الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> غَشِيتُ بأذْنَابٍ المَغَمَّسِ مَنْزِلاً >>
قصائدعمر ابن أبي ربيعة
غَشِيتُ بأذْنَابٍ المَغَمَّسِ مَنْزِلاً
عمر ابن أبي ربيعة
- غَشِيتُ بأذْنَابٍ المَغَمَّسِ مَنْزِلاً
- به للتي نهوى مصيفٌ ومربعُ
- مَغَانيَ أَطْلالٍ، وَنُؤياً، وَدِمْنَة ً،
- أضرّ بها وبلٌ ونكباءُ زعزعُ
- بخبتِ حلياتٍ كأنّ رسومها
- كتابُ زبورٍ في عسيبٍ مرجعُ
- فهاجَ عليكَ الشوقَ رسمٌ معطلٌ،
- أحالَ زماناً، فهو بيداءُ بلقعُ
- فإن يقوِ مغناهُ، فقد كان حقبة ً
- أَنِيساً بِهِ حُورُ المَدَامِعِ رُوَّعُ
- لَيَالي إذْ أَسْماءُ رُؤْدٌ كأَنَّها
- خليٌّ بذي المسروح أدماءُ متبع
- لَهَا رَشَأٌ تَحْنُو عَلَيْهِ بِجيدِها
- أَغَنُّ أَجَمُّ المُقْلَتَيْنِ مُوَلَّعُ
- إذا فقدتهُ ساعة ً عندَ مرتعٍ،
- تراها عليه بالبغام تفجع
- تكادُ عليه النفسُ منها مخافة ً
- عليه الذئابَ العادياتِ تقطع
- يُذكرُنَيها كُلُّ تَغريدِ قَيْنَة ٍ
- وَقُمْرِيَّة ٍ ظَلَّتْ عَلَى الأَيْكِ تَسْجَعُ
- يُجَاوِبُها ساقٌ هَتُوفٌ لَدَى الضُّحَى
- على غصنِ أيكٍ بالبكاءِ يروع
- لَقَدْ خَلَعَتْ في أَخْذها بِرَدَائِهِ
- جِهاراً وَمَا كَانَتْ بِعَهْدِي تَخْلَعُ
- وَمَدّتْ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ بِثَوْبِهِ
- نهاراً، فما يدري بها كيفَ يصنع
- يَظَلُّ إذا أَجْمَعْتُ صَرماً مُبايِناً
- دخيلٌ لها في أسودِ القلبِ يشفع
- تَذَكَّرْتُ إذْ قَالَتْ غَداة َ سُوَيْقَة ٍ
- ومقلتها من شدة ِ الوجدِ تدمع
- لأَتْرَابِها: لَيْتَ المُغِيرِيَّ إذْ دَنَتْ
- بِهِ دَارُهُ مِنَّا أَتَى فيودِّعُ
- فما رمتها، حتى دخلتُ فجاءة ً
- عَلَيْهَا وَقَلْبي عِنْدَ ذَاكَ يُروَّعُ
- فَقُلْنَ حِذَاره العَيْنَ لَمَّا رَأَيْنَني
- لها، إنّ هذا الأمرَ أمرٌ مشنعُ
- فلما تجلى الروعُ عنهنّ قلنَ لي:
- هلمّ، فما عنها لك اليومَ مدفع
- فظلتْ بمرأى شائقٍ وبمسمعٍ،
- أَلا حَبَّذا مَرْأَى هُنَاكَ وَمَسْمَعُ!
المزيد...
العصور الأدبيه