الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> شاقَ قلبي منزلٌ دثروا، >>
قصائدعمر ابن أبي ربيعة
- شاقَ قلبي منزلٌ دثروا،
- حالفَ الأرواحَ والمطرا
- شَمْأَلاً تُذْري إذا لَعِبَتْ
- عَاصِفاً أذيالُها الشّجرا
- للتي قالتْ لجارتها:
- ويح قلبي، ما دهى عمرا؟
- فيمَ أمسى لا يكلمنا؟
- وإذا ناطقتهُ بسرا
- أَبِهِ عُتْبَى فَأُعْتِبُهُ
- أمْ به صبرٌ، فقد صبرا
- أمْ حديثٌ جاءهُ كذبٌ،
- أمْ به هجرٌ، فقد هجرا
- أَمْ لِقَوْلٍ قَالَهُ كَاشِحٌ
- كاذبٌ، يا ليته قبرا
- لو علمنا ما يسرُّ به،
- مَا طَعِمْنَا البَارِدَ الخَصِرا
- وأرى شوقي سيقتلني،
- وحبيبَ النفسِ إن هجرا
- إنّ نومي ما يلائمني،
- أَجْلَهُ يا أُخْتِ إنْ ذُكِرَا
- فأجابتْ في ملاطفة ٍ
- أسرعت فيها لها الحورا:
- إنني إن لم امتْ عجلاً،
- أرتجي إنْ راحَ، أو بكرا
- فإذا مَا رَاحَ فَکسْتَلِمي
- إنْ دَنَا في طَوْفِهِ الحَجَرا
- وأشفي البردّ عنكِ له،
- كَيْ تَشوقِيهِ إذا نَظَرا
- فأرتني مسفراً حسناً،
- خلتهُ، إذ أسفرتْ، قمرا
- وَشتيتَ النَّبْتِ مُتَّسِقاً
- طَيباً أَنْيَابُهُ خَصِرَا
- لشقائي، قادني بصري،
- ولحينٍ، وافقَ القدرا
- ثمّ قالتْ للتي معها:
- لا تديمي نحوه النظرا
- خالسيهِ، أختِ، في خفرٍ
- فَوَعْيْتُ القَوْلَ إذْ وَقَرا
- إنَّهُ يا أُخْتِ يَصْرِمُنَا
- إنْ قَضَى مِنْ حَاجَة ٍ وَطَرا
- قُلْتُ: قَدْ أُعْطِيتِ مَنْزِلَة ً
- ما أرى عندي لها خطرا
- فأنيلي عاشقاً، دنفاً،
- ثمّ أخزى اللهُ من كفرا
المزيد...
العصور الأدبيه