الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أصبحَ القلبُ للقتولِ صريعا، >>
قصائدعمر ابن أبي ربيعة
- أصبحَ القلبُ للقتولِ صريعا،
- مسهاماً، بذكرها، مردوعا
- سَلَبَتْني عَقْلِي غَدَاة َ تَبَدَّتْ
- بَيْنَ خَوْدَينِ كَکلغَزَالِينْ رِيعا
- وهي كالشمس إذ بدتْ في ضحاها
- فَأَبَانَتْ لِلنَّاظِرِينَ طُلوعا
- فرمتني بسهمها، ثمّ دلفتْ
- لبناتِ الفؤادِ سماً نقيعا
- لمتُ قلبي في حبها، فعصاني،
- وَلَقَدْ كَانَ لي زَمَانَاً مُطيعا
- فأرى القلبَ، قد تنشبَ فيه
- حُبُّ هِنْدٍ فَمَا يُريدُ نُزوعا
- قادهُ الحينُ نحوها، فأتاها
- غَيْرَ عَاصٍ إلى هَواها سَرِيعا
- قلتُ، لما تخلس الوجدُ عقلي،
- لِسُلَيْمَى کدَّعِي رَسُولاً مُريعا
- فابعثيهِ، فأخبريه بعذري،
- وکشْفَعِي لي فَقَدْ غَنيتِ شفيعا
- عند هندٍ، وذاك عصرٌ تولى ،
- بانَ منا، فما يريدُ رجوعا
- فَأَتَتْهَا فَأَخْبَرَتْها بِعُذْري
- ثمّ قالتْ: أتيتِ أمراً بديعا
- فاقبلي العذرَ، متُّ قبلكِ، منه،
- وَهْيَ تُذْرِي لِمَ عَنَاها الدُّمُوعا
- فَأَصاخَتْ لِقَوْلِها ثُمَّ قَالَتْ
- عاد هذا من الحَدِيثِ رَجِيعا
- ارْجَعي نَحْوَهُ فَقُولي: وَعَيْشي
- لا تَهَنَّأ، بِمَا فَعَلْتَ، رَبِيعا!
- خِلْتَ أَنَّا نُغَيِّرُ الوَصْلَ مِنَّا
- عَنْكَ أَمْ خِلْتَ حَبْلَنا مَقْطوعا؟
- فأَتَتْني فَأَخبَرَتْني بِأَمْرٍ
- شَفَّ جسمي وَطَارَ قَلْبي مَروعا
- فرجعتُ الرسولَ بالعذرِ مني،
- نَحْوَ هِنْدٍ وَلَمْ أَخَفْ أَنْ تَرِيعا
- فحيينا بودها، بعدَ يأسٍ،
- مِنْ هَوَاها فَعادَ وُدَّاً جَميعا
المزيد...
العصور الأدبيه