قصائدجرير



لِمَنْ رَسْمُ دارٍ، هَمّ أنْ يَتَغَيّرَا،
جرير



  • لِمَنْ رَسْمُ دارٍ، هَمّ أنْ يَتَغَيّرَا،

  • تراوحهُ الأرواحُ والقطرُ أعصرا

  • و كنا عهدنا الدارَ والدارُ مرة ً

  • هيَ الدّارُ إذْ حَلّتْ بهَا أُمُّ يَعْمُرَا

  • ذَكَرْتُ بها عَهداً على الهَجرِ وَالبِلى ،

  • وَلابُدّ للمَشْعُوفِ أنْ يَتَذَكّرَا

  • أجنَّ الهوى ما أنسَ لا أنسَ موقفاً

  • عَشِيّة َ جَرْعاء الصَّرِيفِ وَمَنْظَرَا

  • تَبَاعَدَ هذا الوَصْل إذْ حَلّ أهْلُها

  • وَقَبّحَ قَيْناً، بالفَرَزْدَقِ، أعْوَرَا

  • لَياليَ تَسبي القَلْبَ مِنْ غَيرِ رِيبَة ٍ،

  • إذا سَفَرَتْ عن وَاضحِ اللّوْنِ أزهرَا

  • أتَى دونَ هَذا الهَمّ هَمٌّ فأسْهَرَا،

  • أراعى نجوماً تالياتٍ وغورا

  • أقُولُ لهَا مِنْ لَيْلَة ٍ لَيسَ طُولُها

  • كطول الليالي ليتَ صبحك نورا

  • أخافُ على نَفْسِ ابنِ أحْوَزَ إذْ شَفى

  • وَأبلى بَلاءً، ذا حُجُولٍ، مُشَهَّرَا

  • شدِيداً مِنَ الأثْآرِ خَوْلَة َ بَعْدَمَا

  • دعتْ ويلها واستعجلتْ أنْ تخمرا

  • ألا رُبّ سامي الطرْفِ من آلِ مازِنٍ،

  • إذا شمرتْ عنْ ساقها الحربُ شمرا

  • أتَنْسَوْنَ شدّاتِ ابنِ أحوَزَ؟ إنّهَا

  • وَأدْرَكَ ثَأرَ المِسْمَعَينِ بِسَيْفِهِ،

  • وَأغضِبَ في شَأنِ الخِيَارِ فنَكَّرَا

  • جَعَلْتَ، بِقَبْرٍ للخِيَارِ وَمالِكٍ،

  • وَقَبْرِ عَدِيٍّ في المَقَابِرِ، أقْبُرَا

  • وَغَرّقْتَ حِيتانَ المُزُونِ وَقَدْ لَقُوا

  • تَمِيماً، وَعِزّاً ذا مَناكِبَ مِدسَرَا

  • و أطفأتَ نيرانَ النفاقِ وأهلهِ

  • وَقَدْ حاوَلُوا في فِتْنَة ٍ أنْ تُسَعَّرَا

  • فلمْ تبقِ منهمْ راية ً يرفعونها

  • و لمْ تبقِ منْ آلِ المهلبِ عسكرا

  • فأنَّ لأنصارِ الخليفة ِ ناصراً

  • عزيزاً إذا طاغٍ طغى وتجبرا

  • فذو العرشِ أعطانا الكرهِ والرضا

  • إمامَ الهُدى ذا الحِكْمَة ِ المُتَخَيَّرَا

  • فأضحتْ راوسي الملك في مستقرها

  • لمنجبٍ منْ آلِ مروانَ أزهرا

  • و إنَّ الذي أعطى الخلافة َ أهلها

  • أجِنَّ الهَوَى ما أنسَ مَوْقفاً

  • مَنَابِرَ مُلْكٍ كُلُّهَا مُضَرِيّة ٌ،

  • يُصَلّي عَلَيْنَا مَنْ أعَرْناه مِنْبَرَا

  • أنا ابنُ الثرى أدعو قضاعة َ ناصري

  • و ألِ نزارٍ ما أعزَّ وأكثرا

  • عَديداً مَعَدّيّاً لَهُ ثَرْوَة ُ الحَصى ،

  • وَعِزّاً قُضَاعِيّاً، وَعِزّاً تَنَزّرَا

  • نِزَارٌ إلى كَلْبٍ وكلبٌ إلَيْهِمُ،

  • أحقُّز أدنى منْ صداءٍ وحميرا

  • و أيُّ معديٍّ يخافُ وقدْ رأى

  • جبال معدٍْ والعديدَ المجمهرا

  • وَأبْنَاءُ إسْحَقَ اللّيوثُ إذا ارْتَدَوْا

  • محاملَ موتٍ لابسينَ السنورا

  • فَيَوْماً سَرَابِيلُ الحَديدِ عَلَيْهِمُ؛

  • و يوماً ترى خزاً وعصباً منيرا

  • إذا افتخروا عدوا الصبهندَ منهمُ

  • وَكَسرَى وَآلَ الهُرْمُزَانِ وَقَيصَرَا

  • ترى منهمُ مستبرصينَ على الهدى

  • وَذا التّاجِ يُضْحي مَرْزُباناً مُسَوَّرَا

  • أغرَّ شبيهاً بافنيقِ إذا ارتدى

  • على القُبطرِيّ الفارِسِيّ، المُزَرَّرَا

  • وَكَانَ كِتابٌ فيهِمُ وَنُبُوّة ٌ،

  • وَكَانُوا بإصْطَخْرَ المُلُوكَ وَتُسْتَرَا

  • لَقَدْ جاهَدَ الوَضّاحُ بالحَقّ مُعلماً،

  • فأورثَ مجداً باقياً أهلَ بربرا

  • أبُونا أبو إسحَاقَ يَجْمَعُ بَيْنَنَا

  • أبٌ كانَ مهدياً نبياً مطهرا

  • و منا سليمانُ النبيُّ الذي دعى

  • فأُعْطيَ بُنْيَاناً، وَمُلْكاً مُسَخَّرَا

  • وَمُوسَى وَعيسَى وَالذي خَرّ سَاجِداً

  • فأنْبَتَ زَرْعاً دَمْعُ عَيْنَيْهِ أخْضَرَا

  • و يعقوبُ منا زادهُ اللهُ حكمة ً

  • و كانَ ابنُ يعقوبٍ أميناً مصوراً

  • فيجمعنا والغرَّ أبناءَ سارة ٍ

  • أبٌ لا نبالي بعدهُ منْ تعذرا

  • أبُونَا خَلِيلُ الله، وَالله رَبّنَا،

  • رضينا بما أعطى الالهُ وقدرا

  • بني قبلة َ الله التي يهتدى بها

  • فأورثنا عزاً وملكاً معمرا

  • لشتانَ منْ يحمى معداً منَ العدا

  • و منْ يسكنُ الماخورَ في منْ تمخرا

  • فبؤْ بالمخازي يا فرزدقُ لمْ يبتْ

  • أديمكَ إلاَّ واهياً غيرَ أوفرا

  • فإنّكَ لوْضُمّنْتَ مِنْ مازِنٍ دَماً،

  • لمَا كانَ لابنِ القَينِ أنْ يَتَخَيّرَا

  • فلا تأمنُ الأعداءُ أسيافَ مازنٍ

  • وَلَكِنّ رَأيَ ابنَيْ قُفَيرَة َ قَصّرَا

  • فأخزيتَ يا ابنَ القينِ آلَ مجاشعٍ

  • فأصبحَ ما تحمى مباحاً مدعثرا

  • فما كانَ جيرانُ الزبيرٍ مجاشعٍ

  • بألأمَ منْ جيرانِ وهبٍ وأغدرا

  • و قالتْ قريشٌ للحواري جاركمْ

  • لَلاقَى جِواراً صَافِياً غَيرَ أكْدَرَا

  • تَرَاغَيْتُمُ يَوْمَ الزّبَيرِ، كأنّكُمْ

  • ضِبَاعُ مَغَارَاتٍ يُبَادِرْنَ أجْعُرَا

  • و جعثنَ كانت خزية ً في مجاشعٍ

  • كما كانَ غدرٌ بالحواريَّ منكرا

  • فانَّ عقالاً والحتاتَ كلاهما

  • تردى بثوبي غادرٍ وتأزرا

  • ألَمْ تَحْبِسُوا وَهْباً تُمَنّونَهُ المنى ،

  • و كانَ أخا همٍّ طريداً مسيرا

  • فلو أنَّ وهباً كانَ حلَّ رجالهُ

  • بِحَجْرٍ لَلاقَى ناصِرِينَ وَعُنصُرَا

  • و لوْ حلَّ فينا عاينَ القومُ دونهُ

  • عوابسَ يعلكنَ الشكيم وضمرا

  • إذاً لسمعتَ الخيلَ والخيلُ تدعى

  • رياحاً وتدعوا العاصمينَ وجعفرا

  • فوارسَ لا يدعونَ يالَ مجاشعٍ

  • إذا كانَ ما تذْرِي السّنابكُ عِثْيَرَا

  • و لو ضافَ أحياءً بحزنِ مليحة ٍ

  • للاقى جواراً صافياً أكدرا

  • هُمُ ضَرَبُوا هَامَ المُلُوكِ وَعَجّلُوا

  • بوردٍ غداة َ الحوفوانِ فبكرا

  • و قد جربَ الهرماسُ وقعَ سيوفنا

  • و صدعنَ عنْ رأسِ ابنِ كبشة َ مغفرا

  • و قدْ جعلتْ يوما بطخفة َ خيلنا

  • لآِلِ أبي قابُوسَ، يَوْماً مُذَكَّرَا

  • فَنُورِدُ يَوْمَ الرَّوْعِ خَيلاً مُغِيرَة ً،

  • و توردُ ناباً تحملُ الكيرَ صوأرا

  • سُبِقْتَ بِأيّامِ الفِضَالِ وَلَمْ تَجِدْ

  • لقومكَ إلاَّ عقرَ نابكَ مفخرا

  • لقيتَ القرومَ الخاطراتِ فلمْ يكنْ

  • نكيركَ إلاَّ أنْ تشولَ وتيعرا

  • وَلاَقَيْتَ خَيراً مِنْ أبِيكَ فَوَارِساً،

  • و أكرمَ أياماً سحيماً وجحدرا

  • همُ تركوا قيسا وعمراً كلاهما

  • يمجُّ نجيعاً منْ دمِ الجوفِ أحمرا

  • و سارَ لبكرٍ نخبة ٌ منْ مجاشعٍ

  • فلما رأى شيبانَ والخيلَ كفرا

  • وَفي أيّ يَوْمٍ لَمْ تُسَاقُوا غَنِيمَة ً،

  • و جاركم فقعٌ يحالفُ قرقرا

  • لَقَد كُنتُ يا ابنَ القَينِ ذا خِبرَة ٍ بكم

  • و عوفٌ أبو قيسٍ بكمْ كانَ أخبرا

  • فَلا تَتّقُونَ الشّر حتى يُصِيبَكُمْ،

  • و لا تعرفونَ الأمرَ إلاَّ تدبرا

  • و عوفٌ يعافُ الضيمَ في آلِ مالك

  • وَكُنتمْ بني جَوْخى على المَوْتِ أصبْرَا

  • تركتمْ مزاداً عندَ عوفٍ رهينة ً

  • فأطْعَمَهُ عَوْفٌ ضِبَاعاً وَأنْسُرَا

  • أشاعتْ قريشٌ للفرزدقِ خزية ً

  • و تلكَ الوفودُ النازلونَ الموقرا

  • عشية َ لاقى القردُ قردُ مجاشعٍ

  • هزبراً ابأشبلينَ في الغيلِ قسورا

  • مِنَ المُحْمِياتِ الغِيلِ غيلِ خَفِيّة ٍ،

  • تَرَى تحتَ لَحْيَيْهِ الفرِيسَ المُعَفَّرَا

  • جَزى الله لَيلى في جُبيَرٍ مَلامَة ً،

  • إذا ذَكَرَتْ لَيلى جُبَيراً تَعَصّرَتْ،

  • وَلَيْسَ بشافٍ داءَها أنْ تَعَصّرَا

  • ألا قبحَ اللهُ الفرزدقَ كلما

  • أهلَّ مصلٍّ للصلاة ِ وكبرا

  • فَلا يَقْرَبَنّ المَرْوَتَينِ وَلا الصَّفَا،

  • وَلا مَسْجِدَ الله الحَرَامَ المُطَهَّرَا

  • فإنّكَ لَوْ تُعْطي الفَرَزْدَقَ دِرْهَماً

  • عَلى دِينِ نَصْرَانِيّة ٍ، لَتَنَصّرَا

  • و ألأمُ منسوبٍ قفاً حينَ أدبرا

  • لحَى الله مَاءً مِنْ عُرُوقٍ خَبِيثَة ٍ

  • سَقَتْ سَابِياءً جَاء فِيها مُخَمَّرَا

  • فهلْ لكم في حنثرٍ آلَ حنثرٍ

  • وَلّما تُصِبْ تِلكَ الصّواعِقُ حَنثَرَا

  • فانَّ ربيعاً والمشيعَ فاعلما

  • عَلى مَوْطِنٍ لمْ يَدْرِيَا كَيفَ قَدّرَا

  • ألا رُبّ أعشَى ظالِمٍ مُتَخَمِّطٍ،

  • جعلتُ لعينيهْ جلاءً فأبصرا

  • ألمْ أكُ ناراً يتقي الناسُ شرها

  • وسماً لأعداءِ العشيرة ِ ممقرا

  • ألم أكُ زادَ المرملينَ ووالجاً

  • إذا دفعَ البابُ الغريبَ المعورا

  • نُعَدّ لأيّامٍ نُعِدّ، لمِثْلِها،

  • فوارسَ قيسٍ دارعينَ وحسرا

  • أتَنْسَوْنَ يَوْمَيْ رَحْرَحانَ كِلَيْهِما

  • و قد أشرعَ القومُ الوشيجَ المؤمرا

  • و ما كنتَ يا بنَ القينِ تلقي جيادهمْ

  • وقوفاً ولا مستنكراً أنْ تعقرا

  • تركتَ بوادي رحرحانَ نساءكم

  • و يمَ الصفا لاقيتمْ الشعبَ أوعرا

  • سَمِعتمْ بَني مَجدٍ دَعَوْا يالَ عامِرٍ

  • فَكُنْتُمْ نَعَاماً بالحَزِيزِ مُنَفَّرَا

  • و أسلتمُ لابني أسيدة ً حاجباً

  • وَلاقَى لَقِيطٌ حَتْفَهُ فَتَقَطّرَا

  • و أسلمتِ القلحاءُ للقومِ معبداً

  • يُجاذِبُ مَخْمُوسا مِنَ القِدّ أسمرَا



أعمال أخرى جرير



المزيد...

العصور الأدبيه

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك