الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> غداً باجتماعِ الحيَّ نقضي لبانة ً >>
قصائدجرير
غداً باجتماعِ الحيَّ نقضي لبانة ً
جرير
- غداً باجتماعِ الحيَّ نقضي لبانة ً
- و أقسمُ لا تقضى لبانتنا غدا
- إذا صَدَعَ البَينُ الجَميعَ وَحَاوَلَتْ
- بقوٍّ شَمَالِيلُ النّوَى أنْ تَبَدّدَا
- و أصبحت الأجزاعُ ممنْ يحلها
- قِفَاراً، فَمَا شاء الحَمَامُ تَغَرّدَا
- أجَالَتْ عَلَيْهِنّ الرّوَامِسُ بَعْدَنَا
- دقاقُ الحصَى من كلّ سهلٍ وَأجلَدَا
- لقد قادني منْ حبَّ ماوية َ الهوى
- و ما كانَ يلقاني الجنيبة َ أقودا
- وَأحْسُدُ زُوّارَ الأوَانِسِ كُلّهُمْ،
- و قدْ كنتُ فيهنَّ الغيورَ المحسدا
- أعدُّ لبيوتِ الأمورِ إذا سرتْ
- جِمالِيّة ً حَرْفاً، وَمَيْساَء مُفْرَدَا
- لهَا مِجْزَمٌ يُطْوَى عَلى صُعَدائِهَا،
- كطى الدهاقينْ البناءَ المشيدا
- وَقَدْ أخْلَفَتْ عَهدَ السِّقابِ بجاذبٍ
- طوتهُ حبالُ الرحلِ حتى تجددا
- و زافتْ كما زافَ القريعُ مخاطراً
- وَلُفّ القِرَى والحالِبَانِ فألْبَدَا
- وَتُصْبِحُ يَوْمَ الخِمسِ وَهيَ شِمِلّة ٌ
- مروحاً تقالى الصحصحانَ العمردا
- أقولُ لهُ يا عبدَ قيسٍ صبابة ً
- بِأيٍّ تَرَى مُسْتَوقْدَ النّارِ أوْقَدَا
- فقالَ أرى ناراً يشبُّ وقودها
- بحيثُ استفاضَ الجِزْعُ شيحاً وَغَرْقَدَا
- أحِبّ ثَرَى نَجْدٍ وَبالغوْرِ حاجَة ٌ،
- فغارَ الهوى يا عبدَ قيسٍ وأنجدا
- وَإنّي لَمِنْ قَوْمٍ تَكونُ خُيُولُهُمْ
- بثَغْرٍ، وَتَلْقاهُمْ مَقانِبَ قُوَّدَا
- يحشون نيرانَ الحروبِ بعارضِ
- عَلَتْهُ نُجومُ البِيضِ حتى تَوَقَّدَا
- وَكُنّا إذّا سِرْنَا لِحَيٍّ بأرْضِهِمْ
- تَرَكْنَاهُمُ قَتْلى ، وَفَلاًّ مُشَرَّدَا
- وَمُكْتَبَلاً في القِدّ لَيسَ بِنَازِعٍ
- لَهُ مِنْ مِرَاسِ القِدّ رِجْلاً وَلا يدَا
- و إني لتبتزُّ الرئيسَ فوارسي
- إذا كلُّ عجعاجٍ منض الخورِ عردا
- رَدَدْنَا بِخَبْرَاءِ العُنّابِ نِسَاءكُمْ
- و قدْ قلنَ عتقُ اليومِ أو رقنا غدا
- فأصبحنَ يزجرنَ الأيامنَ أسعدا
- وَقد كُنّ لا يَزْجُرْنَ بالأمسِ أسعُدَا
- فَما عِبْتُ مِنْ نَارٍ أضَاء وَقُودُهَا
- فِرَاساً وَبسطامَ بنَ قَيسٍ مُقَيَّدَا
- و أوقدتَ بالسيدانِ ناراً ذليلة ً
- و عرفتَ منْ سوءاتِ جعثنَ مشهدا
- أضَاء وَقُودُ النّارِ مِنْهَا بَصِيرَة ً،
- و عبرة َ أعمى همهُ قدْ ترددا
- كأنَّ يدعونَ جعثنَ وركتَ
- على فالجٍ من بُخْتِ كرْمانَ أحرَدَا
- و أورثني الفرعانِ سعدٌ ومالكٌ
- سَنَاءً وَعِزّاً في الحَيَاة ِ مُخَلَّدَا
- متى أُدْعَ بَينَ ابنْي مُغَدّاة َ تَلقَني
- إلى لوذِ عزٍ طامح الرأس أصيدا
- أحلَّ إذا شئتُ الايادَ وحزنهُ
- وَإنْ شِئْتُ أجزَاعَ العَقيقَ فجَلَعدَا
- فلوْ كانَ رأيٌ في عدى َّ بنِ جندبٍ
- رأوا ظلمنا لابني سميرة َ أنكدا
- أيشهدُ مثغورٌ علينا وقدْ رأى
- سُمَيْرَة ُ مِنّا في ثَنَايَاهُ مَشْهَدَا
- متى ألقَ مثغوراً على سوءِ ثغرهِ
- أضَعْ فَوْقَ ما أبقَى من الثَّغرِ مِبَرَدَا
- مَنَعْناكُمُ حتى ابْتَنَيْتُمْ بُيُوتَكُمْ
- وَأصْدَرَا راعِيكُمْ بفَلْحٍ وَأوْرَدَا
- بشُعْثٍ على شُعْثٍ مَغاوِيرَ بالضّحى ،
- إذا ثوبَ الداعي لروعٍ ونددا
- كراديسَ أو راداً بكلَّ مناجدٍ
- تعودَ ضربَ البيضِ فيما تعودا
- إذا كفَّ عنهُ منْ يديْ حطمية ٍ
- وَأبْدَى ذِرَاعَيْ شَيْظَمٍ قد تخَدّدَا
- عَلى سَابِحٍ نَهْدٍ يُشَبَّهُ بالضُّحى
- إذا عَادَ الرّكْضُ سِيداً عَمَرَّدَا
- أرى الطيرَ بالحجاجِ تجرى أيامنا
- لكمْ يا أميرَ المؤمنينَ وأسعدا
- رجعتِ لبيتِ اللهِ عهدَ نبيهِ
- وَأصْلَحتَ ما كانَ الخُبَيْبَانِ أفسدَا
- فما مخدرٌ وردٌ بخفانَ زأرهُ
- إلى َ القرنِ زجرَ الزاجرينَ توردا
- بأمضَى من الحجّاجِ في الحرْبِ مُقدِماً
- إذا بَعضُهُمْ هابَ الخِياض فعَرّدَا
- تصدى صناديدُ العراقِ لوجههِ
- وَتُضْحي لهُ غُرُّ الدّهاقِينِ سُجّدَا
- و للقينِ والخنزيرِ مني بديهة ٌ
- و إنْ عاودوني كنتُ للعودِ أحمدا
المزيد...
العصور الأدبيه