الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> ألا حَيِّ لَيلى إذْ أجَدّ اجْتِنابُهَا >>
قصائدجرير
ألا حَيِّ لَيلى إذْ أجَدّ اجْتِنابُهَا
جرير
- ألا حَيِّ لَيلى إذْ أجَدّ اجْتِنابُهَا
- و هركَ منْ بعدْ ائتلافٍ كلابها
- وَكَيفَ بِهِنْدٍ وَالنّوَى أجْنَبِيّة ٌ،
- طَمُوحٌ تَنَائيها، عَسيرٌ طِلابُهَا
- فليتَ ديارَ الحيَّ لمْ يمسِ أهلها
- بَعيداً وَلم يَشحَجْ لبَينٍ غُرابُها
- أحلأُ عنْ بردِ الشرابِ وقدنري
- مشارعَ للظمآنِ بحري حبابها
- و نخشى من الأعداءِ أذناً سميعة ً
- تُوَجَّسُ أوْ عَيناً يُخافُ ارْتِقابُهَا
- كَأنّ عُيُونَ المُجْتَلِينَ تَعَرّضَتْ
- لشَمسٍ تجَلّى يَوْمَ دَجْنٍ سحابُهَا
- إذا ذُكِرَتْ للقَلْبِ كادَ لذِكْرِها
- يطيرُ اليها واعتراهُ عذابها
- فَهَل مِنْ شَفيعٍ أوْ رَسولٍ بحاجَة ٍ
- إلَيْها، وَإنَ صَدّتْ وَقَلّ ثَوَابُهَا
- بأنَّ الصبا يوماً بمنعجَ لمْ يدعْ
- عَزاة ً لنَفْسٍ ما يُداوَى مُصابُهَا
- و يوما بسلمانينَ كدتُ منَ الهوى
- أبوحُ وقدْ زمتْ لبينٍ ركابها
- عَجِبْتُ لمُحزُونٍ تَكَلَّفَ حاجَة ً
- إلَيْها فَلَمْ يُرْدَدْ بشيءٍ جَوَابُهَا
- حَمَى أهْلُهَا ما كانَ مّنا فأصْبْحتْ
- سَوَاءٌ عَلَيْنَا نَأيُهَا وَاقتِرابُهَا
- أبَا مَالكٍ مالَتْ برَأسِكَ نَشْوَة ٌ،
- و بالبشرِ قتلى لم تطهرْ ثيابها
- فمِنْهُمْ مُسَجًّى في العَباءَة ِ لم يَمُتْ
- شَهيداً وَداعي دَعوة ٍ لا يُثابُهَا
- فانَّ نداماكَ الذينَ خذلتهمْ
- تلاقتْ عليهمْ خيلُ قيسٍ وغابها
- إذا جاءَ رُوحُ التّغلِبيّ مِنِ اسْتِهِ
- دَنَا قَبْض أرْواحٍ خَبيثٍ مَآبُهَا
- ظَلِلْتَ تَقيءُ الخَنْدَرِيسَ وَتَغلِبٌ
- مَغانمُ يَوْمِ البِشرِ يُحْوى َ نِهابُهَا
- و الهاكَ في ماخورِ حزة َ قرقفٌ
- لها نشوة ٌ يمسي مريضاً ذبابها
- وَأسلَمتُمُ حَظّ الصّليبِ وَقَد رَأوْا
- كتائبَ قيسٍ تستديرُ عقابها
- لقدْ تركت قيسٌ دياراً لغلبٍ
- طويلاً بشطَذ الزابيينْ خرابها
- تمنتْ خنازيرُ الجزيرة ِ حربنا
- وَقَدْ حَجَرَتْ من زَأرِ لَيثٍ كلابُهَا
- عَجِبْتُ لفَخْرِ التّغْلِبٌي وتَغْلبُ
- تؤدى جزى النيروز خضعاً رقابها
- أيفخرُ عبدٌ أمهُ تغلبية ٌ
- قَدِ اخضَرّ من أكلِ الخنانيصِ نابُهَا
- غليظَة ُ جِلْدِ المِنْخَرَينِ مُصِنّة ٌ
- على أنفِ خنزيرٍ يشدُّ نقابها
- جَعَلُتُ على أنْفاسِ تَغْلِبَ غُمّة ً
- شَديداً على جِلدِ الأنوفِ اغتِصَابُهَا
- و أوقدتُ ناري بالحديدِ فأصبحتْ
- يُقَسَّمُ بَينَ الظّالمِينَ عَذَابُهَا
- و أصعرَ ذي صادٍ شفيتُ بصكة ٍ
- على الأنْفِ أوْ بالحاجِبَينِ مَصابُهَا
- أبَا مَالِكٍ لَيسَتْ لتَغلِبَ نَجْوَة ٌ
- إذا ما بحورُ المجدِ عبَّ عبابها
- لَقِيتَ قُرُوماً لم تُدَيَّثُ صِعابُهَا
- كذلكَ أعطى الله قيساً وخندناً
- خَزائِنَ لم يُفْتَحْ لتَغلِبَ بَابُهَا
- و منا رسولُ اللهِ حقاً ولمْ يزلْ
- لَنَا بَطْنُ بَطْحاوَيْ مِنى ٍ وَقِبابُهَا
- و إنَّ لنا نجداً وغورَ تهامة ٍ
- نسوقُ جبالَ العزَّ شماً هضابها
المزيد...
العصور الأدبيه