الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يَقُولُ خَليلي إذْ أَجَازَتْ حُمُولُها >>
قصائدعمر ابن أبي ربيعة
يَقُولُ خَليلي إذْ أَجَازَتْ حُمُولُها
عمر ابن أبي ربيعة
- يَقُولُ خَليلي إذْ أَجَازَتْ حُمُولُها
- خَوَارِجَ مِنْ شَوْطَانَ: بِالصَّبْرِ فکظْفَرِ
- فَقُلْتُ لَهُ: ما مِنْ عَزَاءٍ وَلاَ أَسًى
- بِمُسْلٍ فُؤادي عَنْ هَوَاها فَأَقْصِر
- وَمَا مِنْ لِقاءٍ يُرْتَجَى بَعْدَ هَذِهِ
- لَنَا وَلَهُمْ دُونَ کلْتِفَافِ المُجَمَّر
- فهاتِ دواءً للذي بي من الجوى ،
- وإلا فدعني من ملامكَ، وعذر
- تباريحَ، لا يشفي الطبيبُ الذي به،
- وَلَيْسَ يُؤاتِيهِ دَواءُ المُبَشِّرِ
- وَطَوْرَيْنِ طَوْراً يَائِسٌ مَنْ يَعودُهُ
- وَطَوْراً يُرَى في العَيْنِ كالمُتَحَيِّرِ
- صَريعُ هَوًى نَاءَتْ بِهِ شاهِقيَّة ٌ
- هَضِيمُ الحَشَا حُسّانَة ُ المُتَحَسَّرِ
- قطوفٌ، الوفٌ للحجالِ، غريرة ٌ،
- وثيرة ُ ما تحتَ اعتقادِ المؤزر
- سبتهُ بوحفٍ في العقاصِ مرجلٍ،
- أثيثٍ كقنوِ النخلة ِ المتكور
- وَخَدٍّ أَسِيلٍ كَالوَذِيلَة ِ نَاعِمٍ
- مَتَى يَرَهُ رَاءٍ يُهِلّ وَيُسْحَرِ
- وَعَيْنَيْ مَهاة ٍ في الخَمِيلَة ِ مُطْفِلٍ
- مُكَحَّلَة ٍ تَبْغي مَراداً لِجُؤذَرِ
- وَتَبْسِمُ عَنْ غَرٍّ شَتيتٍ نَبَاتُهُ
- لَهُ أُشُرٌ كَالأُقْحُوَانِ المُنَوِّرِ
- وتخطو على برديتينِ غذاهما
- سوائلُ من ذي جمة ٍ متحير
- مِنَ البِيضِ مِكْسَالُ الضُّحَى بُحْتُرِيَّة ٌ
- ثَقَالٌ مَتَى تَنْهَضْ إلى َ الشَّيْءِ تَفْتر
- فَلَمَّا عَرَفْتُ البَيْنَ مِنْها وَقَبْلَهُ
- جَرَى سَانِحٌ لِلْعَائِفِ المُتَطَيِّرِ
- شَكَوْتُ إلى بَكْرٍ وَقَدْ حَالَ دُونَهَا
- سيفٌ، متى ينصبْ له الطرف يحسر
- فَقُلْتُ أَشِرْ! قَالَ: کئْتَمِرْ أَنْتَ مُؤْيَسٌ
- ولم يكبروا فوتاً، فما شئتَ فأمر
- فقلتُ: انطلقْ نتبعهمُ، إنّ نظرة ً
- إلَيْهِمْ شِفَاءُ لِلْفُؤادِ المُضَمَّرِ
- فَرُحْنا وَقُلْنَا لِلْغُلاَمِ کقْضِ حَاجَة ً
- لنا، ثمّ أدركنا، ولا تتغير
- سراعاً نغمُّ الطيرَ، إن سنحتْ لنا،
- وإنْ يَلْقَنا الرُّكْبَانُ لا نَتَحَيَّرِ
- فلما أضاءَ الفجرُ عنا، بدا لنا
- ذُرَى النَّخْلِ والقَصْرُ الَّذي دُونَ عَزْوَرِ
- فقلتُ: اعتزلْ ذلَّ الطريق، فإننا
- متى نرَ تعرفنا العيونُ، فنشهر
- فَظِلْنا لَدَى العَصْلاءِ تَلْفَحُنا الصَّبا
- وَظَلَّتْ مَطَايَانا بِغَيْرِ مُعْصَّرِ
- لدنْ غدة ً، حتى تحينتُ منهمُ
- رواحاً، ولانَ اليومُ للمتهجرِ
- فلما أجزنا الميلَ من بطنِ رابغٍ،
- بدتْ نارها قمرا للمتنور
- فقلتُ: اقتربْ من سربهم تلقَ غفلة ً
- مِنَ الرَّكْبِ وکلْبَسْ لِبْسَة َ المُتَنَكِّرِ
- فَإنَّكَ لا تَعْبَى إلَيْهَا مُبَلِّغاً
- وإنْ تلقها دون الرفاقِ، فأجدر
- فقالتْ لأترابٍ لها: ابرزنَ، إنني
- أَظُنُّ أَبَا الخَطَبِ مِنَّا بِمَحْضَرِ
- قَرِيباً عَلَى سَمْتٍ مِنَ القَوْمِ تُتَّقَى
- عُيُونُهُم مِنْ طَائِفِينَ وَسُمَّرِ
- لَهُ کخْتَلَجَتْ عَيْني أَظُنُّ عَشِيَّة ً
- وأقبل ظبيٌ سانحٌ كالمبشرِ
- فَقُلْنَ لَهَا لاَ بَلْ تَمَنَّيْتِ مُنْيَة ً
- خلوتِ بها عند الهوى والتذكر
- فقالت لهنّ: امشينَ، إما نلاقهِ،
- كَمَا قُلْتُ أَوْ نَشْفِ النُّفوسَ فَنُعْذِرِ
- وَجِئْتُ کنْسِيَابَ الأَيْمِ في الغَيْلِ أَتَّقى کلـ
- ـعُيُونَ وأُخْفي الوَطْءَ لِلْمُتَقَفِّرِ
- فَلَمَّا کلْتَقَيْنا رَحَّبَتْ وَتَبَسَّمَتْ
المزيد...
العصور الأدبيه