الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> أواصلٌ أنتَ أمَّ العمرْ أمْ تدعُ >>
قصائدجرير
أواصلٌ أنتَ أمَّ العمرْ أمْ تدعُ
جرير
- أواصلٌ أنتَ أمَّ العمرْ أمْ تدعُ
- أمْ تَقطَعُ الحَبْلُ منهم مثل ما قطعُوا
- تَمّتْ جَمالاً وَدِيناً لَيسَ يقْرَبُهَا
- قَسُّ النّصَارَى وَلا من همّها البِيَعُ
- مَنْ زَائرٌ زَارَ لَمْ تَرْجِعْ تَحيّتهُ،
- ماذا الذي ضرهمْ لو أنهمْ رجعوا
- حَلأتِ ذا غُلّة ٍ، هَيمانَ عن شرَعٍ،
- لو شئتَ روى غليلَ الهائمِ الشرع
- ما ردكمْ ذا لباناتٍ بحاجتهِ
- قد فاتَ يومئذٍ منْ نفسهِ قطعُ
- بلْ حاجة ٌ لكَ في الحيَّ الذينَ غدوا
- مروا على السرذي الأغيال فاجتزعوا
- حلوا الأجارعَ منْ نجدٍ وما نزلوا
- أرْضاً بها يَنبُتُ النَّيْتُونُ وَالسّلَعُ
- بَاعَدْتِ الوَصْلِ إلاّ أنْ يُجَرّ لَنَا
- حبلُ الشموسِ فلا يأسٌ ولا طمع
- لا لومَ إذْ لجِ في منعِ أقاربها
- إنَّ الفؤادَ معَ الشيءِ الذي منعوا
- ماذا تذكرُ وصلٍ لمْ يكنْ صدداً
- أمْ ما زيارة ُ ركبٍ قلما هجعوا
- قَرّبْتُ وَجْنَاء لَمْ يَعْقِدْ حَوَالبَها
- طيُّ الصِّدار وَلمْ يُرْشَحْ لهَا رُبَعُ
- كأنها قارحٌ طارتْ عقيقتهُ
- يرعى السماوة َ أو طاوٍ بهِ سفع
- كانَ الذينَ هجوني منْ ضلالتهمْ
- مثلَ الفراشِ وحرَّ النارِ إذْ يقعُ
- أصْبَحْتُ عندَ وُلاة النّاس أثْبَتَهُمْ
- فُلْجاً وَأبْعَدَهُمْ غَلواً إذا نَزَعُوا
- لولا الخليفة ُ والقرآنُ يقرأهُ
- مَا قامَ للنّاس أحكامٌ وَلا جُمَعُ
- أنْتَ الأمينُ، أمينُ الله، لا سَرَفٌ
- فيما وَليتَ، وَلا هَيّابَة ٌ وَرَعُ
- مثْلُ المُهَنّد لَمْ تُبْهَرْ ضَريبَتُهُ
- لمْ يَغْشَ غَرْبيْه تَفْليلٌ وَلا طَبَعُ
- وارى الزنادِ منَ الأعياصِ في مهلٍ
- فالعالَمُونَ، لمَا يَقضي به، تَبَعُ
- ما عدُّ قومٌ باحسانٍ صنيعهمُ
- إلاَّ صنيعكمُ فوقَ الذي صنعوا
- أنْتَ المُبَارَكُ يَهْدي الله شيعَتَهُ،
- إذا تَفَرّقَتِ الأهْوَاءُ وَالشِّيَعُ
- فَكُلُّ أمْرٍ عَلى يُمْنٍ أمَرْتَ به،
- فينا مطاعٌ ومهما قلتَ مسستمعُ
- أدلَيتُ دَلويَ في الفُرّاط فاغتَرفَتْ،
- في الماء فَضْلٌ وَفي الأعطان مُتّسَعُ
- إنّي سَيأتيكُمُ، وَالدّارُ نازحَة ٌ،
- شكري وحسنُ ثناءِ الوفدِ إنْ رجعوا
- يا آل مَرْوَانَ! إنّ الله فَضّلَكُمْ
- فَضْلاً عَظيماً على مَنْ دينُهُ البِدَعُ
- الجَامعينَ، إذا ما عُدّ سَعْيُهُمُ،
- جَمْعَ الكرَام وَلا يُوعونَ ما جمعُوا
- تَلْقَى الرّجالَ إذا ما خيفَ صَوْلَتهُ
- يَمْشُونَ هَوْناً وَفي أعنَاقهم خَضَعُ
- فانْ عفوتَ فضلتَ الناسَ عافية ً
- و إنْ وقعتَ فما وقعٌ كما تقعُ
- ما كانَ ددونَكَ من مَقصى ً لحاجَتنا؛
- و لا وراءكَ للحاجاتِ مطلعُ
- إنَّ البرية َ ترضى ما رضيتَ لها
- إنْ سْرتَ سارُوا وَإن قلتَ ارْبعوا رَبعوا
المزيد...
العصور الأدبيه