الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> أعاذلَ ما بالي أرى الحيَّ ودعوا >>
قصائدجرير
أعاذلَ ما بالي أرى الحيَّ ودعوا
جرير
- أعاذلَ ما بالي أرى الحيَّ ودعوا
- وَباتُوا على طِيّاتهِمْ فتَصَدّعُوا
- إذا ذُكِرَتْ شَعْثَاءُ طَارَ فُؤادُهُ
- لطيرِ الهوى وارفضتْ العينُ تدمعَ
- تَمَنّى هَوَاهَا مِنْ تَعَلُّلِ بَاطِلٍ،
- و تعرضُ حاجاتُ المحبَّ فتمنع
- وَلَوْ أنّهَا شَاءتْ لَقَدْ بَذَلَتْ لَهُ
- شراباً بهِ يروى الغليلُ وينقعُ
- و شعثٍ على خوصٍ دقاقٍ كأنها
- قِسِيٌّ مِنَ الشِّرْيانِ تُبَرَى وَتُرْقَعُ
- إذا رفعوا طيَّ الخباءِ رأيتهُ
- كَضَارِبِ طَيْرٍ في الحِبالَة ِ يَلْمَعُ
- ترى القومَ فيهِ ممسكينَ بجانبٍ
- وَللرّيحِ مِنْهُ جَانِبٌ يَتَزَعْزَعُ
- ألا يا لقومٍ لا تهدكمْ مجاشعٌ
- فَأصْلَبُ مِنها خَيْزُرَانٌ وَخِرْوَعُ
- فَهُمْ ضَيّعوا الجارَ الكَرِيمَ، وَلا أرَى
- كَحُرْمَة ِ ذاكَ الجارِ جَاراً يُضَيَّعُ
- تقولُ قريشٌ بعدَ عدرِ مجاشعٍ
- لحَى الله جِيرَانَ الزّبَيرِ وَرَجّعُوا
- فلوْ أنَّ يربوعاً دعى إذْ دعاهمُ
- لآبَ جَمِيعاً رَحْلُهُ المُتَمَزِّعُ
- فَأدُّوا حَوَارِيَّ الرّسُولِ وَرَحْلَهُ
- إلى أهْلِهِ ثمّ افخَرُوا بَعدُ أوْ دَعُوا
- ألمْ تَرَ بَيْتَ اللّؤمِ بَينَ مُجَاشِعٍ
- مقيماً إلى أنْ يمضيَ الدهرُ أجمعُ
- علونا كما تعلو النجومُ عليهمُ
- وَقَصّرَ حَتى ما لكَفّيْهِ مَدْفَعُ
- فانْ تسألوا حيَّ نزارٍ تنبئوا
- إذا الحربُ شالتْ منْ يضروُّ وينفعُ
- وَإنَا لَنَكفي الخُورَ لَوْ يَشكُرُونَنا
- ثَنَايَا المَنَايَا، وَالقَنَا يَتَزَعزَعُ
- نحلُّ على َ الثغرِ المخوفِ وأنتمُ
- سَرَابٌ عَلى قِيقَاءة ٍ يَتَرَبَعُ
- وَتَفِيكَ عَمرٌو عَنْ حِماها وَعامرٌ
- فما لكَ إلاَّ عندَ كيركَ مطبعُ
المزيد...
العصور الأدبيه