الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عدي بن الرقاع >> ما هاجَ شوقكَ من مغاني دمنة ٍ >>
قصائدعدي بن الرقاع
ما هاجَ شوقكَ من مغاني دمنة ٍ
عدي بن الرقاع
- ما هاجَ شوقكَ من مغاني دمنة ٍ
- ومنازلٍ شغفَ الفؤادَ بلاها
- جيداءُ يطويها الضجيعُ بصلبها
- طَيَّ المَحَالَة ِ لَيِّن مَتْنَاهَا
- دارٌ لِصَفْرَاءَ الَّتِي لاَ تَنْتَهِي
- عَنْ ذِكْرِهَا أَبَداً وَلاَ تَنْسَاهَا
- لوْ يستطيعًُ ضجيعها لأحبها
- فِيْ الجَوْفِ مِنْهُ يَشُمُّهَا وَحَشَاهَا
- صَاْدَتْكَ أُخْتُ بَنِي لُؤَيٍّ إذْ رَمَتْ
- وَأَصَابَ سَهْمُكَ إذْ رَمَيْتَ سِوَاهَا
- وأعارها الحدثانُ منكَ مودة ً
- وَأعِيْرَ غَيْرُكَ وُدَّهَا وَهَوَاهَا
- تِلْكَ الظُّلاَمَة ُ قَدْ عَلِمْتَ فَلَيْتَهَا
- إذْ كُنْتَ مُكْتَهِلاً تَلُمُّ نَوَاهَا
- بَيْضَاءُ تَسْتَلِبُ الرِّجَالَ عُقُولَهُمْ
- عَظُمَتْ رَوَادِفُهَا وَدَقَّ حَشَاهَا
- وَكَأَنَّ طَعْمَ الزِّنْجَبِيْلِ وَلَذَّة ً
- صَهْبَاءَ سَاكَ بِهَا المُسَحِّرُ فَاهَا
- يَا شَوْقُ مَا بِكَ يَوْمَ بَانَ حُدُوْجُهُمْ
- منْ ذيْ المويقعِ غدوة ً فرآها
- وكأن نخلاً في مطيطة َ ثاوياً
- بالكمعِ بينَ قرارها وحجاها
- وعلى الجمالِ إذا ونينَ لسائقٍ
- أنزلنَ آخرَ رائحاً فحداها
- منْ بينِ مختضعٍ وآخرَ مشيهُ
- رفلٌ إذا رفعتْ عليهِ عصاها
- من بين بكر كالمهاة وكاعب
- شَفَعَ النَّعِيْمُ شَبَابَهَا فَعَرَاهَا
- لاَ مُكْثِرٌ عَيْشٍ وَلاَ ابْنُ وَلِيْدَة ٍ
- بَادِي المُرُوْءَة ِ تَسْتَبِيْحُ حِمَاهَا
- وَجَعَلْنَ مَحْمَلَ ذِي السِّلاَحِ تَحِيَّة ً
- عن ذي اليتيمة وافترشن لواها
- أَصْعَدْنَ فِي وَادِي أُثَيْدَة َ بَعْدَمَا
- عسف الخميلة واحزأل صواها
- قرية حبك المقيظ وأهلها
- بحشى مآب ترى قصور قراها
- واحتل أهلك ذا القتود وغربا
- فالصحصحان فأين منك نواها
- فَإذَا تَحَيَّرَ فِي الفُؤَادِ خَيَالُهَا
- شرق الشؤون بعبرة فبكاها
- أفلا تناساها بذات براية
- عنس تجل إذا السفار براها
- تطوي الفلاة إذا الإكام توقدت
- طَيَّ الخَنِيْفِ بِوَشْكِ رَجْع خُطَاهَا
- وَتَشُوْلُ خَشْيَة َ ذِي اليَمِيْنِ بِمُسْبَلٍ
- وَحْفٍ إذَا صَحِبَ الذِّئَابِ حَمَاهَا
- متذيل لون المناضل فوقه
- عجب أصم يسل خور صلاها
- نَخَسَتْ بِهِ عَجُزٌ كَأَنَّ مَجَالَها
- دَرَجٌ سُلَيْمَانُ القَدِيْمُ بَنَاهَا
- بنيت على كرش كأن حرودها
- مقط مطواة أمر قواها
- في مجفر حابي الضلوع كأنه
- بئر يجيب الناطقين رجاها
- ويقود ناهضها مجامع صلبها
- قَوْداً وَتَبْتَدِرُ النِّجَاءَ يَدَاهَا
- وَتَسُوْقُ رِجْلاَهَا توالى خَلْفِهَا
- طَرْداً وَتَلْتَطِسُ الحَصَى بِعُجَاهَا
- فَغَدَتْ وَأَصْبَحَ فِي المُعَرَّسِ ثَاوِياً
- كَالْخِرْقِ مُلْتَفِعاً عَلَيْهِ سَلاَهَا
- وبها مناخ قلما نزلت به
- وَمُصَمَّعَاتٌ مِنْ بَنَاتِ مِعَاهَا
- سود توائم من بقية حسوها
- قذفت بهن الأرض غب سراها
- وكأن مضطجع امرىء أغنى به
- لِقَرَارِ عَيْنٍ بَعْدَ طُوْلِ كَرَاهَا
- حتى إذا انقشعت ضبابة نومه
- عَنْهُ وَكَانَتْ حَاجَة ً فَقَضَاهَا
- أهوى فعصب رأسه بعمامة
- دَسْمَاءَ لَمْ يَكُ حِيْنَ نَامَ طَوَاهَا
- ثُمَّ اتْلأَبَّ إلَى زِمَامِ مُنَاخَة ٍ
- كَبْدَاءَ شَدَّ بِنِسْعَتَيْهِ مَشَاهَا
- حَتَّى إذَا يَئِسَتْ وَأَسْحَقَ حَالِقٌ
- ورأت بقية فشجاها
- وغدت تنازعه الجديل كأنها
- بَيْدَانَة ٌ أَكَلَ السِّبَاعُ طَلاَهَا
- قَلِقَتْ وَعَارَضَهَا حِصَانٌ حَائِصٌ
- صَحِلُ الصَّهيْلِ وَأَدْبَرَتْ فَتَلاهَا
- يتعاوران من الغبار ملاءة
- بَيْضَاءَ مُخْمَلَة ً هُمَا نَسَجَاهَا
- تطوى إذا علوا مكانا جاسيا
- وَإذَا السَّنَابِكُ أَسْهَلَتْ نَشَرَاهَا
- فَأَلَحَّ وَاعْتَزَمَتْ عَلَيْهِ بِشَأوِهَا
- شرفين ثمت ردها فثناها
- بسرارة حفش الربيع غثاءها
- حَوَّاءُ يَزْدَرِعُ الغَمِيْرَ ثَرَاهَا
- فَتَصَيَّفَاهَا يَصْحَبَانِ كِلاَهُمَا
- لِثَرَا الجَحَافِلِ مَنْ وَكَيْفَ؟ يَدَاهَا
- حَتَّى اصْطَلَى وَهَجَ المَقِيْظِ وَخَانَهُ
- أبقى مشاربه وشاب عثاها
- وَنَوَى القِيَامَ عَلَى الصُّوَى فَتَذَكَّرَا
- مَاءَ المَنَاظِرِ قُلْبَهَا فَأَضَاهَا
- فأرن تارتها إذا عرضت له
- بَيْدَاءُ ذَاتُ مَخَارِمٍ عَسَفَاهَا
- حَتَّى تَأَوَّبَ مَاءَ عَيْنٍ زَغْرَبٍ
- يَبْغِي الضَّفَادِعَ فِي نَقِيْعِ صَرَاهَا
المزيد...
العصور الأدبيه