدَّ بُكُورُهَا >>
قصائدكثير عزة
أَهَاجَتْكَ سَلْمَى أَمْ أجَدَّ بُكُورُهَا
كثير عزة
- أَهَاجَتْكَ سَلْمَى أَمْ أجَدَّ بُكُورُهَا
- وَحُفّتْ بأنْطَاكيّ رَقْمٍ خُدورُها
- عَلَى هَاجِرَاتِ الشّوْلِ قد خَفَّ خَطْرُها
- وأسلمَها للظّاعناتِ جُفورُها
- قوارِضُ حَضْنَيْ بَطْنِ يَنْبُعَ غُدَوَة ً
- قواصدُ شرقيِّ العناقينِ عيرُها
- على جِلّة ٍ كالهَضْبِ تَخْتَالُ في البُرى
- فأَحْمَالُهَا مَقْصُورَة ٌ وَكُؤورُها
- بُروكٌ بأعلى ذي البُليدِ كأنَّها
- صَرِيمَة ُ نَخْلٍ مُغْطَئِلٍّ شَكِيرُها
- مِنَ الغُلْبِ من عِضْدَانِ هَامَة َ شُرِّبَتْ
- لسقيٍ وجمَّتْ للنَّواضح بيرُها
- غَدَتْ أُمُّ عَمْرِو واستَقَلَّتْ خُدُورُها
- وزالتْ بأسرافٍ من الليلِ عيرها
- تبدّت فصادته عشيَّة َ بينِها
- وَمَرَّتْ عَلَى التَّقْوَى بهِنَّ كأَنَّها
- بجيدٍ كجِيدِ الرِّئْمِ حَالٍ تَزينُهُ
- غدائرُ مسترخي العقاصِ يصُورُها
- تلوثُ إزارَ الخزِّ منها برملة ٍ
- رداحٍ كساها هائلَ التّربِ مورُها
- أجدّتْ خفوفاً من جنوبِ كُتانة ٍ
- إلى وَجْمَة ٍ لمّا اسْجَهَرَّتْ حَرُورُها
- سَفَائِنُ بحرٍ طَابَ فيها مَسِيرُها
- أوِ الدَّمِ من وادي غُرانَ تروَّحتْ
- لهُ الرّيحُ قصْراً شَمْأَلٌ وَدُبُورُها
- نظرتُ وقد حالتْ بلاكثُ دونَهمْ
- وبُطنانُ وادي برمة ٍ وظهورُها
- إلى ظُعنٍ بالنَّعف نعفِ مياسرٍ
- حَدَتْها تَواليها ومارَتْ صُدورُها
- عليهِنَّ لُعْسٌ مِنْ ظِبَاءِ تَبَالَة ٍ
- مُذبْذبة ُ الخِرْصَانِ بادٍ نُحُورُها
- فلمّا بلغنَ المُنتضى بين غيقة ٍ
- وَيَلْيَلَ مالتْ فاحزَأَلَّتْ صُدُورُها
- وأتبعتُها عينيَّ حتّى رأيتُها
- ألمّتْ بفِعْرَى والقَنانِ تزُورُها
- وما زِلتُ أستدمي وما طرَّ شاربي
- وِصَالَكِ حَتَّى ضَرَّ نَفْسي ضَميرُها
- فإنّي وتأميلي على النّأي وصلَها
- وأجبالُ تُرعى دوننا وثبيرُها
- وَعَنَّ لَنَا بالجِزْعِ فوقَ فُرَاقِدٍ
- أيادِي سَبَا كالسَّحْلِ بِيضاً سُفُورُهَا
- نَشِيمُ عَلَى أرْضِ ابنِ لَيْلَى مَخِيلَة ً
- عريضاً سناها مُكرَهفّاً صبيرُها
- فأصبحتُ لو ألممتُ بالحوفِ شاقني
- مَنَازِلُ مِنْ حُلْوَانَ وَحْشٌ قصورُها
- أَقُولُ إذا ما الطَّيرُ مرَّتْ مُخيفة ً
- سوانحُها تجري ولا أستثيرُها
- فدتْكَ -ابنَ ليلى - ناقتي حدثَ الرَّدى
- وراكِبُها إنْ كانَ كونٌ وكُورُها
- تقولُ ابنة ُ البكريِّ يومَ لقيتُها
- لعمرُك والدّنيا متينٌ غرورُها
- لأَصْبَحْتَ هَدَّتكَ الحَوَادِثُ هَدَّة ً
- نَعَمْ فَشَوَاة ُ الرَّأْسِ بَادٍ قَتِيرُها
- وأسلاكَ سلمى والشّبابَ الذي مضى
- وَفَاة ُ ابنِ ليلى إذْ أَتَاكَ خَبيرُها
- فإنْ تَكُ أيّامُ ابنِ ليلى سَبَقْنَنِي
- وَطَالَتْ سِنِيَّ بَعْدَهُ وشهُورُها
- فإنَّي لآتٍ قَبْرَهُ فمسلّمٌ
- وإنْ لم تُكلِّمْ حُفرة ٌ مَنْ يزورُها
- وما صُحبتي عبدَ العزيز ومِدحتي
- بعاريّة ٍ يرتدُّها من يُعيرُها
- شهدتُ ابنَ ليلى في مواطنَ جمَّة ٍ
- يزيدُ بها ذَا الحلمِ حِلماً حُضُورها
- ترى القومَ يُخفونَ التَّبسُّمَ عندَهُ
- ولا كَلِمَاتُ النُّصْحِ مُقصًى مُشيرُها
- فلستُ بناسيهِ وإنْ حيلَ دونهُ
- وَجَالَ بأَحْوَازِ الصَّحَاصِحِ مُورُها
- وإن طويتْ مِن دونهِ الأرضُ وانبرى
- لنُكبِ الرِّياحِ وفيُها وحفيرُها
- حياتي ما دامتْ بشرقيِّ يلبَنٍ
- برامٌ، وأضحتْ لم تُسيَّرْ صُخُورُها
- ولكنْ صفاءُ الودِّ ما هبَّتِ الصَّبا
- وما لم تَزَلْ حِسْمَى : رُبَاها وَقُورُها
المزيد...
العصور الأدبيه