الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> أمسَى فُؤادُكَ ذا شُجُونٍ مُقْصَدَا، >>
قصائدجرير
أمسَى فُؤادُكَ ذا شُجُونٍ مُقْصَدَا،
جرير
- أمسَى فُؤادُكَ ذا شُجُونٍ مُقْصَدَا،
- لَوْ أنّ قَلْبَكَ يَسْتَطيعُ تَجَلُّدَا
- هَاج الفُؤادُ بذي كَريبٍ دِمنَة ً،
- أوْ بالأفاقة ِ منزلٌ منْ مهددا
- أفَمَا يَزَالُ يَهِيجُ منْكَ صَبَابَة ً
- نُؤيٌ يُحالِفُ خَالِداتٍ رُكدَا
- خبرتُ أهلكِ أصعدوا منْ ذي الصفا
- سَقْياً لِذَلِكَ مِنْ فَرِيقٍ أصْعَدَا
- و عرفتُ بينهمُ فهاجَ صبابة ً
- صَوْتُ الحَمَامِ، إذا الهَديلُ تَغَرّدَا
- علقتها عرضاً ويلفى سرها
- منمى الأنوقِ بيضها أو أبعدا
- تشجى خلاخلها خدالٌ فعمة ٌ
- و ترى السوارَ تزينهُ والمعضدا
- مَنَعَ الزّيَارَة َ وَالحديثَ إلَيْكُمُ
- غيرَ أن حربَ دونكمْ فاستأسدا
- باعَدْنَ أنّ وِصالَهُنّ خِلابَة ٌ،
- و لقدْ جمعنَ معَ البعادِ تحقدا
- أنْكَرْنَ عَهْدَكَ بَعْدَمَا عَرّفْنَهُ
- وَفقَدنَ ذا القصَبَ الغُدافَ الأسوَدَا
- وَإذا الشّيُوخُ تَعَرّضُوا لمَوَدّة ٍ،
- قلنَ الترابُ لكلَّ شيخٍ أدردا
- تَلْقى َ الفَتَاة ُ مِنَ الشّيُوخِ بَلِيّة ً،
- إنَّ البلية َ كلُّ شيخٍ أفندا
- و تقولْ عاذلة ٌ رخيٌّ بالها
- ما بالُ نومكَ لا يزالُ مسهدا
- لوْ تعلمينَ هما داخلا
- هماً طوارقهُ منعنَ المرقدا
- و كأنَّ ركبكَ والمهاري تفتلي
- هاجُوا مِنَ الأدَمَى النّعامَ الأُبّدَا
- و العيسُ تنتعلُ الظلالَ كأنها
- نبعتْ أخادعها الكحيلَ المعقدا
- يعلونَ في صدرٍ ووردٍ باكرٍ
- أُمَّ الطّرِيقِ إذا الطّرِيقُ تَبَدّدَا
- تَنْفي حَصَى القَذَفَاتِ عَنْ عَادِيّة ٍ
- وَتَرى َ مَنَاحِيَهُ تَشُقّ القَرْدَدَا
- وَيَلُوحُ في قُبْلِ النّجَادِ إذا انْتَحى َ
- نَهْجاً يَضُرّ بِكُلّ رَعْنٍ أقْودَا
- يا ابنَ الخَليفَة ِ، يا مُعَاوِيَ، إنّني
- أرجو فضولكَ فاتخذ عندي يدا
- إنّا لَنَأمُلُ منك سَيبْاً عَاجِلاً
- يا ابنَ الخَليفَة ِ ثمّ نَرْجُوكُمْ غَدَا
- آبَاؤكَ المُتَخَيَّرُونَ، أُولُو النُّهى َ،
- يا ابن الخَضَارِمِ يُترِعُونَ المِرْفَدَا
- وَجَدُوا مُعَاوِيَة َ، المُبارَكَ عَزْمُهُ،
- صلبَ القناة ِ عن المحارمِ مذودا
- لَمّا تَوَجّهَ بِالجُنُودِ، وأدْرَبُوا،
- لاقى َ الأيَامِنَ يَتّبِعْنَ الأسْعُدَا
- يَلْقى َ العَدُوَّ على الثّغُورِ جِيادُهُ،
- أبدأنَ ثمَّ ثنينَ فيها عودا
- لا زَالَ مُلْكُكُمُ، وَأنْتُمْ أهْلُهُ،
- وَالنّصرُ ما خَلَدَ الجِبالُ مُخَلَّدَا
- إنّ امَرَأً كَبَتَ العَدُو، وَيَبْتَني
- فينا المحامدَ حقهُ أنْ يحمدا
- أخزى الذي سمكَ السماءَ عدوكمْ
- وَوَرَى بغَيظِكُمُ الصّدُورَ الحُسّدَا
- وَإذا جَرَرْتَ إلى العَدُوّ كَتَائِباً،
- رَعَبَتْ مَخافَتُكَ القُلوبَ الصُّدّدَا
- أمّا العَدُوّ فَقَدْ أبَحْتَ دِيارَهُمْ
- و تركتَ أمنعَ كلَّ حصنٍ مبلدا
- فَتَحَ الإلَهُ عَلى يَدَيْكَ برَغْمِهِمْ
- وَمَلأتَ أرضَهُمُ حَرِيقاً مُوقَدَا
- و لقدْ أبحتَ منَ العقابِ منازلاً
- نَرْجُو بِذَلِك أنْ تَنَالَ الفَرْقَدَا
- و لقدْ جمعتَ حماية ً وتكرماً
- منْ غارَ يعلمهُ ومنْ قدْ أنجدا
- لَمّا رَأتْكَ عَلى العُقَابِ مُلُوكُهُمْ
- ألقوا سلاحهمُ وخروا سجدا
- عاداتُ خيلكَ أنْ يبتنَ عوابساً
- بِالدّارِعِينَ، وَلا تَرَاهَا رُوَّدَا
- مَا إنْ نَزَلْتَ بِمُشْرِكيِنَ برَبّهِمْ
- إلاّ تَرَكْتَ عَظِيمَهُمُ مُسْتَعبَدَا
- كانَ ابن سِيسَنَ طاغِياً فَرَدَدْتَهُ
- رِخْوَ الأخادِعِ في الكُبُولِ مُقيَّدَا
- أبْلى مُعاوِيَة ُ البَلاءَ، وَلم يَزَلْ
- مَيْمُونَ مَنْقَبَة ٍ تَرَاهُ مُسَدَّدَا
المزيد...
العصور الأدبيه