الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جميل بثينة >> لقد فرحَ الواشون أن صرمتْ حبلي >>
قصائدجميل بثينة
لقد فرحَ الواشون أن صرمتْ حبلي
جميل بثينة
- لقد فرحَ الواشون أن صرمتْ حبلي
- بُثينة ُ، أو أبدتْ لنا جانبَ البُخلِ
- يقولون: مهلاً ، يا جميلُ ، وإنني
- لأقسِمُ ما لي عن بُثينة َ من مَهلِ
- أحِلماً؟ فقبلَ اليوم كان أوانُه،
- أمَ اخشى ؟ فقبلَ اليوم أوعدتُ بالقتلِ
- لقد أنكحوا جهلاً نبيهاً ظعينة ً،
- لطيفة َ طيِّ الكَشحِ، ذاتَ شوًى خَدل
- وكم قد رأينا ساعياً بنميمة ٍ
- لأخرَ ، لم يعمدِ بكفٍ ولا رجلٍ
- إذا ما تراجعنا الذي كان بيننا،
- جرى الدمعُ من عينَي بُثينة َ بالكُحل
- ولو تركتْ عقلي معي ما طلبتها،
- ولكنْ طلابيها لما فات من عقلي
- فيا ويحَ نفسي! حسبُ نفسي الذي بها
- ويا ويحَ أهلي! ما أصيب به أهلي
- وقالتْ لأترابٍ لها، لا زعانفٍ
- قِصارٍ، ولا كُسّ الثنايا، ولا ثُعْل
- إذا حَمِيَتْ شمسُ النهار، اتّقينها
- بأكسية ِ الديباجِ ، والخزّ ذي الحملِ
- تداعينَ، فاستعجمنَ مشياً بذي الغضا،
- دبيبَ القطا الكُدريّ في الدمِثِ السّهل
- إذا ارتعنَ، أو فزعنَ، قمنَ حوالها،
- قِيامَ بناتِ الماءِ في جانبِ الضَّحل
- أرانيّ لا ألقَى بُثينة َ مرة ً،
- من الدهرِ، إلاّ خائفاً، أو على رَحْل
- خليليّ، فيما عِشتما، هَلْ رَأيتُما
- قتيلاً بكى ، من حبّ قاتلهِ، قبلي؟
- أبيتُ، مع الهلاك، ضيفاً لأهلها،
- وأهلي قريبٌ موسعونَ ، ذوو فضلِ
- ألا أيّها البيت الذي حِيلَ دونه،
- بنا أنت من بيتٍ، وأهلُكَ من أهلِ
- بنا أنت من بيتٍ، وحولَك لذة ٌ،
- وظِلُّكَ لو يُسطاعُ بالباردِ السّهل
- ثلاثة ُ أبياتٍ: فبيتٌ أحبه،
- وبيتان ليسا من هَوايَ ولا شَكلي
- كِلانا بكى ، أو كاد يبكي صَبابَة ً
- إلى إلفِه، واستعجلتْ عبرَة ً قبلي
- أعاذلتي أكثرتِ، جهلاً، من العذلِ،
- على غيرِ شيءٍ من مَلامي ومن عذلي
- نأيتُ فلم يحدثْ ليَ النأيُ سلوة ً،
- ولم ألفِ طولَ النأي عن خلة ٍ يسلي
- ولستُ على بذلِ الصّفاءِ هَوِيتُها،
- ولكن سَبتني بالدلالِ وبالبُخل
- ألا لا أرى اثنَينِ أحسنَ شِيمَة ً،
- على حدثان الدهر، مني، ومن جملِ
- فإن وُجدَتْ نَعْلٌ بأرضٍ مَضِلّة ٍ،
- من الأرضِ، يوماً، فاعلمي أنها نعلي
المزيد...
العصور الأدبيه