الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> حسان بن ثابت >> لمنْ منزلٌ عافٍ كأنّ رسومهُ >>
قصائدحسان بن ثابت
لمنْ منزلٌ عافٍ كأنّ رسومهُ
حسان بن ثابت
- لمنْ منزلٌ عافٍ كأنّ رسومهُ
- خياعيلُ ريطٍ سابريٍّ مرسمِ
- خلاءُ المبادي ما بهِ غيرُ ركدٍ
- ثَلاثٍ، كأمثالِ الحمائمِ جُثَّمِ
- وغيرُ شَجِيجٍ ماثِلِ حالَفَ البِلى ،
- وغيرُ بقايا كالسحيقِ المنمنمِ
- تَعُلُّ رِياحُ الصَّيْفِ بالي هَشِيمهِ،
- على ماثلٍ كالحوْضِ، عافٍ، مُثلَّمِ
- كستهُ سرابيلَ البلى بعدَ عهدهِ،
- وجونٌ سرى بالوابلِ المتهزمِ
- وَقدْ كانَ ذا أهْلٍ كبيرٍ وَغِبْطَة ٍ،
- إذا الحبلُ، حبلُ الوصلِ، لم يتصرمِ
- وإذْ نحنُ جيرانٌ كثيرٌ بغبطة ٍ،
- وإذْ مضى من عيشنا لم يصرمِ
- وكلُّ حثيثِ الودقِ منبعقِ العرى ،
- مَتى تُزْجِهِ الرّيحُ اللّوَاقِحُ يَسجُمِ
- ضعيفِ العرى دانٍ منَ الأرضِ بركهُ
- مُسِفٍّ كمِثلِ الطّوْدِ أكظَمَ أسْحَمِ
- فإن تكُ لَيْلَى قد نأتْكَ ديارُها،
- وَضَنّتْ بحاجاتِ الفؤادِ المُتيَّمِ
- وهمتْ بصرم الحبلِ بعدَ وصالهِ،
- وأصغتْ لقولِ الكاشحِ المتزعمِ
- فما حبلُها بالرّثّ عندي، ولا الذي
- يغيرهُ نأيٌ، وإنْ لمْ تكلمِ
- وَما حُبُّها لوْ وكّلَتْني بِوَصْلِهِ،
- ولوْ صرمَ الخلانُ، بالمتصرمِ
- لَعَمْرُ أبيكِ الخيرِ ما ضاعَ سرُّكم
- لَدَيّ، فتجزِيني بِعاداً وتَصْرِمي
- ولا ضِقتُ ذَرْعاً بالهَوى إذ ضَمنتُهُ،
- ولا كظّ صدري بالحديثِ المكتمِ
- ولا كانَ مما كانَ مما تقولوا
- عَليّ، ونثّوا، غيرَ ظنٍّ مُرَجَّمِ
- فإنْ كنتِ لما تخبرينَ، فسائلي
- ذوي العلمِ عنا كيْ تنبيْ فتعلمي
- مَتَى تَسْألي عنّا تُنَّبيْ بأنّنا
- كِرَامٌ وأنّا أهْلُ عِزٍّ مُقَدَّمِ
- وأنّا عَرَانِينُ صُقورٍ، مَصالِتٌ،
- نَهُزُّ قَناة ً، متْنُها لمْ يُوَصَّمِ
- لَعَمْرُكِ ما المُعتَرُّ يأتي بلادَنا
- لنمنعهُ بالضائعِ المتهضمِ
- وَما السيّدُ الجَبّارُ، حِينَ يُرِيدُنا
- بِكَيْدٍ، عَلى أرْماحِنا بمُحرَّمِ
- وَلا ضَيْفُنا عندَ القِرَى بمُدَّفعٍ،
- وَما جارُنا في النائِباتِ بمُسْلَمِ
- نبيحُ حمى ذي العزّ حينَ نكيدهُ،
- وَنَحمي حِمَانَ بالوَشيجِ المُقوَّمِ
- وَنحنُ إذا لمْ يُبرِمِ الناسُ أمرَهُمْ،
- نكونُ على أمرٍ من الحقّ مبرمِ
- ولوْ وزنتْ رضوى بحلمِ سراتنا
- لمَالَ بِرَضْوَى حِلمُنا ويَلَمْلَمِ
- وَنَحْنُ إذا ما الحرْبُ حُلّ صِرَارُها،
- وَجادَتْ على الحُلاّبِ بالموْتِ والدمِ
- ولمْ يُرْجَ إلاّ كُلُّ أرْوَعَ ماجِدٍ،
- شَديدِ القُوى ، ذي عزّة ٍ وتكَرُّمِ
- نكونُ زمامَ القائدينَ إلى الوغى ،
- إذا الفَشِلُ الرِّعديدُ لم يتقدّمِ
- فنحنُ كذاكَ، الدهرَ، ما هبتِ الصبا
- نعودُ على جهالهمْ بالتحلمِ
- فلوْ فهِموا، أوْ وُفّقوا رُشدَ أمرِهمْ،
- لَعُدنا عليهمْ بعدَ بُؤسَى بأنعُمِ
- إنّا إذا ما الأفْقُ أمْسَى كأنّما
- على حافَتَيْهِ مُمْسِياً لوْنُ عَنْدمِ
- لَنُطعِمُ في المَشتى ، ونطعنُ بالقَنا،
- إذا الحربُ عادتْ كالحريقِ المضرمِ
- وتلقى لدى أبياتنا، حينَ نجتدى ،
- مجالِسَ فِيها كُلُّ كهلٍ معمَّمِ
- رَفِيعِ عِمادِ البيتِ، يستر عرضه،
- من الذمّ، ميمونِ النقيبة ِ خضرمِ
- جوادٍ على العلاتِ، رحبٍ فناؤهُ،
- متى يُسألِ المعروفَ لا يتجهّمِ
- ضَرُوبٍ بأعْجاز القِداحِ إذا شتا،
- سَريعٍ إلى داعي الهِياجِ، مُصَمِّمِ
- أشمَّ طويلِ الساعدينِ سميذعٍ،
- معيدِ قراعِ الدراعينَ، مكلمِ
المزيد...
العصور الأدبيه