الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> طربتَ وما هذا الصبا والتكالفُ >>
قصائدجرير
طربتَ وما هذا الصبا والتكالفُ
جرير
- طربتَ وما هذا الصبا والتكالفُ
- و هلْ للهوى إذراعهُ الينُ صارفُ
- طربتَ بأبرادٍ وذكركَ الهوى
- عراقية ٌ ذكرٌ لقلبكَ شاعفُ
- تَعُلّ ذكيَّ المِسكِ وَحْفاً، كأنّهُ
- عَنَاقِيدُ مِيلٌ لم يَنَلْهُنّ قاطِفُ
- و أحذرُ يومَ البينِ أنْ يعرفَ الهوى
- و تبدي الذي تخفي العيونُ الذوارفُ
- إذا قيلَ هذا البينُ راجعتُ عبرة ً
- لهَا بِجِرِبّانِ البَنِيقَة ِ وَاكِفُ
- يَقُولُ بِنَعْفِ الأخْرَبِيّة ِ صَاحبي:
- متى يَرْعَوِي غَرْبُ النّوَى المُتقاذِفُ
- وَإنّي وَإنْ كانَتْ إلى الشامِ نِيّتي،
- يَماني الهَوَى أهْلَ المُجازَة ِ آلِفُ
- و إنَّ الذي بلغت رقاهُ نسوة ٌ
- نَمَتْكَ إلى العُلْيَا فَوَارِسُ دَاحِسٍ
- وَتُرْمَى فَتُشْوِيهَا الرّماة ُ وَقَتّلَتْ
- قُلُوباً بنَبْلٍ لم تَشِنْهَا المَرَاصِفُ
- صرمتُ اللواتي كنَّ يقتدنَ ذا الهوى
- شبيهٌ بهنَّ الربربُ المتآلفُ
- طَلَبْنَا أمِيرَ المُؤمِنِينَ، وَدُونَهُ
- تنائفُ غبرٌ واصلتها تنائف
- بمائرة ِ الأعضادِ أما لشدقمٍ
- وَامّا بَنَاتُ الدّاعِرِيّ العَلائِفُ
- يخذنَ بنا وخداً وقدْ خضبَ الحصى
- مَنَاسِمُ أيْدي اليَعُمَلاتِ الرّوَاعِفُ
- بلغنا أميرَ المؤمنينَ ولمْ يزلْ
- على عِلّة ٍ فِيهِنّ رَحْلٌ وَرَادِفُ
- وَيَرْجُوكَ مَنْ لم تَستَطِعْكَ رِكابُه،
- وَيَرْجُوكَ ذو حَقّ ببابِكَ ضَائِفُ
- و إنيَّ لنعماكَ التي قدْ تظاهرتْ
- و فضلكَ يا خرَ البرية ِ عارفُ
- فَلا الجَهدُ ما عاشَ الخَليفة ُ مُرْهقي،
- وَلا أنَا لي عِنْدَ الخَليفَة ِ كاسِفُ
- إذا قيلَ شكوى بالامامِ تصدعتْ
- عليهِ منَ الخوفُ القلوبُ الرواجفُ
- أتانا حديثٌ كانَ لا صبرَ بعدهُ
- أتَتْ كُلَّ حَيٍّ قَبلَ ذاكَ المَتالِفُ
- فَلَمّا دَعوْنَا للخَلِيفَة ِ رَبَّنَا،
- وَكَانَ الحَيَا تُزْجَى إليهِ الضّعائِفُ
- أتَتْنَا لكَ البُشْرَى فِقَرّتْ عُيونُنا،
- وَدارَتْ عَلى أهْلِ النّفاقِ المَخَاوِفُ
- فَأنْتَ لِرَبّ العَالَمِينَ خَلِيفَة ٌ،
- و ليٌّ لعهدِ اللهِ بالحقَّ عارفُ
- هداكَ الذي يهدي الخلائفَ للتقى
- و اعطيتَ نصراً لمْ تنلهُ الخلائفُ
- و أدتْ اليكَ الهندُ ما في حصونها
- و منْ أرضِ صينِ استانَ تجبي الطرائفُ
- و أرضَ هرقلَ قدْ قهرتَ وَ داهراً
- و تسعى لكمْ منْ آلِ كسرى النواصفُ
- و ذلكَ منْ فضلِ الذي جمعتْ لهُ
- صفوفُ المصلى والهديُّ العواكف
- وَنَازَعْتَ أقْوَاماً فَلَمّا قَهَرْتَهُمْ،
- و أعطيتَ نصراً عاَ منكَ العواطفُ
- لَقَد وَجَدُوا مِنكُمْ حِبالاً مَتينَة ً
- فذلوا وَ لانتْ للقيادِ السوالفِ
- و أنتَ ابنُ عيصِ الأبطحينِ وتنتمي
- لفَرْعٍ صَميمٍ لمْ تَنَلَهُ الزّعانِفُ
- وَصيدُ مَنَافٍ المُقْرَمَاتُ المَطارِفُ
- لَهُ بَاذِخَاتٌ مِنْ لُؤيّ بنِ غالِبٍ
- يُقَّصرُ عَنْهَا المُدّعي وَالمُخالِفُ
- نجيبٌ أريبٌ كانَ جدكَ منجباً
- و أدتْ اليكَ المنجياتُ العفائف
- وَمَا زَالَ مِنْ آلِ الوَليِدِ مُذَبِّبٌ،
- أخو ثِقَة ٍ عَن كلّ ثَغرٍ يُفاذفُ
المزيد...
العصور الأدبيه