الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> بِتُّ أُرَائي صَاحِبَيّ تَجَلُّداً >>
قصائدجرير
بِتُّ أُرَائي صَاحِبَيّ تَجَلُّداً
جرير
- بِتُّ أُرَائي صَاحِبَيّ تَجَلُّداً
- وَقَدْ عَلِقَتني مِنْ هَوَاكِ عَلُوقُ
- فكيفَ بها لا الدارُ جامعة ُ الهوى
- وَلا أنْتَ عَصراً عن صِباكَ مُفِيقُ
- أتجمعُ قلباً بالعراقِ فريقهُ
- و منهُ بأضلالِ الأراكِ فريقِ
- كأنْ لمْ ترقني الرائحاتُ عشية ً
- و لمْ تمسِ في أهلِ العراقِ وميق
- أُعالِجُ بَرْحاً من هَوَاكِ وَشَفّني
- فؤادٌ إذا ما تذكرينَ خفوق
- أوَانِسُ، أمّا مَنْ أرَدْنَ عَنَاءهُ
- فعانٍ ومنْ أطلقنَ فهوَ طليقُ
- دعونَ الهوى ثمَّ ارتمينَ قلوبنا
- بأسهمُ أعداءٍ وهنَّ صديق
- عجبتُ منَ الغيرانِ لما تداركتْ
- جِمَالٌ يُخَالجنَ البُرِينَ وَنُوقُ
- و منْ يأمنُ الحجاجَ أما عقابهُ
- فمرٌّ وأما عقدهُ فوثيقُ
- وَما ذُقْتُ طَعْمَ النّومِ إلاّ مُفَزَّعاً،
- و ما ساغَ لي بينَ الحيازمِ ريقُ
- و حملتُ أثقالي نجاة ً كأنها
- إذا ضَمَرَتْ بَعْدَ الكَلالِ فَنِيقُ
- منَ الهوجِ مصلاتاً كأنَّ جرانها
- يَمَانٍ نَضَا جَفْنَينِ فَهْوَ دَلُوقُ
- يُبَيِّنَ للنِّسْعَينِ فَوْقَ دُفُوفِهَا،
- وَفَوْقَ مُتُونِ الحَالِبَينِ طَرِيقُ
- تَرَى لَمجَرّ النِّسْعَتَينِ بِجَوْزِهَا
- مَوَارِدَ حِرْمِيٍ، لهُنّ طَرِيقُ
- طَوَى أُمّهَاتِ الدَّرّ حتى كأنّها
- فَلافِلُ هِنْدِيّ فَهُنّ لُصُوقُ
- إذا القَوْمَ قالوا وِرْدُهنّ ضُحَى غَدٍ
- يغالينَ حتى وردهنَّ طروقُ
- و خفتكَ حتى استنزلتني مخافتي
- وَقَدْ حالَ دُوني مِنْ عَماية َ نِيقُ
- يسرُّ لكَ البغضاءَ كلُّ منافقٍ
- كما كلُّ ذي دينٍ عليكَ شفيقُ
- و اطفأتَ نيرانَ العراقِ وقد علا
- لهنَّ دخانٌ ساطعٌ وحريقُ
- و غنَّ امرءاً يرجو الغلولَ وقد رأى
- نكالَكَ فيما قد مَضَى لَسَرُوقُ
- و أنتَ لنا نورٌ وغيثُ وعصمة ٌ
- و نبتٌ لمنْ يرجو نداكَ وريقُ
- ألا رُبّ عاص ظَالِمٍ قَدْ تَرَكْتَهُ
- لأِوْداجِهِ المُسْتَنْزَفَاتِ شَهِيقُ
المزيد...
العصور الأدبيه