الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> قيس لبنى >> تَكَادُ بِلاَدُ الله يا أمَّ مَعْمَرٍ >>
قصائدقيس لبنى
تَكَادُ بِلاَدُ الله يا أمَّ مَعْمَرٍ
قيس لبنى
- تَكَادُ بِلاَدُ الله يا أمَّ مَعْمَرٍ
- بِمَا رَحُبَتْ يَوْماً عَلَيَّ تَضِيقُ
- تُكَذِّبني بالوُدِّ لُبْنَى وَلَيْتَها
- تُكَلِّفُ منِّي مِثْلَهُ فَتَذُوقُ
- وَلَوْ تَعْلَمِينَ الغَيْبَ أيْقَنْتِ أنّني
- لَكُم والهدايا المُشعَرات صديقُ
- تتوقُ إلَيكِ النفسُ ثمَّ أرُدُّها
- حَياءً ومِثِلي بالحَياءِ حَقيقُ
- أذودُ سوام الطرف عنكِ وما لهُ
- عَلى أَحَدٍ إلاّ عَلَيْكِ طَرِيقُ
- فإني وإن حالتِ صَرمي وهَجِرتَني
- عَلَيْكِ مِنَ کحْدَاثِ الرَّدَى لَشَفِيقُ
- وَلَمْ أَرَ أَيَّاماً كَأَيَّامِنَا الّتي
- مَرَرْنَ علينا والزَّمَانُ أنِيقُ
- وَوَعْدُكِ إيّانا وَلَوْ قُلْتِ عَاجِلٌ
- بَعيدٌ كَما قَدْ تَعلَمينَ سَحيقُ
- وَحَدَّثْتَني يا قَلْبُ أنَّكَ صَابِرٌ
- على البينِ مِن لُبنى فَسوفَ تَذُوقُ
- فَمُتْ كَمَداً أو عِشْ سَقيماً فإنما
- تُكَلِّفُني ما لا أَرَاكَ تُطِيقُ
- أطَعْتَ وُشاة ً لم يَكُنْ لَكَ فِيهِمُ
- خَليلٌ ولا جارٌ عَلَيْكَ شَفيقُ
- فإنْ تَكُ لَمّا تَسْلُ عَنْها فإنَّني
- بها مُغْرَمٌ صَبُّ الفُؤَادِ مَشُوقُ
- يَهيجُ بِلُبنى الداءُ مِنِّي وَلَمْ تَزَلْ
- حُشَاشَة ُ نَفْسِي لِلْخُرُوجِ تَتُوقُ
- ويُثني لكَ الدّاعي بِها فَتُفيقُ
- شَهِدْتُ على نَفْسي بِأَنَّكِ غادَة ٌ
- رَدَاحٌ وأنَّ الوَجهَ مِنكِ عَتِيقُ
- وَأنَّكِ لا تَجزَينَني بِصَحَاَبة ٍ
- وَلاَ أَنَا للهِجْرَانِ مِنْكِ مُطِيقُ
- وأنَّكِ قَسَّمتِ الفُؤَادَ فَنِصفُهُ
- رَهِينٌ وَنِصْفٌ في الحِبَالِ وَثِيقُ
- صَبُوحِي إذا ما ذَرَّتِ الشَّمسُ ذِكرُكُمْ
- ولي ذِكْرُكُمْ عِنْدَ المَسَاءِ غَبُوقُ
- إذا أنا عَزَّيتُ الهوى أو تَرَكتُهُ
- أتَتْ عَبَراتٌ بالدُّمُعِ تَسُوقُ
- كَأَنَّ الهَوَى بين الحَيَازِيمِ والحَشَا
- وَبَيْنَ التَّرَاقي واللّهاة ِ حَرِيقُ
- فإن كُنتِ لِمَّا تَعلَمي العلمَ فاسألي
- فَبَعْضٌ لِبعضٍ في الفَعَالِ فَؤُوقُ
- سَلي هَلْ قَلاني مِنْ عَشيرٍ صَحِبتُهُ
- وَهَلْ مَلَّ رَحْلِي في الرّفاقِ رَفِيقُ
- وَهَل يَجتَوي القَوْمُ الكرامُ صَحَابتي
- إذا اغبَرَّ مَخشيُّ الفِجَاجِ عَمِيقُ
- وأكْتُمُ أسْرَارَ الهَوَى فأُمِيتُها
- إذا باح مزّاحٌ بِهِنَّ بَرُوقُ
- سَعَى الدَّهرُ والواشونَ بَيني وبَينَها
- فَقُطِّعَ حَبْلُ الوَصْلِ وَهْوَ وَثِيقُ
- هَلِ الصَّبْرُ إلا أن أَصُدَّ فلا أُرَى
- بِأرضِكِ إلاَّ أَنْ يَكُونَ طَريقُ
- أريدُ سُلُوّاً عَنْكُمُ فَيَرُدُّني
- عَلَيْكِ مِنَ النَّفْسِ الشَّعَاعِ فَرِيقُ
المزيد...
العصور الأدبيه