الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> حيوا المقامَ وحيوا ساكنَ الدارِ >>
قصائدجرير
حيوا المقامَ وحيوا ساكنَ الدارِ
جرير
- حيوا المقامَ وحيوا ساكنَ الدارِ
- ما كدتَ تعرفُ إلاَّ بعدَ إنكارِ
- إذا تَقَاَدمَ عَهْدُ الحَيّ هَيّجَني
- خيالُ طيبة ِ الأردانِ معطارِ
- لا يأمننَّ قوبٌّ نقضَ مرتهِ
- إني أرى الدهرَ ذا نقضٍ وإمرارِ
- قد أطلبُ الحاجة َ القصوى فأدركها
- على الأُنُوفِ وُسُوماً ذاتَ أحْبَارِ
- إلاَّ بغرٍّ منَ الشيزى مكللة ٍ
- يجري السديفُ عليها المربعُ الواري
- إذا أقُولُ ترَكْتُ الجَهْلَ هَيّجَني
- رَسْمٌ بذي البَيْضِ أوْ رَسْمٌ بدُوّارِ
- تمسي الرياحُ بهِ حنانة ً عجلاً
- سَوْفَ الرّوَائِمِ بَوّاً بَينَ أظْآرِ
- هَلْ بالنّقيعَة ِ ذاتِ السِّدْرِ من أحدٍ
- أوْ منبتِ الشيحِ منْ روضاتِ أعيارِ
- سقيتِ منْ سبلِ الجوزاءِ غادية ً
- وَكُلَّ وَاكِفَهِ السَّعْدَينِ مِدْرَارِ
- قدْ كدتُ أنَّ فراقَ الحيَّ يشفعني
- أنسى عزاي وأبدى اليومَ أسراري
- لولا الحياءُ لهاجَ الشوقَ مختشعٌ
- مثلُ الحمامة ِ منْ مستوقدِ النارِ
- لمّا رَمَتْني بِعَينِ الرّيمِ فَاقْتَتَلَتْ
- قلبي رميتُ بعينِ الأجدلِ الضاري
- مِلء العُيُونِ جَمالاً ثمّ يُونِقُني
- لَحْنٌ لَبيثٌ وَصَوْتٌ غَيرُ خَوّارِ
- قَوْمي تَمِيمٌ هُمُ القَوْمُ الذينَ هُمُ
- ينفونَ تغلبَ عنْ بحبوحة ِ الدار
- النّازِلونَ الحِمَى لمْ يُرْعَ قَبلَهُمُ؛
- وَالمانِعُونَ بِلا حِلْفٍ وَلا جَارِ
- ساقتكَ خيلي منَ الأشرافِ معلمة ً
- حتى نزَلْتَ جَحيشاً غَيرَ مُختارِ
- لنْ تستطيعَ إذا ما خندفٌ خطرتْ
- شُمَّ الجِبَالِ وَلُجَّ المُزْبِدِ الجَارِي
- تَرْمي خُزَيْمَة ُ مَنْ أرْمي وَيَغضَبُ لي
- أبناءُ مرٍّ بنو عراءَ مذكارِ
- إنّ الذينَ اجْتَنَوْا مَجداً وَمَكْرُمَة ً
- تِلْكُمْ قُرَيْشِيَ وَالأنصَارُ أنصَارِي
- و الحيُّ قيسٌ بأعلى المجدِ منزلة ً
- فاستكرموا منْ فروعٍ زندها وارى
- قَوْمي فأصْلُهُمُ أصْلي، وَفَرْعُهُمُ
- فَرْعي وَعَقدُهُم عَقدي وَإمَرارِي
- منا فوارسُ ذي بهدى وذي نجبٍ
- و المعلمونَ صباحاً يومَ ذي قارِ
- مسترعفينَ بجزءٍ في أوائلهمْ
- وَقَعْنَبٍ، وَحُمَاة ٍ غيرِ أغْمَارِ
- قدْ غلَّ في الغلِ بسطاماً فوارسنا
- وَاستَوْدَعُوا نَعْمَة ً في آلِ حَجّارِ
- ما أوْقَدَ النّاسُ من نِيرَانِ مَكْرُمَة ٍ
- إلاَّ اصطلينا وكنا موقدي النارِ
- إنّا لَنَبْلُو سُيُوفاً غَيرَ مُحدَثَة ٍ،
- في كلَّ معتقدِ التاجينِ جبارِ
- إنّي لَسَبّاقُ غَايَاتٍ أفُوز بهَا
- إذاً أطيلُ لها شغلي وإضماري
- يا خزرَ تغلبَ إني قدء وسمتكمُ
- يا خزرَ تغلبَ وسوماً ذاتَ أحبارِ
- لا تَفْخَرُنّ، فإنّ الله أنّزَلَكُمْ،
- يا خزرَ تغلبَ دارَ الذلَّ والعارِ
- ما فيكمُ حكمٌ ترضى حكومتهُ
- للمُسْلِمِينَ وَلا مُستَشهَدٌ شَارِي
- قومٌ إذا حاولوا حجاً لبيعهمْ
- صروا الفلوسَ وحجوا غيرَ أبرارِ
- جئني بمثلِ بني بدرٍ لقومهمُ
- أوْ مِثْلِ أُسرَة ِ مَنظُورِ بنِ سَيّارِ
- أوْ مِثْلِ آلِ زُهَيرٍ وَالقَنَا قِصَدٌ،
- وَالخَيْلُ في رَهَجٍ مِنهَا وَإعْصَارِ
- أوْ عامِرِ بنِ طُفَيْلٍ في مُركَّبِهِ؛
- أوْ حارِثٍ يَوْمَ نادى القَوْمُ: يا حارِ
- أوْ فارسٍ كشريحٍ يومَ نحملهُ
- نَهْدُ المَرَاكِلِ يَحمي عَوْرَة َ الجارِ
- أوْ آلِ شَمخٍ، وَهل في النّاسِ مثلُهمُ
- للمتعفينَ ولاطلابِ أوتارِ
- نَبّأتَ أنّكَ بِالخابُورِ مُمْتَنِعٌ،
- ثمَّ انفرجتَ انفراجاً بعدَ إقرارِ
- قدْ كانَ دوني منَ النيرانِ مقتبسٌ
- أخزيتَ قومكَ واستشعلتَ من ناري
- لم تدرِ أمكَ ما الحكمُ الذي حكمتُ
- إذ مَسّها سَكرٌ مِنْ دَنّها الضّارِي
المزيد...
العصور الأدبيه