الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> حسان بن ثابت >> أشاقَكَ مِنْ أُمّ الوَلِيدِ رُبُوعُ، >>
قصائدحسان بن ثابت
أشاقَكَ مِنْ أُمّ الوَلِيدِ رُبُوعُ،
حسان بن ثابت
- أشاقَكَ مِنْ أُمّ الوَلِيدِ رُبُوعُ،
- بلاقعُ، ما منْ أهلهنّ جميعُ
- عفاهنّ صيفيُّ الرياحِ، وواكفٌ
- من الدلوِ، رجافُ السحابِ هموعُ
- فلمْ يبقَ إلا موقدُ النارِ حولهُ
- رواكدُ، أمثالُ الحمام، وقوعُ
- فَدَعْ ذِكْرَ دَارٍ بَدّدَتْ بينَ أهْلِها
- نوى فرقتْ بين الجميعِ قطوعُ
- وقلْ: إنْ يكنْ يومٌ بأحدٍ يعدهُ
- سفيهٌ، فإنّ الحقّ سوفَ يشيعُ
- وقد ضَارَبَتْ فيه بنو الأوْسِ كلُّهُمْ،
- وكانَ لَهُمْ ذِكْرٌ، هناكَ، رَفِيعُ
- وحامى بنو النجارِ فيهِ وضاربوا،
- وما كان منهمْ، في اللّقاء، جَزُوعُ
- أمامَ رَسولِ اللَّهِ لا يَخْذُلُونَهُ،
- لهمْ ناصرٌ من ربهمْ، وشفيعُ
- وفوا إذ كفرتمْ، يا سخينَ، بربكم،
- ولا يَسْتَوي عَبْدٌ عَصَى وَمُطِيعُ
- بأيمانهمْ بيضٌ إذا حميَ الوغى ،
- فلا بدّ أنْ يردى بهنّ صريعُ
- كما غادرتْ في النقعِ عثمانَ ثاوياً،
- وسعداً صريعاً، والوشيجَ شروعُ
- وَقد غادرَتْ تحتَ العَجاجة ِ، مُسنَداً،
- أبياً، وقدْ بلّ القميصَ نجيعُ
- بكفّ رسولِ اللهِ، حتى تلففتْ
- على القومِ مما قدْ يثرنَ نقوعُ
- أُولئكَ قوْمي سادَة ٌ من فُرُوعِهِمْ،
- ومنْ كلّ قومٍ سادة ٌ وفروعُ
- بهنّ يعزُّ اللهُ حينَ يعزنا،
- وإنْ كان أمْرٌ، يا سَخِينَ، فَظيعٌ
- فإنْ تذكروا قتلى ، وحمزة ُ فيهمُ
- قَتِيلٌ، ثَوَى لله، وهْوَ مُطِيعُ
- فإنّ جِنَانَ الخُلْدِ مَنْزِلُهُ بِهَا،
- وأمرُ الذي يقضي الأمورَ سريعُ
- وقَتْلاكُمُ في النّارِ أفضَلُ رِزْقِهِمْ
- حَمِيمٌ معاً، في جوْفِها، وَضَرِيعُ
المزيد...
العصور الأدبيه