الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا صاحبيّ، أقلا اللومَ، واحتسبا >>
قصائدعمر ابن أبي ربيعة
- يا صاحبيّ، أقلا اللومَ، واحتسبا
- في مستهامٍ رماه الشوقُ بالذكرِ
- ببيضة ٍ كمهاة ِ الرملِ، آنسة ٍ،
- مفتانة ِ الدلّ، ريا الخلقِ كالقمرِ
- سيفانة ٍ، فنقٍ، جمٍّ مرافقها،
- مِثْل المَهَاة ِ تُرَاعي نَاعِمَ الزَّهَرِ
- ممكورة ِ الساقِ، غرثانٍ موشحها،
- حُسّانَة ِ الجَيدِ واللَّباتِ والشَّعَرِ
- لو دبّ ذرٌّ رويداً فوق قرقرها،
- لأَثَّرَ الذَّرُّ فَوْقَ الثَّوْبِ في البَشَر
- قَالَتْ قَرِيبَة لَمّا طَالَ بي سَقَمي
- وأنكرتْ بي انتقاصَ السمع والبصر:
- يَا لَيْتَني أَفْتَدي ما قَد تَهيمُ بِهِ
- بِبَعْضِ لَحْمي وَبَعْضِ النَّقْصِ عنْ عُمُري
- قد يعلقُ القلبُ حباً، ثمّ يتركهُ
- خَوْف المَقَالِ وَخَوْفَ الكَاشِحِ الأَشرِ
- دعْ حبها، وتناسَ الحبّ تلقَ به،
- واصبر، وكن كصريع قام من سكر
- فَقُلْتُ قَوْلاً مُصيباً غَيْرَ ذي خَطَلٍ
- أَتَى بِهِ حُبُّها في فِطْنَة ِ الفِكَرِ
- سمعي وط في حليفاها على جسدي،
- فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَن سَمعي وَعَنْ بَصَري
- لو تابعاني، على أنْ لا اكلمها،
- إذاً لَقَضَّيْتُ مِنْ أَوْطارِها وَطَري
- دلّ الفؤادَ عليها بعضُ نسوتها،
- وَنَظْرَة ٌ عَرَضَتْ كَانَتْ مِنَ القَدَرِ
- وقولُ بكرٍ: ألمْ تلممْ لنسألهمْ،
- وانظرْ، فلا بأسَ بالتسليم والنظر
- لا انسَ موقفها وهناً وموقفنا،
- وتربها بترابانا على خطر
- وقولها، ودموعُ العينِ تسبقها
- في نَحْرِها: دَيْنُ هذا القَلْبِ مِنْ عُمْرِ
المزيد...
العصور الأدبيه