الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> نَعَقَ الغُرَابُ بِبَيْنِ ذاتِ الدُّمْلُجِ >>
قصائدعمر ابن أبي ربيعة
نَعَقَ الغُرَابُ بِبَيْنِ ذاتِ الدُّمْلُجِ
عمر ابن أبي ربيعة
- نَعَقَ الغُرَابُ بِبَيْنِ ذاتِ الدُّمْلُجِ
- ليتَ الغرابَ ببينها لم يزعجِ
- نَعَقَ الغُرَابُ وَدَقّ عَظْمَ جَنَاحِهِ
- وَذَرَتْ بِهِ الأَرْياحُ بَحْرَ السَّمْهَجِ!
- ما زلتُ أتبعهم لأسمعَ حدوهمْ،
- حَتَّى دَخَلْتُ عَلى رَبِيبَة ِ هَوْدَجِ
- نَظَرَتْ إلَيَّ بِعَيْنِ رِئْمٍ أَكْحَلٍ
- عمداً، وردتْ عنك دعوة َ عوهج
- فبهتْ بدرّ حليها، ووشاحها،
- وَبَرِيمِهَا وَسِوَارِها فَالدُّمْلُجِ
- فَظَلِلْتُ في أَمْرِ الهَوَى مُتَحَيِّراً
- من حرِّ نارٍ بالحشا متوهج
- مَنْ ذا يَلُمْني إنْ بَكَيْتُ صَبَابَة ً
- أَوْ نُحْتُ صَبَّاً بِالفُؤادِ المُنْضَجِ؟
- قَالُوا اصْطَبِرْ عَنْ حُبِّها مُتَعَمِّداً
- ولا تهلكنّ صبابة ً، أو تحرج
- كَيْفَ کصْطِباري عَنْ فَتَاة ٍ طَفْلَة ٍ
- بَيْضاءَ في لَوْنٍ لَهَا ذي زِبْرِجِ
- نافتْ على العذقِ الرطيبِ بريقها،
- وَعَلَى الهِلاَلِ المُسْتَبين الأَبْلَجِ
- لما تعاظمَ أمرُ وجدي في الهوى ،
- وَكَلِفْتُ شَوْقاً بِالغَزَال الأَدْعَجِ
- فسريتُ في ديجوِ ليلٍ حندسٍ،
- مُتَنَجِّداً بِنِجَادِ سَيْفٍ أَعْوَجِ
- فقعدتُ مرتقباً ألمُّ ببيتها،
- حَتَّى وَلَجْتُ بِهِ خَفِيَّ المَوْلَجِ
- حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى الفَتَاة ِ وَإنَّها
- لَتَغُطُّ نَوْماً مِثْلَ نَوْمِ المُبْهِجِ
- وإذا أبوها نائمٌ، وَعَبِيدُهُ
- مِن حَوْلِها مِثْلُ الجِمَالِ الهُرَّجِ
- فَوَضَعْتُ كَفِّي عِنْدَ مَقْطَعِ خَصْرِها
- فَتَنَفَّسَتْ نَفَساً فَلَمْ تَتَهَلَّجِ
- فَلَزِمْتُها فَلَثِمْتُها فَتَفَزَّعَتْ
- مني، وقالتْ: منْ؟ فلمْ أتلجلج
- قَالَتْ: وَعَيْشِ أَبي وَحْرْمَة ِ إخْوَتي
- لأُنَبِّهَنَّ الحَيَّ إنْ لَمْ تَخْرُجِ
- فَخَرَجْتُ خَوْف يَمينِها فَتَبَسَّمَتْ
- فَعَلِمْتُ أَنَّ يَمِينِها لَمْ تَحْرُجِ
- فتناولتْ رأسي، لتعلمَ مسهُ،
- بِمُخَضَّبِ الأَطْرَافِ غَيْرِ مُشَنَّجِ
- فَلَثمْتُ فاها، آخِذاً بِقُرُونِها
- شُرْبَ النَّزِيفِ بِبَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِ
المزيد...
العصور الأدبيه