الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> حيَّ الديارَ بعاقلٍ فالأنعمِ >>
قصائدجرير
حيَّ الديارَ بعاقلٍ فالأنعمِ
جرير
- حيَّ الديارَ بعاقلٍ فالأنعمِ
- كالوحي في رقَّ الكتابِ المعجمِ
- طَلَلٌ تَجُرّ بِهِ الرّياحُ سَوَارِياً،
- و المدجناتُ منَ السماكِ المرزمِ
- عَفّى المَنَازِلَ كُلُّ جَوْنٍ ماطِرٍ،
- أوْ كلُّ معصفة ٍ حصاها يرتمي
- أصَرَمْتَ حَاجَتَكَ التي قَضّيْتَها،
- وَ معَ الظعائنِ حاجة ٌ لمْ تصرمِ
- بقرٌ أوانسُ لمْ تصبْ غراتها
- نبلُ الرماة ِ ولا رماحُ المستمى
- أخْلَفْنَ كُلَّ مُتَيَّمٍ مَنَّيْنَهُ،
- و جفونَ منزلة ِ الرهينِ المغرمِ
- إنَّ البغيضَ لهُ منازلُ عندنا
- ليستْ كمنزلة ِ المحبَّ المكرمِ
- ما نَظْرَة ٌ لَكَ يَوْمَ تَجْعَلُ دُونَها
- فضلَ الرداءِ وتتقي بالمعصمِ
- و لقدْ قطعتُ مجاهلاً وَ مناهلاً
- وَ جمامُ آجنها كلونِ الغدمِ
- وَإذا المُطَوَّقُ باضَ في أرْجائِها،
- حُسِبَتْ نَقائِضُهُ فلاقَ الحَنتَمِ
- إنّ الوَلِيدَ خَلِيفَة ٌ لخَلِيفَة ٍ،
- رَفَعَ البِنَاء عَلى البِنَاء الأعْظَمِ
- فَعَلا بِنَاؤكُمُ الّذِي شَرّفْتُمُ،
- وَلَكُمْ أبَاطِحُ كُلّ وَادٍ مُفْعَمِ
- كمْ قدْ قطعتُ اليكَ منْ ديمومة ٍ
- يهماءَ غفلُ ليلها كالأيهمِ
- وَتَرَكْتُ نَاجِيَة المَهارَى زاحِفاً،
- بعدَ الزورة ِ والجلالِ الأحزمِ
- إنّ الوَلِيدَ هُوَ الإمَامُ المُصْطَفَى ،
- بالنّصْرِ هُزّ لِوَاؤهُ، وَالمَغنَمِ
- ذُو العَرْشِ قَدّرَ أنْ تكونَ خَليفة ً،،
- ملّكْتَ فَاعلُ على المَنَابِرِ وَاسْلَم
- وَرِثَ الأعِنّة َ وَالأسِنّة َ وَانْتَمَى
- في بيتِ مكرمة ٍ رفيعِ السمِ
- و رأيتُ أبنية ً خوتْ وتهدمتْ
- وَبِنَاءُ عَرْشِكَ خالِد لَمْ يُهْدَمِ
- تركَ النجاة َ وحلَّ حيثُ تمنعتْ
- أعياصهُ ولكلَّ خيرٍ ينتمي
- عَرَفَ البَرِيّة ُ أنّ كُلّ خَلِيفَة ٍ
- مِن فَرْعِ عِيصِكَ كالفَنيقِ المُقرَمِ
- خزمَ الأنوفَ وقادَ كلِ عمارة ٍ
- صَعْبُ القِيادِ مُخاطِرٌ لَمْ يُخْزَمِ
- وَبَنُو الوَلِيدِ من الوَلِيدِ بمَنْزِلٍ،
- كالبدرِ حفَّ بواضحاتِ الأنجمِ
- و لقدْ سمة تَ إلى النصارى سموة ً
- رجفتْ لوقعتها جبالُ الديلم
- إنَّ الكنيسة َ كانَ هدمُ بنائها
- قَسْراً، فَكَانَ هَزِيمة ً للأخْرَمِ
- فأراكَ ربكَ إذ كسرتَ صليبهمْ
- نُورَ الهُدَى وَعَلِمتَ ما لم نَعْلَمِ
- و إذا الكتائبُ أعلمتْ راياتها
- وَكأنّهُنّ عِتَاقُ طَيْرٍ حُوّمِ
- نطحَ الرؤوسَ بهامة ٍ ... فتفرقوا
- عَنها وَعَظْمُ فَرَاشِها لمْ يُهزَمِ
- مِرْدى الحروبِ إذا الحرُوبُ توَقّدتْ،
- وَحَياً إذا كَثُرَتْ عِمَادُ الرُّزّمِ
- إني منَ المتنصفينَ سجالكمْ
- ينفخنَ منْ ثبجِ الفراتِ الأعظمِ
- أرجو سوابقَ ذي فواضلَ منهمُ
- وَأخافُ صَوْلَة َ ذي شُبُولٍ ضَيغَمِ
- أشْكُو إلَيْكَ وَرُبّمَا تَكْفُونَني
- عَضَّ الزّمانِ وَثِقْلَ دَينِ المَغرَمِ
- برُّ البلادِ مسخرٌ بحبي لكمْ
- وَالبَحْرُ سُخّرَ بالجَوَارِي العُوّمِ
- و ترى الجفانَ يمدها قمعُ الذري
- مدَّ الجداولِ بالأتيَّ المفعمِ
- و القدرُ تنهمُ بالمجالِ وترتمي
- بالزَّوْرِ هَمْهَمَة َ الحِصَانِ الأدْهَمِ
المزيد...
العصور الأدبيه