الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> أدارَ الجَميعِ الصّالحِينَ بذي السِّدْرِ، >>
قصائدجرير
أدارَ الجَميعِ الصّالحِينَ بذي السِّدْرِ،
جرير
- أدارَ الجَميعِ الصّالحِينَ بذي السِّدْرِ،
- أبِيني لَنا، إنّ التّحيّة َ عَنْ عُفْرِ
- لَقَدْ طَرَقَتْ عَينيّ في الدّارِ دِمنَة ٌ
- تعاورها الأزمانُ والريحُ بالقطرِ
- فقلتُ لأدنى صاحبيَّ وإنني
- لأكتُمُ وَجْداً في الجَوَانحِ كالجَمْرِ:
- لَعَمْرُكُمَا لا تَعْجَلا! إنّ مَوْقِفاً
- على َ الدارِ فيهِ القتلُ أو راحة ُ الدهرِ
- فعاجا وما في الدارِ عينٌ نحسها
- سوَى الرُّبدِ وَالظِّلمان ترْعى معَ العُفْرِ
- فَلِلّهِ مَاذا هَيّجَتْ مِنْ صَبابة ٍ
- على هَالِكٍ يَهْذي بهِندٍ وَما يَدرِي
- طَوَى حَزناً في القَلْبِ حتى كأنّمَا
- بهِ نفثُ سحرٍ أو أشدُّ منَ السحرِ
- أخالِدَ! كانَ الصّرْمُ بَيني وَبَينَكُم
- دلالاً فقدْ أجرى البعادُ إلى الهجرْ
- جزيتَ ألا تجزينَ وجداً يشفنني
- و إني لا أنساكِ إلاَّ على ذكرِ
- خليليَّ ماذا تأمراني بحاجة ٍ
- وَلَوْلا الحَياءُ قَدْ أشَادَ بهَا صَدرِي
- أقِيما، فإنّ اليَوْمَ يوْمٌ جرَتْ لَنَا
- أيامِنُ طَيرٍ لا نُحُوسٍ وَلا عُسْرِ
- فانْ بخلتْ هندٌ عليكَ فعلها
- وَإنْ هيَ جادَتْ كانَ صَدعاً على وَقرِ
- مِنَ البِيضِ أطْرَافاً كأنّ بَنانَهَا
- مَنابِتُ ثَدّاءٍ مِنَ الأجرَعِ المثرِي
- لَقَدْ طالَ لَوْمُ العاذِلِينَ وَشَفّني
- تناءٍ طويلٌ واختلافٌ منَ النجرِ
- أثعلبَ أولى حلفة ً ما ذكرتكمْ
- بِسُوءٍ وَلَكِنّي عَتَبْتُ على بَكْرِ
- فلا توبسوا بيني وبينكمُ الثرى
- فانَّ الذي بيني وبينكمُ مثرى
- عِظامٌ المَقارِي في السّنينَ وَجارُكُمْ
- يبيتُ منَ اللاتي تخافُ لدى وكرِ
- أثعلبَ إني لمْ أزلْ مذْ عرفتكمْ
- أرَى لَكُمُ سِتراً فَلا تهتكُوا سِترِي
- فلَوْلا ذُوو الأحْلامِ عَمرُو بنُ عامرٍ
- رَمَيْتُ بَني بَكْرٍ بقاصِمَة ِ الظّهْرِ
- همُ يمنعونَ السرحَ لا يمنعونهُ
- منَ الجيشِ أنْ يَزْدادَ نَفراً على نَفرِ
- جَزَى الله يَرْبُوعاً منَ السِّيدِ قرْضَها
- بني السيدِ آويناكمُ قدْ علمتمُ
- إلَيْنَا وَقَدْ لَجّ الظّعَائِنُ في نَفْرِ
- مَنَنّا عَلَيْكُمْ لوْ شكَرْتُمْ بَلاءنا
- و قدْ حملتكمْ حربُ ذهلٍ على قتر
- بني السيدِ لا يمحي ترمزُ مدركٍ
- نُدُوبَ القَوَافي في جلودِكمُ الخُضرِ
- بِأيّ بَلاءٍ تَحْمَدُونَ مُجاشِعاً
- غَبَاغِبَ أثوَارٍ تُلَظّى عَلى جَسْرِ
- ألاَ تعرفونَ النافشينَ لحاهمُ
- إذا بطنوا والفاخرينَ بلا فخرِ
- أنا البدرُ يعشى طرفَ عينيكَ ضوؤه
- وَمَن يَجعَلِ القرْدِ المُسَرْوَل كالبَدرِ
- حمتني ليربوعٍ جبالٌ حصينة ٌ
- وَيَزْخَرُ دُوني قُمقُمَانٌ من البَحرِ
- فَضَلَّ ضَلالَ العادِلِينَ مُجاشِعاً،
- ثلوطَ الروايا بالحماة ِ عنِ الثغرِ
- فما شهدتْ يومَ الغبيطِ مجاشعٌ
- و لا نقلانَ الخيلِ منْ قلتي يسر
- و لا شهدتنا يومَ جيشِ محرقٍ
- طهية ُ فرسانُ الوقيدية ِ الشقر
- و لا شهدتْ يومْ النقاخيلُ هاجرٍ
- و لا السيدُ إذْ ينحطنَ في الأسلِ الحمر
- وَنَحنُ سَلَبنا الجُوْنَ وَابنَيْ مُحَرِّقٍ
- وَعَمْراً وَقَتَلْنَا مُلُوكَ بَني نَصْرِ
- إذا نحنُ جردنا عليهمْ سيوفنا
- أقمنا بها درءَ الجبابرة ِ الصعرِ
- إذا مَا رَجَا رُوحُ الفَرَزْدَقِ رَاحَة ً
- تَغَمّدَهُ آذِيُّ ذي حَدَبٍ غَمْرِ
- فطاشتْ يدُ القينْ الدعي وغمهُ
- ذُرَى وَاسِقَاتٍ يَرْتَمِينَ منَ البحرِ
- لَعَلّكَ تَرْجُو أنْ تَنَفَّس بَعْدَما
- غممتَ كما غمَّ المعذبُ في القبر
- فما أحصنتهُ بالسعودِ لمالكٍ
- وَلا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ لَيْلَة َ القَدْرِ
- فلا تحسبنَّ الحربَ لما تشنعتْ
- مفايشة ً إنَّ الفياشَ بكمْ مزرى
- أبعدَ بني بدرٍ وأسلابِ جاركم
- رضيتمْ واحتبيتمْ على وترِ
- وَنُبّئْتُ جَوّاباً وَسَكْناً يُسُبّني،
- و عمروَ بنَ عفري لا سلامَ على عمرو
المزيد...
العصور الأدبيه