الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> لقدْ نادى أميركِ باحتمالِ >>
قصائدجرير
لقدْ نادى أميركِ باحتمالِ
جرير
- لقدْ نادى أميركِ باحتمالِ
- و صدعَ نية َ الأنسِ الحلالِ
- أمِنْ طَرَبٍ نَظَرْتَ غَداة َ رَهْبَى
- لِتَنْظُرَ أيْنَ وُجّهَ بِالجِمَالِ
- وَما كَلّفتَ نَفسَكَ مِنْ صَديقٍ
- يميناً ويبخلُ بالنوالِ
- لقدْ تركتْ حوائمَ صادياتٍ
- و تمنعُ صفوذي حببٍ زلالِ
- و قالتْ فيمَ أنتَ منَ التصابي
- متى عهدُ التشوقِ والدلالِ
- فَما تَرْجُو وَلَيسَ هَوَى الغَوَاني
- لأصْحَابِ التّنَحنح، وَالسّعالِ
- دَعيني! إنّ شَيْبَي قَدْ نَهَاني،
- وَتَجْرِيبي، وَشَيبيَ، وَاكتِهالي
- رَأتْ مَرَّ السّنينَ أخَذْنَ مني،
- كمَا أخَذَ السَّرَارُ مِنَ الهِلالِ
- وَمَنْ يَبْقَى على غَرَضِ المَنَايا،
- وَأيّامٍ تَمُرّ مَعَ اللّيَالي
- ألَمّ بِنَا الخَيَالُ بذاتِ عِرْقٍ،
- فَحَيّا الله ذَلِكَ مِنْ خَيَالِ
- فانَّ سراكِ تقصرُ عنْ سرانا
- و عنْ وخدِ المخدمة ِ العجالِ
- لَقَدْ أخْزَى الفَرَزْدَقَ إذْ رَمَيْنَا
- قوارعُ صدعتْ غرضَ النضالِ
- فإنّ لآخِرِ الشّعَرَاء مِنّي،
- كَمَا للأوّلِينَ مِنَ النَّكَالِ
- مواسمَ ما بقيتُ لهمْ وبعدي
- مواسمُ عندَ حزرة َ أو بلالِ
- على أنفِ الفرزدقِ لوْ نهاهمْ
- جَدِيد مِنْ وُسُوميَ غَيرُ بَالِ
- إذا ماتَ الفَرَزْدَقُ فَارْجُمُوهُ،
- كَمَا تَرْمُونَ قَبْرَ أبي رِغَالِ
- و كنتَ إذا اغتربتَ بدارِ قومٍ
- لأحسابِ العشيرة ِ شرَّ والي
- تجدعُ ما أقمتَ بها ذليلاً
- و تخزي عندَ منزلىة َ الزيالِ
- أتَنْسَوْنَ الزّبَيرَ قَتِيلَ سَعْدٍ،
- و جعثنَ إذْ تصرفُ كلَّ حالِ
- و باتَ أبو الفرزدقِ وهوَ يدعو
- بدعوى الذلَّ غيرَ نعيمِ بالِ
- لقدْ ضربتْ قفيرة ُ بالخلايا
- و حوكِ الدرعِ منْ وبرِ الفصالِ
- تُطيفُ مُجاشعٌ وَبَنو حُمَيْسٍ
- بِقَيْنٍ بَيْنَ شَرّ أبٍ وَخَالِ
- قفيرة ُ ساءَ ما كسبتْ بنيها
- و ليلى َ القينِ قينِ بني عقالِ
- أتتهمُ بالفرزدقِ أمُّ سوءٍ
- لَدى حَوْضِ الحِمارِ على مِثَالِ
- سيخزيكَ الخليفة ُ ثمَّ تخزي
- بعزة ِ ذي التكرمِ والجلال
- و تمهرُ ما كدحتَ منَ السؤالِ
- تَبَدّلْ يا فرَزْدَقُ مِثلَ قَوْمي
- بقَوْمِكَ إنْ قَدَرْتَ على البِدالِ
- فإنّ أصْبَحْتَ تَطلُبُ ذاكَ فانقُل
- شَماماً وَالمِقَرَّ إلى وِعَالِ
- ليَرُبُوعٍ عَلى النَّخَبَاتِ فَضْلٌ،
- كتفضيلِ اليمينِ على َ الشمالِ
- وَيَرْبُوعٌ تذَبِّبُ عَنْ تَمِيمٍ،
- وَيَقْصرُ دونَ غَلوهِمُ المُغالي
- ونَازَلْنَا المُلُوكَ بِذاتِ كَهْفٍ،
- و قد خضبتْ منَ العلقِ العوالي
- و قدْ ضربَ ابنَ كبشة َ إذْ لحقنا
- حُشَيشٌ حَيثُ تَفرُقُهُ الفَوَالي
- الفوالي مكارمُ لستَ مدركهمَّ حتى
- تزيلَ الراسياتِ منَ الجبالِ
- خذوا كحلاً ومجمرة ً وعطراً
- فلستمْ يا فرزدقُ بالرجالِ
- و شموا ريح عيبتكم فلستمْ
- يا فرزدقُ بالرجالِ
- و شموا ريح عيبتكمْ فلستمْ
- بأصْحابِ العِنَاقِ وَلا النّزَالِ
- بلاءُ بني قباقبٍ كانَ خزياً
- و عاراً كلما ذكرَ التبالي
- صفقتمْ للبزاة ِ حبارياتٍ
- فأخزى الخنثيينِ مني الضلالِ
- و كنتَ إذا لقيتَ بني هلالٍ
- و كعباًة الفوارسَ منْ هلالِ
- تقَرْقِرُ يا فَرَزْدَقُ إذْ فَزِعْتُمْ
- خزيراً باتَ في أدرٍ ثقالِ
- و عبسٌ بالثنيىة ِ يومَ عمروٍ
- سَقَوْهُ ذَوَاعِفَ الأسَلِ النِّهَالِ
- وَمَعبدُكُمْ دَعا عُدَسَ بنَ زَيدٍ
- فأسْلِمَ للكُبُولُ بِشَرّ حَالِ
- و كنتَ غذا لقيتَ بني نميرٍ
- لقيتَ الموتَ أقتمَ ذا ظلالِ
- كَأنّكُم بِأمعَزِ وَارِداتٍ،
- نعامُ الصيفِ زفَّ معَ الرئالِ
- فأرْسِلْ في الضِئيينَ مجَاشِعِيّاً،
- أزَبّ المِنْخَرَينِ، أبَا رِخَالِ
المزيد...
العصور الأدبيه