الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> عَرَفْتُ بِبرْقَة ِ الوَدّاء رَسْماً >>
قصائدجرير
عَرَفْتُ بِبرْقَة ِ الوَدّاء رَسْماً
جرير
- عَرَفْتُ بِبرْقَة ِ الوَدّاء رَسْماً
- مُحيلاً، طابَ عَهدُكَ من رُسُومِ
- عفا الرسمَ المحيلَ بذي العلندي
- مَسَاحِجُ كُلّ مُرْتَجِزٍ هَزِيمِ
- فليتَ الظاعنينَ همُ أقاموا
- وَفَارِقَ بَعْضُ ذا الأنَسِ المُقِيمِ
- فَمَا العَهْدُ الذي عَهِدَتْ إلَيْنَا
- بمنسى َّ البلاءِ ولا ذميم
- و زارتْ فتية ً ورحالَ ميسٍ
- لَدَى فُتْلٍ مَرَافِقُهُنّ، هِيمِ
- يساقطنَ النقيلَ وهنَّ خوصٌ
- بغبرِ البيدِ خاشعة ِ مرافقهنَّ هيمِ
- يساقطنَ النقيلَ وهنَّ خوصٌ
- بغبرِ البيدِ خاشعة َ الحزومِ
- تُعَطَّفُ، مِن تَوَابعِ كُلّ هَجْرٍ،
- عَصِيماً بِالجُلُودِ عَلى عَصِيمِ
- سَرَينَ اللّيْلَ ثمّ وَرَدْنَ خَمْساً،
- وَلا يَسْطِيعُ ذاكَ أخُو النّعِيمِ
- أعاذلَ طالَ ليلكِ لمْ تنامي
- وَنَامَ العَاذِلاتُ، وَلَمْ تُنِيمي
- إذا ما لُمْتِني، وَعَذَرْتُ نَفْسِي،
- فَلُومي مَا بَدَا لَكِ أنْ تَلُومي
- نَزَلْتَ بَغايَة ِ الحَمِقِ، اللّئِيمِ
- شفاءُ الطارقاتِ منَ الهمومِ
- تريحُ نقادها جشمُ بنُ بكرٍ
- و ما نطفوا بأنجية ِ الحكومِ
- لَقَدْ سَفِهَتْ حُلُومُهُمُ وَأُجْرُوا
- معَ المسبوقِ حيثُ جرى المليمِ
- لهمْ مرٌّ وللنخباتِ مرٌّ
- فقدْ رجعوا بغيرِ شظى سليمِ
- و قدْ نالَ الأخيطلُ منْ هجائي
- دَحُولَ السَّبْرِ، غائِرَة َ الهُزُومِ
- و كيفَ يصولُ أرصعُ تغلبيٌّ
- و ما للعبدْ منْ حسبٍ قديمِ
- سَمَوْنَا للمَكَارِمِ، فَاحْتَوَيْنَا
- بِلا وَغْلِ المَقَامِ، وَلا سَؤومِ
- و قدْ هجموا الرهانَ فما كبونا
- و ما أوهى قناتيَ منْ وصومِ
- تَرَى الشُّعَرَاء مِنْ صَعِقٍ مُصَابٍ
- بِصَكّتِهِ، وَآخَرَ مُسْتَدِيمِ
- لَقَدْ وَجَدُوا رِشَائيَ مُسْتَمِرّاً،
- و دلويَ غيرَ واهية ِ الأديمِ
- وَمِثْلَكَ قَدْ قَصَدْتُ لهُ فأمْسَى
- أخا حلمٍ وما هوَ بالحلمِ
- يَرَى حَسَرَاتِهِ، وَيَخَافُ دَرْئي،
- و يغضي طرفهُ الحمقِ اللئيمِ
- ستعلمُ أنَّ أصلي خندقيٌّ
- جبالي أفضلَ الحسبِ الكريمِ
- فَنَفْسِي، وَالنّفُوسُ فِداءُ قَوْمٍ
- بَنَوْا لي فَوْقَ مُرْتَقَبٍ جَسِيمِ
- نزلتُ بفرعِ خندفَ حيثُ لاقتْ
- شُؤونُ الهَامِ مُجْتَمَعَ الصّمِيمِ
- أُفَاضِلُ بِالرَّبابِ وَآلِ سَعْدٍ،
- وَزَيْدِ مَنَاة َ، إذْ خَطَرَتْ قُرُومي
- وجدنا المجدَ قدْ علمتْ معدٌّ
- وَعِزَّ النّاسِ تَمّ إلى تَمِيمِ
- مطاعيمُ الشمالِ إذا استحنتْ
- و في عرواءِ كلَّ صباً عقيمُ
- سبقنا العالمينَ بكلَّ مجدٍ
- وَبِالمُستَمْطَرَاتِ مِنَ النّجُومِ
- إذا نجمٌ تغيبَ لاحَ نجمٌ
- و ليستْ بالمحاقِ ولا الغمومِ
- سأبسطُ منْ يديَّ عليكَ فضلاً
- و نحنُ القاطعونَ يدَ الظلومِ
- رأوا أثبية َ الفهداتِ ورداً
- فما عرفوا الأغرَّ منَ البهيمِ
- و أعيينا أباكَ أبا غويثٍ
- فَأعْيا عَنْ مُجَاهَدَة ِ الخُصُومِ
- وَأدْرَكْنَا الهُذَيْلَ بِلافِظَاتٍ
- دمَ الأشداقِ منْ علكَ الشكيمِ
- ضَغَا في القِدّ آدَرُ تَغْلِبيٌّ،
- ضَبِيحُ الجِلْدِ مِنْ أثَرِ الكُلُومِ
- منعنا الجوفَ والنعمَ المندى
- و قلنا للنساءِ بهِ أقيمي
- و قدْ هجمتْ وأمكَ خيلُ قيسٍ
- على َ رعنِ السلوطحِ ذي الأورمِ
- و ما قتلي بني جشمَ بنْ بكرٍ
- بِزَاكِيَة ِ الدّمَاء، ولا اللّحُومِ
- فحسبكَ أنْ تنوحَ بينَ دنٍّ
- و باطية ٍ وإبريقٍ رذومِ
- حكمتَ بحكمْ أمكَ حيثُ تلقى
- خَلِيطاً مِنْ صَقَالِبَة ٍ وَرُومِ
- ألَيْسَ أبُوكَ ذا زَمَعَ ثَمَانٍ،
- وَأُمُّكَ ذاتَ مُكْتَشَرٍ ذَمِيمِ
- لَبِئْسَ الفَحْلُ، لَيْلَة َ أشْعَرَتْهُ
- عَبَاءتَهَا مُرَقَّعَة ً بِنِيمِ
- فَذَاكَ الفَحْلُ جاء بِشَرّ نَجْلٍ،
- خَبِيثَاتِ المَثَابِرِ وَالمَشِيمِ
المزيد...
العصور الأدبيه