الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى >>
قصائدجرير
حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى
جرير
- حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى
- قَبْلَ التّصَدّعِ مِنْ شَماليلِ النّوَى
- قالتْ بليتَ فما نراك كعهدنا
- ليت العهود تجددتْ بعد البلى
- أأُمَامُ! غَيّرَني، وأنتِ غَريرَة ٌ،
- حاجات ذي أربٍ وهمٌّ كالجوى
- قالَتْ أُمامَة ُ: ما لجَهْلِكَ ما لَهُ،
- كيف الصبابة ُ بعد ما ذهب الصبا
- و رأت أمامة في العظام تحنياً
- بعدَ استقامته وقصراً في الخطا
- و رأتْ يلحيته خضاباً راعها
- وَالوَيْلُ للفَتَياتِ مِنْ خَضْبِ اللّحَى
- و تقولُ أني قدْ لقيتُ بلية ً
- من مسح عينك ما يزالُ يها قذى
- لَولا ابنُ عائِشَة َ المُبارَكُ سَيْبُهُ،
- أبكَى بَنى ّ وَأُمَّهُمْ طُولُ الطَّوَى
- إن الرصافة َ منزلٌ لخليفة ٍ
- جَمَعَ المَكارِمَ والعَزائِمَ والتُّقَى
- ما كانَ جرب عند مدَّ حبالكمْ
- ضعف المتون ولا انفصامٌ في العرى
- ما إنْ تركْتَ منَ البِلادِ مَضِيلَّة ً
- إلاّ رَفَعتَ بها مناراً للهدى
- أُعطِيتَ عافِيَة ً ونَصراً عاجِلاً،
- آمينَ ثم وقيتَ أسبابَ الردى
- ألحَمْدُ لله الّذي أعْطاكُمُ
- سنَ الصنائعِ والدسائع والعلى
- يا ابنَ الخَضَارِمِ لا يَعيبُ جُبَاكُمُ
- صِغَرُ الحِياضِ وَلا غَوائِلُ في الجبَا
- لا تجفونَّ بني تميمٍ إنهمْ
- تابُوا النَّصوحَ وَرَاجَعوا حسنَ الهدَى
- مَنْ كانَ يَمرَضُ قلبُهُ مِنْ رِيبَة ٍ
- خافُوا عِقابَكَ وانتَهَى أهلُ النُّهى َ
- و اذكرْ قرابة َ قوم برة َ منكمُ
- فالرحمُ طالبة ٌ وترضى بالرضا
- سوستَ مجتمعَ الأباطحِ كلها
- و نزلت منْ جبلى قريشٍ في الذرى
- أخَذُوا وَثائِقَ أمرِهِمْ بعَزائِمٍ
- للعالمينَ ولا ترى أمراً سدى
- يا ابن الحُماة ِ فَما يُرامُ حِماهُمُ
- و السابقين بكلَّ حمدٍ يشتري
- ما زلتُ معتصماً بحبلِ منكم
- مَنْ حَلّ نُجْوَتَكُمْ بأسبابٍ نَجَا
- وَإذا ذكَرْتُكُمُ شدَدْتُمْ قُوّتي؛
- و إذا نزلتُ بغيثكمْ كان الحيا
- فلأشكرنَّ بلاءَ قومٍ ثبتوا
- قصبَ الجناح وأنبتوا ريشَ الغنا
- مَلَكُوا البِلادَ فسُخّرَتْ أنهارُهَا
- في غير مظلمة ٍ ولا تبعِ الريا
- أوتيتَ منْ جذب الفرات جواريا
- منها الهنى وسائحٌ في قرقرى
- بَحْرٌ يَمُدُّ عُبَابُهُ جُوفَ القِنى
- سيروا إلى البلدِ المباركِ فانزلوا
- وَخُذوا مَنازِلَكُمْ من الغيثِ الحَيَا
- سيروا إلى ابن أرومة عادية ٍ
- وَابنِ الفُرُوعِ يمدُّها طِيبُ الثّرَى
- سيروا فقد جرت الأيامنُ فانزلوا
- بابَ الرُّصَافَة ِ تَحمَدوا غبّ السُّرَى
- سرنا إليكَ منَ الملا عيدية ً
- يَخبِطنَ في سُرُحِ النِّعالِ على الوَجَى
- تدمى مناسمها وهنَّ نواصلٌ
- من كُلّ ناجِيَة ٍ ونِقْضٍ مُرْتَضى َ
- كَلّفْنُتُ لاحِقَة َ النَّميلِ خَوَامِساً،
- غُبْرَ المَخارِمِ وهيَ خاشعة ُ الصُّوى
- نرمى الغرابَ إذا رأى بركابنا
- جُلَبَ الصِّفاحِ وَدامِياتٍ بالكُلَى
المزيد...
العصور الأدبيه