الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> نُعْمُ الفُؤَادِ مَزارُها مَحْظُورُ >>
قصائدعمر ابن أبي ربيعة
نُعْمُ الفُؤَادِ مَزارُها مَحْظُورُ
عمر ابن أبي ربيعة
- نُعْمُ الفُؤَادِ مَزارُها مَحْظُورُ
- بعدَ الصفاءِ، وبيتها مهجورُ
- لجّ البعادُ بها وشطّ بركبها
- نائي المَحَلِّ عَنِ الصَّدِيقِ غَيُورُ
- حَذِرٌ قَلِيلُ النَّوْمِ ذو قاذورَة ٍ
- فطنٌ، بألبابِ الرجالِ بصير
- لَمْ يُنْسِني ما قَدْ لَقِيتُ وَنأْيُها
- عَنِّي وأَشغالٌ عَدَتْ وأُمُورُ
- ممشى وليدتها إليّ، وقد دنا
- مِنْ فِرْقَتي يَوْمَ الفِرَاقِ بُكُورُ
- وَمَفِيضَ عَبْرَتَها وَمَوْمَى كَفِّها
- وَرِدَاءُ عَصْبٍ بَيْنَنا مَنْشُورُ
- أن أرجِ رحلتك الغداة َ إلى غدٍ،
- وثواءُ يومٍ، إنْ ثويتَ، يسير
- لَمّا رآني صَاحِبايَ كأَنَّني
- تَبِلٌ بِهَا أَوْ مُوَزَعٌ مَقْمورُ
- وتبينا أنّ الثواءَ لبانة ٌ
- مني، وحبسهما عليّ كبير
- قالا: أنقعدُ أن نروحُ؟ وما تشأ
- نَفْعَلْ وأَنْتَ بِأَنْ تُطَاعَ جَديرُ
- إن كنتَ ترجو أن تلاقي حاجة ً،
- فَکمْكُثْ فَأَنْتَ عَلَى الثَّواءِ أَمِيرُ
- فَأَتَيْتُها وکللَّيْلُ أَدْهَمُ مُرْسَلٌ
- وَعَلَيْهِ مِنْ سَدَفِ الظَّلامِ سُتُورُ
- رحبتُ حين لقيتها، فتبسمتْ،
- وَكَذَاكُمُ ما يَفْعَلُ المَحْبُورُ
- وَتَضَوَّعَ المِسْكُ الذَّكِيُّ وَعَنْبَرٌ
- من جيبها، قد شابهُ كافور
- كنا كمثلِ الخمرِ، كان مزاجها
- بالماءِ لا رنقٌ، ولا تكدير
- فَلَئِنْ تَغَيَّرَ مَا عَهِدْتَ وأَصْبَحَتْ
- صدفتْ، فلا بذلٌ، ولا ميسور
- لَبِما تُسَاعِفُ بِاللِّقاءِ وَلُبُّها
- فرحٌ بقربِ مزارنا، مسرور
- إذْ لا تغيرها الوشاة ُ، فودها
- صافٍ نُرَاسِلُ مَرَّة ً وَتزُورُ
- لا تأمننّ الدهرَ أنثى بعدها،
- إنّي لآمِنِ غَدْرِهِنَّ نَذيرُ
- بَعْدَ الَّتي أَعْطَتْكَ مِنْ أَيمانِها
- ما لا يُطِيقُ مِنَ العُهُودِ ثَبِيرُ
- فإذا وَذَلِكَ كَانَ ظِلَّ سَحَابَة ٍ
- نَفَحَتْ بِهِ في المُعْصِرَاتِ دَبُورُ
المزيد...
العصور الأدبيه