الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> بَانَ الخَليط فَعَيْنُهُ لا تَهْجَعُ، >>
قصائدجرير
بَانَ الخَليط فَعَيْنُهُ لا تَهْجَعُ،
جرير
- بَانَ الخَليط فَعَيْنُهُ لا تَهْجَعُ،
- وَالقَلْبُ منْ حَذَرِ الفِرَاقِ مُرَوَّعُ
- ودَّ العوازلُ يومَ رامة َ أنهمْ
- قَطَعُوا الحبالُ وَلَيتَها لا تَقْطَعُ
- قالَ العَوَاذلُ غَيرع جِدّ نَصَاحَة ٍ:
- أعَلى الشّباب وَقَدْ بَلِيتَ تَفَجَّعُ؟
- يا ليتَ لوْ رفعتْ بنا عيدية ٌ
- أعناقهنَّ على الطريقِ تزعزعُ
- صَبّحْنَ دُومَة َ بَعدَ خِمسٍ جاهدٍ
- غلساً وفضلُ نسوعها يتنوعُ
- تعلو السماوة َ تلتظي حزانها
- و الآلُ فوقَ ذري وعالٍ يلمعُ
- يكفي الأدلة ِ بعدَ سوءِ ظنونهمِ
- مرُّ المطيَّ إذا الحداة ُ تشغوا
- وَالأرْحَبيُّ إذا الظّلالُ تَقَاصَرَتْ،
- يُغْري الغريَّ وَذاتُ غَرْبٍ مَيْلَعُ
- حرفٌ تحاذرُ في خشاشٍ ناشبٍ
- حصداً يسورُ كما يسورُ الأشجعُ
- شذبُ المكاربِ منْ جذوعِ سميحة ٍ
- يَمطو الجَديلَ، وَسُرْطُمانٌ شَعشَعُ
- وَتُثيرُ مُظْهِرَة ً وَقَدْ وَقَدَ الحَصَى
- شاة َ الكناسِ إذا اسمألَّ التبعُ
- و ترى الحصى زجلاً يطيرُ نفيهُ
- قبضُ المناسمِ والحصى يتصعصع
- و العيسَ تعتصرُ الهواجرُ بدنها
- عصرَ الصنوبرَ كلُّ غرٍّ ينبعُ
- سرنا منَ الأدمى ورملِ مخفقٍ
- نَرْجُو الحَيَا وَجَنَابَ غَيْثٍ يرْبَعُ
- كَمْ قَدْ تَتَابَعَ منكُمُ من أنُعُمٍ
- و المحلُ يذهبُ أنْ تعود الأمرع
- أثبتمُ زللَ المراقي بعدما
- كادَتْ قُوَى سَببِ الحبالِ تَقَطعُ
- أشكُو إلَيْكَ، فأشْكِني، ذُرّيّة ً
- لا يَشْبَعُونَ، وَأمُّهُمْ لا تَشْبَعُ
- كثروا على َّ فما يموتُ كبيرهمْ
- حتى الحسَابِ وَلا الصّغيرُ المُرْضَعُ
- و غذا نظرتُ يربيني منْ أمهمْ
- عَينٌ مُهَجَّجَة ٌ، وَخَذٌّ أسَفَعُ
- وَإذا تَقَسّمَتِ العِيالُ غَبُوقَهَا،
- كَثُرَ الأنينُ وَفاضَ منْها المَدْمَعُ
- رِشْني فَقَدْ دَخَلَتْ علّي خَصَاصَة ٌ
- مما جمعتَ وكلَّ خيرٍ تجمعُ
المزيد...
العصور الأدبيه