الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> حسان بن ثابت >> ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما، >>
قصائدحسان بن ثابت
ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما،
حسان بن ثابت
- ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما،
- بمَدْفَعِ أشْداخٍ، فبُرْقة ِ أظْلما
- أبَى رَسْمُ دارِ الحيّ أن يتَكلّما،
- وهل ينطقُ المعروفَ من كانَ أبكما
- بقاعِ نقيعِ الجِزْع من بطن يَلبَنٍ،
- تَحَمّلَ منهُ أهلُهُ، فتَتهمّا
- دِيارٌ لِشعْثاءِ الفُؤادِ وَتِرْبِها،
- لياليَ تحتَلُّ المَرَاضَ، فتغلَما
- وإذ هيَ حوراءُ المدامعِ ترتعي
- بمندفعِ الوادي أراكاً منظما
- أقامتْ بهِ بالصّيْفِ، حتى بدا لها
- نشاصٌ، إذا هبتْ له الريحُ أرزما
- وقدْ ألّ من أعضادِهِ، ودَنا لَهُ
- من الأرضِ دانٍ جوزهُ، فتحمحما
- تحنُّ مطافيلُ الرباعِ خلالهُ،
- إذا استنّ، في حافاته البرْقُ، أثجَما
- وكادَ بأكنافِ العقيقِ وثيدهُ
- يحطُّ، من الجماءِ، ركناً ململما
- فلمّا عَلا تُرْبانَ، وانهلّ وَدْقُهُ،
- تداعى ، وألقى بركهُ وتهزما
- وأصبحَ منهُ كلُّ مدفعٍ تلعة ٍ
- يكبُّ العضاهَ سيلهُ، ما تصرما
- تنادوا بليلٍ، فاستقلتْ حمولهمْ،
- وعالينَ أنماطَ الدرقلِ المرقما
- عَسَجْنَ بأعْنَاقِ الظّباءِ، وأبرَزَتْ
- حواشي برودِ القطرِ وشياً منمنما
- فأنى تلاقيها، إذا حلّ أهلها
- بِوادٍ يَمانٍ، منْ غِفارٍ وأسلَما
- تلاقٍ بعيدٌ، واختلافٌ من النوى ،
- تَلاقِيكَها، حتى تُوَفيَ مَوْسِما
- سأهدي لها في كلّ عامٍ قصيدة ً،
- وَأقعُدُ مَكْفيّاً بِيثرِبَ مُكرَمَا
- الستُ بنعمَ الجارُ يولفُ بيتهُ
- لذي العرفِ ذا مالٍ كثيرٍ ومعدما
- وندمانِ صدقٍ تمطرُ الحيرَ كفهُ،
- إذا رَاحَ فيّاضَ العشيّاتِ خِضرِما
- وَصَلْتُ بهِ رْكني، وَوَافقَ شيمتي،
- ولم أكُ عِضّاً في الندامى مُلوَّما
- وأبقى لنا مرُّ الحروبِ، ورزؤها،
- سيوفاً، وأدراعاً، وجمعاً عرمرما
- إذا اغبَرّ آفَاقُ السّماءِ، وأمحَلَتْ
- كأنَ عليها ثوبَ عصبٍ مسهما
- حسِبْتَ قدُورَ الصّادِ، حوْل بيوتِنا،
- قنابلَ دُهماً، في المحلّة ِ، صُيَّما
- يظلُّ لديها الواغلونَ كأنما
- يوافونَ بحراً، من سُميحة َ، مُفعَما
- لنا حاضرٌ فعمٌ، وبادٍ كأنهُ
- شماريخُ رضوى عزة ً، وتكرما
- مَتى ما تَزِنّا من معَدٍّ بعُصْبَة ٍ،
- وغسانَ، نمنعْ حوضنا أن يهدما
- بكلّ فتى ً عاري الأشاجعِ، لاحهُ
- قِرَاعُ الكماة ، يرْشحُ المِسكَ والدما
- إذا استدبرتنا الشمسُ درتْ متوننا،
- كأنّ عرُوقَ الجوْفِ ينضَحن عَندما
- وَلدْنا بَني العنْقاءِ وابنيْ مُحرِّقٍ،
- فأكرمْ بنا خلالً وأكرمْ بنا ابنما
- نسودُ ذا المالِ القليلِ، إذا بدتْ
- مروءتهُ فينا، وإن كانَ معدما
- وإنّا لنَقري الضّيفَ، إن جاء طارِقاً،
- من الشحم، ما أمسى صَحيحاً مسلَّما
- ألسنا نردُّ الكبشَ عن طية الهوى ،
- ونقلبُ مرانَ الوشيجِ محطما
- وكائنْ ترى من سيد ذي مهانة ٍ
- أبوه أبونا، وابنُ أُختٍ ومَحْرَما
- لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يلمعنَ بالضّحى ،
- وأسيافنا يقطرنَ من نجدة ٍ دما
- أبَى فِعلُنا المعرُوف أن ننطِقَ الخنا،
- وقائلنا بالعرفِ إلا تكلما
- أبَى جاهُنا عندَ المُلوكِ وَدَفعُنا
- ومِلْءُ جِفانِ الشِّيزِ، حتى تهزَّما
- فكلُّ معدٍّ قد جزينا بصنعهش،
- فبؤسى ببؤساها، وبالنعمِ أنعما
المزيد...
العصور الأدبيه