الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> هاجَ الهَوَى وَضَمِيرَ الحَاجَة ِ الذِّكَرُ >>
قصائدجرير
هاجَ الهَوَى وَضَمِيرَ الحَاجَة ِ الذِّكَرُ
جرير
- هاجَ الهَوَى وَضَمِيرَ الحَاجَة ِ الذِّكَرُ
- واسْتَعجَمَ اليَوْمَ مِنْ سَلّومة َ الخبرُ
- علقتُ جنية ً ضنتْ بنائلها
- منْ نسوة ٍ زانهنَّ الدلُّ والخفرُ
- قَد كنتُ أحسِبُ في تَيمٍ مُصانَعَة ً
- و فيهمُ عاقلاً بعدَ الذي ائتمروا
- هلا أدرأتمْ سوانا يا بني لجأ
- أمراً يقاربُ أو وحشاً لهاغرر
- أوْ تَطْلُبُونَ بِتَيْمٍ، لا أبا لَكُمُ
- مَنْ تَبلُغُ التّيُمُ؟ أوْ تَيْمٌ له خطرُ
- تَرْجُو الهَوَادَة َ تَيْمٌ بَعدَما وَقَعَتْ
- صماءُ ليسَ لها سمعٌ ولا بصرُ
- قدْ كانتِ التيمُ ممنْ قد نصبتُ لهُ
- بالمنجنقِ وكلادقهُ الحجرُ
- ذاقوا كما ذاقَ مَنْ قَد كانَ قَبلَهُمُ
- وَاستَعْقَبُوا عَثرَة َ الأقْيَانِ إذ عَثرُوا
- قَدْ كانَ لَوْ وُعِظَتْ تَيْمٌ يغَيرِهِمُ
- في ذي الصّليبِ وَقَيْنَيْ مالِكٍ عِبَرُ
- خلَّ الطريقِ لمنْ يبني المنار بهِ
- وَابْرُزْ ببرْزَة َ حَيثُ اضطَرّكَ القَدَرُ
- يَوْمَ التّفاخُرِ، وَالغاياتُ تُبتَدَرُ
- ذيخَ المريرة َ حتى استحصد المرر
- قدْ حانَ قبلكَ أقوامٌ فقلتُ لهمْ
- جَدّ النِّضَالُ وَقَلّتْ بَيْنَنا العِذَرُ
- لن تستطيعَ بتيمْ أنْ تغاليني
- حينَ استحنَّ جذابَ النبعة َ الوتر
- ما التّيْمُ إلاّ ذُبابٌ لا جَنَاحَ لَهُ،
- قَد كانَ مَنّ عَلَيهِمْ مَرّة ٍ نَمِرُ
- أزْمانَ يَغشى دُخانُ الذّلّ أعيُنَهُمْ
- لا يستعانونَ في قومٍ إذا ذكروا
- و التيمُ عبدٌ لأقوامٍ يلوذْ بهمْ
- يعطى المقادة َ إنْ أوفوا أو إنْ غدروا
- أتبغي التيمُ عذراً بعدَ ما عدروا
- لَوْلا قَبَائِلُ مِنْ زيْدٍ تَلُوذُ بهَا،
- لا تَمْنَعُونَ لَكُمْ عِرْساً وَما لكُمُ
- إلاَّ بغيركمْ وردٌ ولا صدرُ
- يا تَيمُ تَيْمَ عَدِيٍّ لا أبَا لَكُم
- لا يوقعنكمُ في سوأة ٍ عمرَ
- يا تَيْمُ إنّ جَسِيمَ الأمْرِ لَيس لكمْ
- وَلا الجَرَاثيمُ عندَ الدّعوَة ِ الكُبَرُ
- و التيمُ كانَ سطحياً ثمَّ قيلَ لهمْ
- شأنَ السّطيحِ إلى تَخبِيلِهِ العَوَرُ
- إنَّ الكرامَ إذا منْ زيدٍ تلوذُ بها
- كانَتْ عَصَاكَ التي تُلحَى وَتُقتَشَرُ
- جاءتْ فوارسنا غرا محجلة ً
- إذْ لَيسَ في التّيْمِ تَحجيلٌ وَلا غُرَرُ
- جئنا بكمْ منْ زهيراتٍ ومنْ سبأ
- وَللجَوَامِعِ في أعنَاقِكُمْ أثَرُ
- في جلهمَ اللؤمَ معلوماً معادنهُ
- وفي حَوِيزَة َ خُبْثُ الرِّيحِ وَالأدَرُ
- قُولوًّ لتَيمٍ: أعَصْبٌ فوْق آنُفِهِمْ
- إذيرَأمونَ التي من مثلها نفروا
- قدْ خفتُ يا بنَ التي ماتتْ منافقة ً
- منْ خبثِ برزة َ أنْ لا ينزلَ المطر
- أنتَ ابنُ بَرْزَة َ مَنسُوباً إلى لَجَإ
- عبدُ العصارة ِ والعيدانُ تعتصرُ
- أخزيتَ تيماً وما تحمى محارمها
- إذْ أنتَ نفاخة ٌ للقينِ مؤتجرُ
- ما بالُ بَرْزَة َ في المَنحاة ِ إذْ نَذَرَتْ
- صومَ المحرمِ إنْ لمْ يطلعِ القمرَ
- وَصّتْ بَنيها وَقالَتْ: دونَ أكبَرِكُم
- فادُوا أبَاكُمْ فإنّ التّيمَ قد كَفَرُوا
- إنّي لَمُهْدٍ لَكُمْ غُرّاً مُقَشَّبَة ً،
- فيها السمامُ وأخرى بعدُ تنتظرُ
- إن الحفافيثَ حقاً يا بني لجأٍ
- يُطْرِقْنَ حِينَ يَسُورُ الحَيّة ُ الذَّكَرُ
- لَوْلا عَدِيٌّ وَلَستُمْ شاكِرِينَ لَهُمْ
- لمْ تدرِ تيمٌ بأيَّ القنة الحفر
- يا ربَّ نعشنا بعدَ عثرتهمْ
- كُنّا لَهُمْ كسَقيفِ العظمِ فاجتبرُوا
- ذُدْنَا العَدوّ، وَأدْنَيْنَا مَحَلَّهُمُ،
- حتى ابْتَنَوْا بقِبابٍ بعدما احتَجروُا
- يوماً نشدُّ وراءَ السبي عادية ً
- شُعْثَ النّوَاصِي، وَيوْماً تُطرَدُ البقَرُ
- قدْ يعلمُ الناسُ أنَّ التيمَ ألأمهمْ
- أأخبرُ الناسَ ولا يوماً إذا افتخروا
- أوصى تميمٌ يوماً أنْ يكونَ لهمْ
- سؤرُ العشيَّ وشربُ التابعِ الكدرُ
- يا تَيمُ! خالَطَ مَكْحُولٌ أبا لجَإ
- ذا نقبة ٍ قدْ بدا في لونهِ عررُ
- أنا ابنُ فرعي بني زيدٍ إذا نسبوا
- هلْ ينكرُ المصطفى أو ينكرُ القمرُ
- وَاللّؤمُ حالَفَ تَيْماً في دِيارِهِمُ
- وَاللؤمُ صيّرَ في تَيمٍ إذا حضَرُوا
- اقبضُ يديكَ فانَّ التيمَ قد سبقوا
- يومَ التفاخرِ والغانياتُ تبتدرُ
- إنَّ تصبرِ التيمُ مخضراً جلودهمْ
- على الهَوَانِ فقَبْل اليَوْمِ ما صَبَرُوا
- إنّ الذِينَ أضَاءوا النّارَ قَدْ عَرَفُوا
- آثارَ برزة َ والآثارُ تفتقرُ
- قالَتْ لَتَيمِ بنِ قُنْبٍ وَهيَ تَعذُلهمْ:
- يا تَيمُ ما لكُمُ البشرَى وَلا الظّفَرُ
- تْخزِيكَ أحياءُ تَيمٍ إنْ فَخَرْتَ بهمْ
- وَالحِزْيُ أمْوَاتُ تَيْمٍ إنْ همُ نشرُوا
- أعياكَ والدكَ الأدنونَ فالتمسنْ
- هلْ في شعاعة َ ذي الأهدامِ مفتخرَ
- لا يشهدونَ نجيَّ القومِ بينهمُ
- تقضى الأمورُ على تيمٍ وما شعروا
المزيد...
العصور الأدبيه