الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> قد قربَ الحيُّ إذ هاجوا الأصعادِ >>
قصائدجرير
قد قربَ الحيُّ إذ هاجوا الأصعادِ
جرير
- قد قربَ الحيُّ إذ هاجوا الأصعادِ
- بزلاً مخيسة ً أرمامَ أقيادِ
- صُهْباً كَأنّ عَصِيمَ الوَرْسِ خالطها
- مِمّا تُصَرِّفُ مِنْ خَطْرٍ وَإلْبَادِ
- يحدو يهمْ زجلٌ للبينِ معترفٌ
- قد كنتَ ذا حاجة لو يربعُ الحادي
- إنّ الوِبَارَ التي في الغَارِ مِنْ سَبَإٍ،
- هاجَتْ عَلَيكَ ذوي ضِغْنٍ وَأحقادِ
- حَلأّتِنا عَن قَرَاحِ المُزْنِ في رَصَفٍ
- لوشئتِ روى غليلَ الهائمِ الصادي
- كمْ دونَ بابكِ منْ قومٍ نحاذرهم
- يا أمَّ عمروٍ وحدادٍ وحدادِ
- هلْ مِنْ نَوَالٍ لمَوْعُودٍ بَخِلْتِ بِهِ
- وَللرّهينِ الذي استَغلَقْتِ مِنْ فَادِي
- لو كنتِ كذبتِ إذْ لمْ توتَ فاحشة ٌ
- قَوْماً يَلجّونَ في جَوْرٍ وَأفْنَادِ
- فَقَدْ سَمِعْتُ حَديثاً بَعدَ مَوْثِقِنا
- مما ذكرتِ إلى زيدٍ وشدادِ
- حَيِّ المَنَازِلَ بالبُرْدَينِ قَدْ بَلِيَتْ
- للحيَّ لمْ يبقَ منها غيرُ أبلادِ
- ما كدتَ تعرفُ هذا الربعَ غيرهُ
- مرُّ السنينِ كما غيرنَ أجلادي
- لَقَدْ عَلِمْتُ وَما أُخْبرْتُ مِنْ أحدٍ
- أنَّ الهوى بنقى يبرينَ معتادي
- أللهُ دمرَ عباداً وشيعتهُ
- عاداتِ ربكَ في أمثالِ عبادِ
- قَدْ كانَ قالَ أمِيرُ المُؤمِنينَ لَهُمْ
- مَا يَعْلَمُ الله مِنْ صِدْقٍ وَإجْهَادِ
- مَنْ يَهْدِهِ الله يَهْتَدْ لأفضيلّ له
- و منْ أضلَّ فما يهديهِ من هادي
- لقدْ تبينَ إذ غبتْ أمورهمُ
- قَوْمُ الجُحافيّ أمْراً غِبّهُ بَادِي
- لاقَوْا بُعُوثَ أمِيرِ المُؤمِنينَ لَهُمْ
- كَالرّيحِ إذْ بُعِثَتْ نَحْساً على عَادِ
- فِيهِمْ مَلائِكَة ُ الرّحْمَنِ مَا لَهُمُ
- سِوى َ التّوَكّلِ والتّسبيحِ مِنْ زَادِ
- أنْصَارُ حَقٍ على بُلْقٍ مُسَوَّمَة ٍ،
- أمدادُ ربكَ كانوا خيرَ أمداد
- لاقتْ جحافٌ وكذابٌ أقادهمُ
- مَسقِيّة َ السّمّ شُهبْاً غَيرَ أغْمَادِ
- لاقتْ جحافٌ هواناً في حياتهمُ
- و ما تقبلُ منهمْ روحُ أجسادِ
- إنَّ الوبارَ التي في الغارِ منْ شبأ
- لنْ تستطيعَ عرينَ المخدرِ العادي
- لما أضلهمُ الشيطانُ قالَ لهمُ
- أخْلَفْتُمُ عِنْدَ أمْرِ ألله مِيعَاِدي
- ما كانَ أحْلامُ قَوْمٍ زِدْتَهُمْ خبَلاً
- إلاَّ كحلمِ فراشِ الهبوة ِ الغادي
- إذْ قلتُ عمالُ كلبٍ ظالمونَ لنا
- ماذا تقربتَ منْ ظلمٍ وإفسادِ
- ذوقوا وقدْ كنتمُ عنها بمعتزلٍ
- حَرْباً تَحَرّقُ مِنْ حَمْيٍ وَإيقَادِ
- لا بَاركَ الله في قَوْمٍ يَغُرّهُمُ
- قولُ اليهودِ لذي حفينِ برادِ
- أبصرفانَّ أميرَ المؤمنينَ لهُ
- أعلا الفروعِ وحيثُ استجمعَ الوادي
- تَلْقى َ جِبالَ بَني مَرْوانَ خالِدَة ً
- شُم الرّواسِي وَتُنّبي صَخرَة َ الرّادِي
- إنا حمدنا الذي يشفى خليفتهُ
- مِنْ كلّ مُبتَدِعٍ في الدّينِ صَدّادِ
- فَأرْغَمَ الله قَوْماً لا حلُومَ لَهُمْ
- من مُرْجِفِينَ ذَوي ضِغنٍ وَحُسّادِ
- لاقى َ بَنُو الأشعَثِ الكِنديّ إذْ نكَثوا
- وَابنُ المِهَلّبِ حَرْباً ذاتَ عُصْوَادِ
- إنّ العَدُوّ إذا رَامُوا قَنَاتَكُمُ
- يَلْقَوْنَ مِنْهَا صَمِيماً غَيرَ مُنآدِ
- شَرّفْتَ بُنْيَانَ أمْلاكٍ بَنَوْا لَكُمُ
- عَادِيّة ً في حُصُونٍ بَينَ أطْوَادِ
- إنَّ اللكرامَ إذا عدوا مساعيكمْ
- قدماً فضلتَ بآباءِ وأجداد
- بالأعْظَمِينَ إذا ما خاطَرُوا خَطَراً،
- وَالمُطْعِمِينَ إذا هَبّتْ بِصُرّادِ
- آلُ المغيرة ِ والأعياصُ في مهلٍ
- مَدّوا عَلَيكَ بُحوراً غيرَ أثْمادِ
- و الحارثُ الخيرُ قد أورى فما خمدتْ
- نِيرَانُ مَجْدٍ بِزَنْدٍ غَيرَ مصْلادِ
- ما البَحْرُ مُغْلَوْلِباً تَسْموُ غَوَارِبُهُ
- يعلو السفينَ بآذيٍ وإزبادِ
- يَوْماً بِأوْسَعَ سَيْباً مِن سِجالِكُمُ
- عِنْدَ العُنَاة ِ وَعِندَ المُعْتَفي الجادي
- إلى مُعَاوِية َ المَنْصُورِ، إنّ لَهُ
- دِيناً وَثيقاً، وَقَلْباً غَيرَ حَيّادِ
- من آلَ مروانَ ما ارتدتْ بصائرهمْ
- منْ خوفِ قومٍ ولا هموا بألحادِ
- حتى أتتكَ ملوكَ الرومِ صاغرة ً
- مقرنينَ بأغلالٍ وأصفادِ
- يومٌ أذلَّ رقابَ الرومِ وقعتهُ
- بُشرى َ لمَنْ كانَ في غَوْرٍ وَأنجَادِ
- يا ربَّ ما ارتادكمْ ركبٌ لرغبتهمْ
- فأخمدوا الغيثَ وانقادوا لروادِ
- ساروا على طرقٍ تهدى مناهجها
- إلى خَضَارِمَ خُضْرِ اللُّجّ أعْدَادِ
- ساروا منَ الأدمى والدامِ منعلة ً
- قُوداً سَوالِفُها في مَوْرِ أعضَادِ
- سيروا فانَّ أميرَ المؤمنينَ لكمْ
- غَيْثٌ مُغِيثٌ بنَبْتٍ غَيرِ مِجحادِ
- ماذا ترى في عيالٍ قدْ برمتُ بهمْ
- لَمْ تُحْصَ عِدّتُهُمْ إلاّ بِعَدّادِ
- كَانُوا ثَمانِينَ أوْ زَادوا ثَمانِيَة ً،
- لَوْلا رَجاؤكَ قَدْ قَتّلْتُ أوْلادِي
المزيد...
العصور الأدبيه