الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> سَئِمْتُ مِنَ المُوَاصَلَة ِ العِتَابَا >>
قصائدجرير
سَئِمْتُ مِنَ المُوَاصَلَة ِ العِتَابَا
جرير
- سَئِمْتُ مِنَ المُوَاصَلَة ِ العِتَابَا
- وَأمسَى الشَّيبُ قَد وَرِثَ الشّبابَا
- غدتْ هوجُ الرياح مبشراتٍ
- إلى بِينٍ نَزَلْتِ بهِ السّحابَا
- لقدْ أقررتِ غيبتنا لواشٍ
- و كنا لا نقرُّ لكِ اغتيابا
- أنَاة ٌ لا النَّمُومُ لَهَا خَدينٌ،
- و لا تهدى لجارتها السبابا
- تطيبُ الأرضُ إنْ نزلتْ بأرضٍ
- و تسقى حينَ تنزلها الربابا
- كأنَّ المسكَ خالطَ طعمَ فيها
- بِماءِ المُزْنِ يَطّرِدُ الحَبَابَا
- ألا تَجزينَني، وهُمُومُ نَفْسِي
- بذكرِكِ قَدْ أُطيلُ لَها اكْتِئَابَا
- سُقِيتِ الغَيثَ حَيْثُ نأيتِ عَنّا
- فما نهوى لغيركم سقابا
- أهذا البخلُ زادكِ نأي دارٍ
- فليتَ الحبَّ زادكمُ اقترابا
- لقدْ نامَ الخليُّ وطالَ ليلي
- بِحُبّكِ ما أبِيتُ لَهُ انْتِحَابَا
- أرَى الهِجرانَ يُحدِثُ كُلّ يَوْمٍ
- لقلبي حينَ أهجركمْ عتابا
- وكائِنْ بالأباطِحِ مِنْ صَديقٍ
- يراني لو أصبتُ هوَ المصابا
- وَمَسْرُورٍ بأوْبَتِنَا إلَيْهِ،
- و آخرَ لا يحبُّ لنا إيابا
- دعا الحجاجُ مثلَ دعاء نوح
- فأسمعَ ذا المعرجِ فاستجابا
- صبرتَ النفسَ يا ابنَ أبي عقيلٍ
- محافظة ً فكيفَ ترى الثوابا
- وَلَوْ لم يَرْضَ رَبُّكَ لم يُنَزِّلْ،
- معَ النصرِ الملائكة َ الغضابا
- إذا أفْرَى عَنِ الرّئَة ِ الحِجَابَا
- رَأى الحَجّاجَ أْثْقَبَها شِهاَبَا
- ترى نصرَ الامام عليكَ حقاً
- إذا لبسوا بدينهم ارتيابا
- تشدُّ فلا تكذبُ يومَ زحفٍ
- إذا الغمراتُ زَعزَعَتِ العُقَابَا
- عَفاريِتُ العِراقِ شَفَيْتَ مِنهُمْ
- فَأمْسَوْا خاضِعِينَ لكَ الرّقَابَا
- و قالوا لن يجامعنا أميرٌ
- أقَامَ الحدّ واتّبَعَ الكِتابَا
- إذا أخذوا وكيدهمُ ضعيفٌ
- بِبابٍ يَمْكُرُونَ فَتَحتَ بَابَا
- و اشمطَ قدْ ترددَ في عماهُ
- جعلتَ لشيبِ لحيتهِ خضابا
- إذا عَلِقَتْ حِبالُكَ حَبْلَ عاصٍ
- رأى العاص منَ الأجل اقترابا
- بأنَّ السيفَ ليسَ لهُ مردٌّ
- كأنك قدْ رأيتَ مقدمات
- بصين استانَ قد رفعوا القبابا
- جعلتَ لكلَّ محترس مخوفٍ
- صفوفاً دارعينَ به وغابا
المزيد...
العصور الأدبيه