الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جميل بثينة >> شهِدتُ بأني لم تَغَيّر مودّتي، >>
قصائدجميل بثينة
شهِدتُ بأني لم تَغَيّر مودّتي،
جميل بثينة
- شهِدتُ بأني لم تَغَيّر مودّتي،
- وأني بكم، حتى الممات، ضنينُ
- وأنّ فؤادي لا يلينُ إلى هوى
- سواكِ، وإن قالوا: بلى ، سيلينُ
- فَقَدْ بَانَ أَيَّام الصِّبَا ثُمَّ لَمْ يَكَدْ،
- مِنَ الدَّهْرِ، شَيْءٌ، بَعْدَهُنَّ، يَلينُ
- ولمّا علونَ اللابتينِ، تشوفت
- قلوبٌ إلى وادي القُرى ، وعيونُ
- كأنّ دموعَ العينِ، يومَ تحملتْ
- بُثينة ُ، يسقِيها الرِّشاشَ مَعِينُ
- ظعائِنُ، ما في قُرْبهنّ لذي هوًى
- من الناس ، إلا شقوة ٌ وفنونُ
- وواكلنهُ والهمَّ، ثمّ تركنه،
- وفي القلبِ ، من وجد بهنّ ، حنين
- ورُحنَ، وقد أودَعنَ قلبي أمانة ً
- لبثينة َ: سرٌّ في الفؤاد ، كمينُ
- كسِرّ النّدى ، لم يعلم الناسُ أنّه
- ثَوَى في قَرَارِ الأرضِ وهو دَفين
- إذا جاوزَ الاثنينِ سرٌّ، فإنه،
- بنَثٍّ وإفشاءِ الحديثِ، قَمِين
- تُشيِّبُ رَوعاتُ الفِراق مفَارقي،
- وأنشَزنَ نفسي فوقَ حيثُ تكون
- فوا حسرَتا! إنْ حِيلَ بيني وبينها،
- ويا حينَ نفسي، كيف فيكِ تحينُ!
- وإني لأستغشي، وما بيَ نَعسة ٌ
- لعلّ لِقاءً، في المنام، يكون
- فإن دامَ هذا الصّرمُ منكِ، فإنني
- لأغبرها، في الجانبينَ، رهينُ
- يقولون: ما أبلاكَ، والمالُ عامرٌ
- عليك، وضاحي الجلد منك كنِين
- فقلت لهم: لا تَعذُلوني، وانظُروا
- إلى النازِعِ المقصورِ كيف يكونُ
المزيد...
العصور الأدبيه