الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جميل بثينة >> ألم تسالِ الدارَ القديمة َ: هلَ لها >>
قصائدجميل بثينة
ألم تسالِ الدارَ القديمة َ: هلَ لها
جميل بثينة
- ألم تسالِ الدارَ القديمة َ: هلَ لها
- بأُمّ حسين، بعد عهدكَ، من عَهدِ؟
- سلي الركبَ: هل عجنا لمغناكِ مرً
- صدورُ المطايا، وهيَ موقرة ُ تخدي
- وهل فاضتِ العينُ الشَّروقُ بمائِها،
- من أجلكِ، حتى اخضل من دمعها بردي
- وإني لأستَجري لكِ الطيرَ جاهداً،
- لتجري بيمنٍ من لقائكِ أوْ سعدِ
- وإني لأستبكي، إذا الرّكبُ غرّدوا
- بذكراكِ، أن يحيا بكِ الركبُ إذ يحدي
- فهل تجزيني أمُّ عمروٍ بودها
- فإنّ الذي أخفي بها فوقَ ما أبدي
- وكلّ محبٍ لم يزدْ فوقَ حهدهِ
- وقد زدتها في الحبّ منيّ على الجهدِ
- إذا ما دنتْ زدتُ اشتياقاً، إن نأتْ
- جزعتُ لنأيِ الدارِ منها وللبعدِ
- أبى القلبُ إلاّ حبَّ بثنة ِ لم يردْ
- سواها وحبُّ القلبِ بثنة َ لا يجدي
- تعلّقَ روحي روحَها قبل خَلقِنا،
- ومن بعد ما كنا نطافاً وفي المهدِ
- فزاد كما زدنا، فأصبحَ نامياً،
- وليسَ إذا متنا بِمُنتقَضِ العهد
- ولكنّه باقٍ على كلّ حالة ٍ،
- وزائِرُنا في ظُلمة ِ القبرِ واللحد
- وما وجدتْ وجدي به أمٌ واحدٍ
- ولا وجدَ النهديّ وجدي على هندِ
- ولا وجدَ العذريّ عروة ُ، إذ قضى
- كوجدي، ولا من كان قبلي ولا بعدي
- على أنّ منْ قد ماتَ صادفَ راحة ً،
- وما لفؤادي من رَواحِ ولا رُشد
- يكاد فَضِيضُ الماءِ يَخدِشُ جلدَها،
- إذا اغتسلتْ بالماءِ، من رقة ِ الجلدِ
- وإني لمشتاقٌ إلى ريح جيبها،
- كما اشتاقُ إدريسُ إلى جنة ِ الخلدِ
- لقد لامني فيها أخٌ ذو قرابة ٍ،
- حبيبٌ إليه، في مَلامتِه، رُشدي
- وقال: أفقْ، حتى متى ّ أنتَ هائمٌ
- ببَثنة َ، فيها قد تُعِيدُ وقد تُبدي؟
- فقلتُ له: فيها قضى الله ما ترى
- عليّ، وهَلْ فيما قضى الله من ردّ؟
- فإن كان رُشداً حبُّها أو غَواية ً،
- فقد جئتهُ ما كانَ منيّ على مدِ
- لقد لَجّ ميثَاقٌ من الله بيننا،
- وليس، لمن لم يوفِ الله، من عَهْد
- فلا وأبيها الخير، ما خنتُ عهدها
- ولا ليَ عِلْمٌ بالذي فعلتْ بعدي
- وما زادها الواشونَ إلاّ كرامة ً
- عليّ، وما زالتْ مودّتُها عندي
- أفي الناس أمثالي أحبَّ، فحالُهم
- كحالي، أم أحببتُ من بينهم وحدي
- وهل هكذا يلقَى المُحبّونَ مثلَ ما
- لقيتُ بها، أم لم يجدَ أحدٌ وجدي
- يغور، إذا غارت، فؤادي، وإن تكن
- بنجدٍ، يَهِمْ منّي الفؤادُ إلى نجد
- أتيتُ بنيّ سعدٍ صحيحاً مسلماً
- وكانَ سقَامَ القلب حُبُّ بني سعد
المزيد...
العصور الأدبيه