الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> أكلفتَ تصعيدَ الحدوجِ الروافعِ >>
قصائدجرير
أكلفتَ تصعيدَ الحدوجِ الروافعِ
جرير
- أكلفتَ تصعيدَ الحدوجِ الروافعِ
- كَأنّ خَبَالي بَعْدَ بُرْءٍ مُرَاجعي
- قفا نعرفِ الربعينِ بينَ مليحة ٍ
- و برقة ِ سلمانينَ ذاتِ الأجارعِ
- سقى الغيثُ سلمانينَ والبرقَ العلا
- إلى كُلّ وادٍ منْ مُلَيْحَة َ دافعِ
- أرَجَّعتَ منْ عِرفَانِ رَبْعٍ كَأنّهُ
- بَقيّة ُ وَشْمٍ في مُتُونِ الأشاجعِ
- متى أنتَ مهتاجٌ بحلمكَ بعدما
- وَصَلْتَ به حَبْلَ القَرين المُنازِعِ
- إذا ما رَجا الظّمْآنُ وِرْدُ شَريعَة ٍ
- ضربنَ حبالَ الموتِ دونَ الشرائعِ
- إذا قلنَ ليستْ للرجال أمانة ٌ
- و فيناً فلمْ ننقضْ عهود الودائعِ
- سقينَ البشامَ المسكَ ثمَّ رشفنهُ
- رشيفَ الغريرياتِ ماءَ الوقائعِ
- لَقَدْ هاجَ هذا الشّوْقُ عَيناً مَريضَة ً،
- و نوحُ الحمامِ الصادحاتِ السواجِ
- فذَكّرنَ ذا الإعوَالِ وَالشّوْقِ ذِكرَه
- فهيجنَ ما بينْ الحشا والأضالعِ
- ألمْ تكُ قد خبّرْتَ إن شَطّتِ النّوَى
- بأنكَ يوماً غدها غيرُ جازعِ
- فلَمّا استَقَلّوا كدتَ تَهْلِكُ حسرَة ً
- وَرَاعَتْكَ إحدَى المُفْظِعات الرّوَائعِ
- سَمَتْ بيَ منْ شَيْبانَ أُمٌّ نَزيعَة ٌ
- كذلكَ ضربُ المنجياتِ النزائعِ
- فلما سقيتُ السمَّ خنزيرَ تغلبٍ
- أبَا مالكٍ جَدّعتُ قَينَ الصّعاصعِ
- رَمَيْتُ ذَوي الأضْغَان حتى تَناذَرُوا
- حمايَ وألقى قوسهُ كلُّ نازعِ
- فَإنّي بِكَيّ النّاظرَيْنِ كلَيْهمَا
- طبيبٌ وأشفى منْ نسا المنظالعِ
- إذا ما استَضَافَتْني الهُمومُ قَرَيْتُهَا
- زِمَاعي وَليْلَ الذّاملات الهَوَابِع
- حَرَاجيجَ يُعْلَفْنَ الذَّميلَ كَأنّها
- مَعَاطِفُ نَبْعٍ أوْ حَنيُّ الشّرَاجعِ
- إذا بَلّغَ الله الخَليفَة َ لَمْ تُبَلْ
- سقاطَ الرزايا منْ حسيرٍ وظالعِ
- سَمَوْنَا إلى بَحْرِ البحُورِ وَلمْ نَسِرْ
- إلى ثَمَدٍ مِنْ مُعْرِضِ العَينِ قاطعِ
- تَؤمّ عِظامَ الجَمّ، عادِيَة َ الجَبَا،
- على الطّرُقِ المُستَوْرَداتِ المَهايعِ
- فَلَمّا التَقَى وَفْدَا مَعَدٍّ عَرَضْتَهُم
- بسِجْلَينِ مِنْ آذيّكَ المُتَدافِعِ
- و أنتَ ابنُ أعياصِ في متمنعٍ
- مقايسة ً طالتْ مدادَ المذارعِ
- فلما تسربلتَ الخلافة َ أقبلتْ
- عليكَ بأبوابِ الأمورِ الجوامعِ
- تبحجَ هذا الملكُ في مسقرهِ
- فَلَيْسَ إلى قَوْمٍ سِوَاكُمْ بِراجعِ
- و ضاربتمُ حتى شفيتمْ منَ العمى
- قُلُوباً وَحتى جازَ نَقْشُ الطّوَابِعِ
- فَقَدْ سَرّني أنْ لا يَزَالَ يَزِيدُكُمْ
- يسيرُ بأمرِ الأمة ِ المتتابعِ
- أتَتْكَ قُرَيْشٌ لاجِئِينَ وَغَيرُهُمْ
- إلى كُلّ دِفءٍ من جنَاحِكَ وَاسعِ
- وَيَرْجُو أمِيرَ المُؤمِنِينَ وَسَيْبَهُ
- مَرَاضيعُ مثلُ الرّيشِ سُفْعُ المُدامعِ
المزيد...
العصور الأدبيه