الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> حسان بن ثابت >> ألا أبلغ المستسمعينَ بوقعة ٍ، >>
قصائدحسان بن ثابت
ألا أبلغ المستسمعينَ بوقعة ٍ،
حسان بن ثابت
- ألا أبلغ المستسمعينَ بوقعة ٍ،
- تخفُّ لها شمطُ النساءِ القواعدُ
- وظَنُّهُمُ بي أنّني لِعَشِيرَتي
- علَى أيِّ حالٍ كانَ حامٍ وَذائِدُ
- فإنْ لَمْ أُحَقِّقْ ظَنَّهُمْ بِتَيَقُّنٍ،
- فلا سقتِ الأوصالَ مني الرواعدُ
- ويعلمُ أكفائي من الناسِ أنني
- أنا الفارِسُ الحَامي الذِّمارِ المُناجِدُ
- وما وجدَ الأعداءُ فيّ غميزة ً،
- وَلا طَافَ لي مِنهُمْ بوَحْشيَ صَائِدُ
- وأن لم يَزَل لي منذُ أدرَكتُ كاشِحٌ،
- عَدُوٌّ أُقَاسِيهِ، وآخَرُ حَاسِدُ
- فَما مِنْهُمَا إلاّ وأنّي أكِيلُهُ
- بمِثْلٍ لَهُ مِثْلَينِ، أوْ أنا زَائِدُ
- فإنْ تسألي الأقوامَ عني، فإنني
- إلى محتدٍ تنمي إليهِ المحاتدُ
- أنا الزّائرُ الصّقرَ ابنَ سلْمى ، وَعِندَهُ
- أُبَيٌّ، وَنُعْمَانٌ، وعَمْروٌ، وَوَافِدُ
- فأورثني مجداً، ومن يجنِ مثلها
- بِحَيثُ اجْتَنَاها يَنقلبْ وهْوَ حامِدُ
- وَجَدّي خَطيبُ النّاس يَوْمَ سُميحة ٍ،
- وعمي ابنُ هندٍ مطعمُ الطيرِ خالدُ
- ومِنّا قتيلُ الشِّعبِ أوْسُ بنُ ثابِتٍ،
- شَهيداً، وأسنى الذِّكرَ مِنهُ المَشاهِدُ
- ومنْ جدهُ الأدنى أبي، وابنُ أمه
- لأمّ أبي ذاكَ الشهيدُ المجاهدُ
- وفي كلّ دارِ ربة ٍ خزرجية ٍ،
- وَأوْسِيّة ٍ لي في ذُرَاهُنّ وَالِدُ
- فما أحدٌ منا بمهدٍ لجارهِ
- أذاة ً، ولا مُزْرٍ بهِ، وَهْوَ عَائِدُ
- لأنّا نَرَى حَقَّ الجِوَارِ أمَانَة ً،
- ويحفظهُ منا الكريمُ المعاهدُ
- فَمَهْما أقُلْ مِمّا أُعَدِّدُ لمْ يَزَلْ
- عَلى صدْقِه مِنْ كلّ قَوْميَ شَاهِدُ
- لِكُلّ أُنَاسٍ مِيسَمٌ يَعْرِفُونَهُ،
- ومِيسَمُنا فينا القَوافي الأوابِدُ
- متى ما نسمْ لا ينكرِ الناسُ وسمنا،
- ونعرفْ بهِ المجهولَ ممنْ نكايدُ
- تلوحُ بهِ تعشو إليهِ وسومنا،
- كما لاحَ في سمرِ المتانِ المواردُ
- فَيَشْفِينَ مَن لا يُسْتَطاعُ شِفاؤهُ،
- ويبقينَ ما تبقى الجبالُ الخوالدُ
- ويشقينَ منْ يغتالنا بعداوة ٍ،
- وَيُسْعِدْنَ في الدّنيا بنا مَنْ نُساعد
- إذا ما كَسَرْنا رُمحَ رَايَة ِ شَاعِرٍ،
- يَجِيشُ بِنَا مَا عِنْدَنا فَتُعَاوِدُ
- يكُونُ إذَ بَثّ الهِجَاءَ لِقَوْمِهِ
- وَلاَحَ شِهابٌ مِن سَنَا الحَرْبِ وَاقِدُ
- كأشْقَى ثمودٍ إذْ تَعَطّى لِحَيْنِهِ،
- عضيلة َ أمّ السقبِ، والسقبُ واردُ
- فوَلّى ، فأوْفى عاقِلاً رَأسَ صَخرَة ً
- نمى فَرْعُها، واشتدّ منْها القوَاعِدُ
- فقالَ: ألا فاستمتعوا في دياركمْ
- فقدْ جاءكمْ ذكرٌ لكمْ ومواعدُ
- ثلاثة َ أيامٍ منَ الدهرِ لمْ يكنْ
- لهنّ بتصديقِ الذي قالَ رائدُ
المزيد...
العصور الأدبيه