الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جميل بثينة >> أهاجَكَ، أم لا، بالمداخِلِ مَربَعُ، >>
قصائدجميل بثينة
أهاجَكَ، أم لا، بالمداخِلِ مَربَعُ،
جميل بثينة
- أهاجَكَ، أم لا، بالمداخِلِ مَربَعُ،
- ودارٌ، بأجراعِ الغَديرَينِ، بَلقَعُ؟
- ديارٌ لسَلمى ، إذ نحِلّ بها معاً،
- وإذ نحن منها بالمودة ِ نطمعُ
- وإن تكُ قد شطّتْ نواها ودارُها،
- فإنّ النوى ّ مما تشتُ وتجمعُ
- إلى الله أشكو، لا إلى الناس، حبَّها،
- ولا بُدّ من شكوى حبيبٍ يُروَّع
- ألا تَتّقِينَ الله فيمَن قتلتهِ،
- فأمسى إليكم خاشعاً يتضرّع؟
- فإنْ يكُ جثماني بأرضِ سواكم،
- فإنّ فؤادي عندكِ الدهرَ أجمع
- إذا قلتُ هذا، حين أسلو وأَجْتَري
- على هجرها، ظلّتْ لها النفسُ تَشفَع
- ألا تَتّقِينَ الله في قَتْلِ عاشقٍ،
- له كَبِدٌ حَرّى عليكِ تَقَطّع
- غريبٌ، مَشوقٌ، مولَعٌ بادّكاركُمْ،
- وكلُّ غريبِ الدارِ بالشّوقِ مُولَع
- فأصبحتُ، مما أحدث الدهرُ، موجعَاً،
- وكنتُ لريبِ الدهرِ لا أتخشّع
- فيا ربِّ حببني إليها، وأعطني
- المودة َ منها، أنتَ تعطي وتمنعُ!
- وإلاّ فصبرني، وإن كنتُ كارهاً،
- فإنّي بها، يا ذا المَعارج، مُولَعُ
- وإن رمتُ نفسي كيف آتي لصَرمِها،
- ورمتُ صدوداً، ظلّتِ العينُ تدمَع
- جزعتُ خذارَ البينِ يومَ تحملوا
- ومن كان مثلي، يا بُثينة ُ، يجزَع
- تمتّعْتُ منها، يومَ بانوا، بنظرة ٍ،
- وهل عاشقٌ، من نظرة ِ، يتمتعُ؟
- كفى حزناً للمرءِ ما عاشَ أنهّ،
- ببينِ حبيبِ، لا يزالُ يروعُ
- فواحزنا! لو ينفعُ الحزنُ أهلَه،
- وواجَزَعَا! لو كان للنفسِ مَجزَع
- فأيُّ فؤادٍ لا يذوبُ لما أرى ،
- وأيُّ عيونٍ لا تجود فتدمَع؟
المزيد...
العصور الأدبيه