الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> حيوا الديارَ وأهلها بسلامِ >>
قصائدجرير
حيوا الديارَ وأهلها بسلامِ
جرير
- حيوا الديارَ وأهلها بسلامِ
- رَبْعاً تَقَادَمَ، أوْ صَرِيعَ خِيَامِ
- بالغبرية ِ والنحيتِ أوانسٌ
- أنّ الرّوَاحَ بِغُلّتي وَسَقَامي
- أطربتْ أنْ هتفَ الحمامُ وربما
- أبكاكَ بعدَ هواكَ شجوُ حمام
- فاصطادَ قلبكَ منْ وراءِ حجابهِ
- منْ لا يرى لسنينَ غيرَ لمامِ
- أما الوصالُ فقدْ تقادمَ عهدهُ
- إلاّ الخَيَالُ يَعُودُ كُلَّ مَنَامِ
- لا تتركنيَّ للذي بي مسلماً
- فَيُصَاب سَمْعي، أو تُسَلَّ عظامي
- خبرتما خبراً فهاجَ لنا الهوى
- يا حبذا الجرعاتُ فوقَ سنامِ
- فإذا أق أفَضْنَا، في المَنَازِلِ، عَبْرَة ً
- مولية َ فتروحا بسلامِ
- روحوا فقدْ منعَ الشفاءُ وقد نرى
- أنَّ الرواحَ بغلني وسقامي
- و كأنَّ روحهنَّ بينَ يلملمٍ
- و النعفِ ذي السرحاتِ أوبُ نعامِ
- وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالمَطيُّ خوَاضِعٌ،
- مِثلُ الجُفُونِ بِبُرْقَتَيْ أَرْمَامِ
- قَدْ طالَ حُبُّكَ لَوْ يُساعفُكَ الهوَى
- نَجْداً، وَأنتَ، بنَخلَتَينِ، تهامى
- يا تَيْمُ! لَوْ صَدَقَ الفَرَزْدَقُ لم يَعِبْ
- في الجريْ بعد مداي واستحدامي
- قدْ قطعتْ نفسَ المجرب غايتي
- وَتُضِرّ بِالمُتَكَلِّفِ الزّمّامِ
- يا تَيْمُ! ما أحَدٌ بِألأمَ مِنكُمُ؛
- إنَّ اللئامَ على َّ غيرُ كرام
- وَمِنَ العَجَائِبِ أنّ تَيْماً كَلّفِتْ
- جعلى ْ بريزة َ كلَّ أصيدَ سام
- ما كُنتَ في الحَدَثانِ تَلْقى قَهْوَساً،
- متلبباً بمحاملِ ولجام
- احبِسْ رِباطَكَ حيثُ كنتَ مسَبَّقاً،
- وَاسكُتْ فغَيرُ أبيكَ كانَ يُحامي
- إنَّ الكرامَ لها مكارمُ أصبحتْ
- تَنْمي، وَسَعْيُ أبيكَ لَيْسَ بنامِ
- وَبُنَيُّ بَرْزَة َ مُقْرِفٌ في نَعْلِهِ
- قدمٌ لئيمة ُ موضعِ الابهامِ
- أمدحتمُ الجملَ الكريمَ بناتهُ
- لَكِنْ بَنَاتُ أبِيكَ غَيرُ كِرَامِ
- وَهَزِلْتُمُ لَجَأ، وَأنْتَ تَصُرّهَا
- غباً تقلدُ دهمها بزمام
- قُبِّحْتِ مِنْ إبِلٍ، وَقُبّحَ رَبُّها،
- كومِ الفصالِ قليلة ِ الغرام
- قَبَحَ الإلَهُ عَلى المُرَيْرَة ِ نِسْوَة ً
- أصداؤهنَّ يصحنَ كلَّ ظلامِ
- خُضْرَ الجُلُودِ، يَبِتْنَ غَيرَ نيامِ
- قَدْ طالمَا، وَأبيكَ، ذُدْنَا عَامِراً
- بالخيلِ والرؤساءَ منْ همامِ
- إذ كنتَ يا جعلَ الشقيقة ِ غافلاً
- عنْ يومِ شدتنا على َ بسطامِ
- ألحَقْنَنَا بِأبي قَبِيصَة َ، بَعْدَمَا
- دميَ الشكيمُ وماجَ كلُّ حزام
- الوَاقِفِينَ على الثّغُورِ جِيَادَهُمْ،
- و المحرزينَ مكارمَ الأيامِ
- كَمْ قَدْ أفَاء فَوَارِسِي مِنْ رَائِسٍ
- عَرِكٍ، وَمِنْ مَلِكٍ وَطِئنَ هُمامِ
- لأبي الفضولُ على أبيكَ ولمْ تجدْ
- عما بلغتَ بسعيهِ أعمامي
- فأنا ابنُ زيدِ مناة َ بينَ فورعها
- لنْ تستطيعَ بجيدريكَ زحامي
- هلْ تحبسنَّ منَ السواحلِ جزية ً
- أوْ تنقلنَّ رواسيَ الأعلامِ
- يا تَيْمُ! إنّ بَني تَمِيمٍ دافَعَتْ
- عَنّي مَنَاكِبُهُمْ، وَعَزّ مَقَامي
- تِلْكَ الجِبَالُ رُمِيتَ مِنْ أرْكانها،
- فاسألْ بريزة َ أيهنَّ ترامي
- يا تَيمُ! إنّ لآلِ سَعْدٍ عِنْدَكُمْ
- نعماً فكيفَ جزيتَ بالأنعامِ
- سَعدُ بنُ زَيدِ مَنَاة َ فَكّ كُبولَهمْ
- و التيمُ عندَ يحابرٍ وجذامِ
- سَعْدٌ هُمُ المُتَيَمَّنُونَ بِأمْرِهِمْ،
- وَهُمُ الضّيَاءُ لِلَيْلَة ِ الإظْلامِ
- سَعْدٌ، إذا نَزَلَ العَدُوُّ حِمَاهُمُ
- ردوا عليهِ بحومة ِ القمقام
- المظعنينَ منَ الرمادة ِ أهلها
- بَعْدَ التّمَكّنِ في دِيَارِ مُقَامِ
- لَوْ تَشْكُرُ الحَسَنَاتِ تَيْمٌ لمْ تَعِبْ
- تَيْمٌ فَوَارِسَ قَعَنَبٍ وَخِزَامِ
- شُمّاً مَسَاعِرَ للحُرُوبِ بِشُزَّبٍ
- تدمى شكائمها منَ الألجامِ
- نَعْمَ الفَوَارِسُ يُعْلِمونَ بحَعْفَرٍ،
- و الطيبونَ فوارسُ الحمحامِ
المزيد...
العصور الأدبيه