الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جميل بثينة >> حلفتُ بربّ الراقصات إلى منى ّ، >>
قصائدجميل بثينة
حلفتُ بربّ الراقصات إلى منى ّ،
جميل بثينة
- حلفتُ بربّ الراقصات إلى منى ّ،
- هُوِيَّ القَطا يَجْتَزْنَ بطنَ دفِينِ
- لقد ظنَ هذا القلبُ أن ليسَ لاقياً،
- سليمى ، ولا أمَّ الحسينِ لحينِ
- فليتَ رجالاً فيكِ قد نذروا دمي،
- وهَمّوا بقتلي، يا بُثَينَ، لقُوني!
- إذا ما رأوني طالعاً من ثنية ٍ،
- يقولون: من هذا؟ وقد عرفونيِ
- يقولون لي: أهلاً وسهلاً ومرحباً!
- ولو ظفروا بي خالياً، تلوني
- وكيف، ولا توفي دماؤهم دمي،
- ولا مالُهم ذو ندهة ٍ فيدوني
- وغرَّ الثنايا، من ربيعة َ، أعرضت،
- حروبُ معدٍ دونهنّ ودوني
- تَحَمّلْنَ من ماءِ الثُّديّ كأنما
- تَحَمّلَ من مُرْسًى ثِقالُ سَفينِ
- كأنّ الخُدورَ أولجتْ، في ظِلالِها،
- ظِباءَ المَلا ليست بذاتِ قُرون
- إلى رجحَ الأعجازِ، حورٍ نمى بها،
- مع العِتْقِ والأحساب، صالحُ دِين
- يبادِرنَ أبوابَ الحِجالِ كما مشى
- حمَامٌ ضُحًى في أيْكة ٍ، وفنون
- سددنَ خصاصَ الخيمَ، لما دخلنهُ،
- بكلّ لبَانٍ واضحٍ، وجبين
- دعوتُ أبا عمرٍو، فصدّق نَظرتي،
- وما ان يَراهنّ البصيرُ لحِين
- وأعرضَ ركنٌ من أحامرَ دونهم،
- كأنّ ذراهُ لفعتْ بسدينِ
- قرضنَ، شمالاً، ذا العشيرة ِ كلها،
- وذاتَ اليمين، البُرقَ بُرْقَ هَجين
- وأصعدنَ في سراءَ، حتى إذا انتحتْ
- شَمالاً، نَحا حادِيهمُ ليَمِين
- وقال خليلي: طالعاتٌ من الصّفَا،
- فقلت: تأمّلْ، لسنَ حيثُ تريني
- ولو أرسلتْ، يوماً، بُثينة ُ تبتغي
- يميني، ولو عزّت عليّ يميني
- لأعطيتها ما جاءَ يبغي رسولها،
- وقلتُ لها بعد اليمين: سليني،
- سليني مالي ، يا بثينَ، فإنّما
- يُبيَّنُ، عند المالِ، كلُّ ضَنين
- فما لكِ، لمّا خَبّر الناسُ أنني
- غدرتُ بظهرِ الغيبِ، لم تسليني
- فأُبليَ عُذراً، أو أجيءَ بشاهِدٍ،
- من الناسِ، عدلٍ أنهم ظلموني
- بُثينَ، الزمي لا، إنّ لا، إن لزمتِه،
- على كثرة الواشينَ، أيُّ معونِ
- لحا الله من لا ينفعُ الوعدُ عنده،
- ومَنْ حَبلُه، إن مُدّ، غيرُ متين
- ومن هو ذو وجهين ليس بدائمٍ
- على العهدِ، حلاف بكلّ يمينِ
- ولستُ، وإن عزّت عليّ ، بقائلٍ
- لها بعد صَرمٍ: يا بُثَينَ، صِليني!
المزيد...
العصور الأدبيه